المحتوى الرئيسى

رؤينظام جديد

04/11 23:02

هل يمكن أن تؤدي الثورات والاحتجاجات التي تشهدها عدة دول عربية الآن إلي ظهور نظام عربي جديد بدلا من النظام الحالي الذي أثبت فشله في التصدي للتحديات التي واجهت الأمة العربية منذ‏53‏ عاما علي الأقل‏. وتحولت الجامعة العربية ـ رمز هذا النظام ـ إلي كيان بيروقراطي متكلس يكافح من أجل مجرد الوجود علي قيد الحياة؟ سؤال مهم ينبغي أن نفكر فيه, لأن التغيير الذي خرج من أجله الشعب العربي في عدة أقطار خلال الفترة الأخيرة, لا يمكن حصره في استبدال حكام بآخرين, أو مجموعة اصلاحات سياسية داخلية فقط. فطوال السنوات الأخيرة كانت المنطقة العربية ضحية لمشروعين يتصارعان للهيمنة علي الوطن العربي, مشروع أمريكي في مواجهة مشروع ايراني, مع غياب كامل لأي مشروع عربي يجسد آمال وتطلعات الشعب العربي ويستطيع الدفاع عن المصالح العليا للأمة العربية والحفاظ علي هويتها والتصدي للتحديات التي تواجهها. وكان من الطبيعي في ظل هذا الوضع أن تسود سياسة المحاور, وتزداد حدة الانقسامات بين الدول العربية, وترتفع قيمة المصالح القطرية فوق المصالح القومية,وتتداخل العناصر الشخصية مع العوامل الموضوعية في تحديد طبيعة العلاقات العربية ـ العربية. ورغم أن الأوضاع المعيشية والظروف السياسية الداخلية كانت المحرك الأساسي للثورة في كل من مصر وتونس, وهي أيضا الدافع للاحتجاجات الحالية في ليبيا واليمن وسوريا, إلا أن بعض القوي السياسية في تلك الدول لديها إدراك كبير بأهمية إعادة النظر في توجهات السياسة الخارجية, وفي مقدمتها ضرورة العمل علي تطوير العمل العربي المشترك. لكن عدم استقرار الأوضاع لهذه الثورات, واستمرار الصراع بين المشروعين الامريكي والايراني, يعني أن محاولة التوصل إلي نظام عربي جديد قد تستغرق وقتا أطول مما نعتقد, وأنه من الضروري وضعها ضمن أولويات التغيير الذي ننشده. المزيد من أعمدة فتـحي مـحـمود

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل