المحتوى الرئيسى

حديث السوقمؤشرات القلق

04/11 23:02

ماذا يعني أن الاستثمارات الأجنبية في بلادنا بلغت صفرا في الشهور الثلاثة الأولي من‏2011‏ ؟‏..‏ لا أحد يساوره الشك بشأن النتائج الاقتصادية لثورة يناير علي الأجل الطويل.  لكن الأحوال في الأيام والشهور المقبلة يكتنفها الكثير من الغموض, فالاستثمارات ضئيلة وطاقة العمل والإنتاج ليست علي ما يرام وإيرادات الدولة في تراجع والاحتياطي النقدي يتآكل أمام أعين الجميع, أما ميزان المدفوعات فقد حقق عجزا بقيمة6 مليارات دولار في نهاية مارس الماضي وهو الأكبر منذ عقود. وللإنصاف فإنه يجب عدم تحميل الحالة الثورية مسئولية هذا التدهور, حيث إن أسبابه, في غالبيتها, تعود إلي مجمل السياسات المالية والاقتصادية التي انتهجها النظام السابق, خاصة في سنواته الأخيرة.. علي عكس ما كان يشاع ويقال!. والنتيجة الطبيعية لهذا التدهور في المؤشرات الاقتصادية الكلية معروفة. وقد بدأ الناس يشعرون بها في صورة موجة جديدة من ارتفاعات الأسعار مقترنة بركود واضح في كثير من الأسواق يتبعه نقص في الدخول ومخاوف من زيادة حدة البطالة وربما مزيد من التخفيض في قيمة الجنيه نتيجة تضعضع الموارد وزيادة تكلفة الواردات. هذه النتائج سوف يتلقفها أعداء الثورة وفلول النظام السابق للشماتة وللتباكي علي سنوات الاستقرار في ظل حكم مبارك ولجنة السياسات!. إن المطلوب الآن وبصورة عاجلة هو العمل علي إعادة الحياة الاقتصادية إلي طبيعتها وبث الاطمئنان في الأسواق وإعادة الثقة والاعتبار لغالبية رجال الأعمال الشرفاء الذين لم يتورطوا في قضايا الفساد بل كانوا في مقدمة ضحاياه. والأهم توجيه رسالة للعالم الخارجي بأن الحياة في مصر قد عادت لطبيعتها وأنها مؤهلة الآن لاستقبال الاستثمارات في مناخ جديد يتسم بالشفافية وخال من الفساد, وأن المدن المصرية تفتح ذراعيها لاستقبال السائحين, فبدون زيادة الموارد القادمة من الخارج لن تكون هناك تنمية حقيقية ترضي طموحات المصريين المشروعة في تحسين أحوالهم. القوي الثورية تركز مطالبها هذه الأيام علي تحقيق الإصلاح السياسي ومطاردة الفساد ورموز النظام السابق, ولا شك في أنها كلها مطالب مشروعة غير أن الأمر بات يحتاج إلي توجيه مزيد من الاهتمام والالتفات إلي الأزمة الاقتصادية التي نمر بها والبحث عن سبل عاجلة لمواجهتها, وفي مقدمتها إعادة دورة العمل والإنتاج إلي طبيعتها, فضلا عن زيادتها كما وكيفا لتحقيق الهدف النهائي للثورة وهو تنمية البلاد. المزيد من أعمدة عـمـاد غـنيـم

نرشح لك

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل