المحتوى الرئيسى

يشترى له كبير

04/11 08:18

لأن الثورة مالهاش كبير.. تبدو الناس على وشك أن تقع فى بعضها، كل واحد منا يحب مصر من وجهة نظر مختلفة، لكن ولأننا لا نمتلك فى هذا الوقت مرجعية نحتكم إليها فى تقييم الطريقة التى يجب أن نحب بها البلد، فقد استسهل البعض نفى الآخر بتكفيره سياسيا. لأن الثورة مالهاش كبير.. أصبحنا جزرا منعزلة لا نتجمع إلا يوم الجمعة وبنهاية النهار نتفتت من جديد.. كم ائتلافاً ومجلس أمناء ومجلس حكماء ومجلس آباء وأحزاب وتقاوى أحزاب.. «من أنتم» على رأى جارنا المختل، ومن الذى يمنح صكوك الحديث باسم ثورة شعب أوضح ما فيها شهداؤها وأنبل مَن فيها يعودون دائما إلى بيوتهم دون أن نعرف أسماءهم (كل مَن يذهب إلى التحرير ولا يرتاح للموجودين يقول لك دى مش وشوش 25 يناير.. هذه ثورة وجوه مألوفة لا أسماء معروفة). لأن الثورة مالهاش كبير.. هناك خلل ما فى إدارة الكنز المسمى ثورة يناير.. الفريق كله يلعب فى مركز رأس الحربة.. طيب فين صانع الألعاب؟.. البلد كله مشغول فقط بالمحاكمات وتصفية الرموز القديمة.. وهى أشياء مشروعة ومن ضمن أهداف الثورة.. لكن الثورة لم تقم فقط لتصفية الحسابات.. أفهم أن يتفرغ البعض للقضاء على ذيول الماضى ويتفرغ البعض الآخر لرسم ملامح للمستقبل، لكن لا أفهم أن نهدر طاقتنا الذهنية والنفسية فى أشياء تعود علينا بمكاسب معنوية فقط (كلنا نحلم بمحاسبة الفاسدين، لكن مواطناً بسيطاً يرى أن محاكمة صاحب فرن بلدى يبيع الرغيف أبوشلن بربع جنيه ستعود عليه بالنفع أكثر من محاكمة زهير جرانة.. ما المانع أن نقوم بالاثنتين معا). لأن الثورة مالهاش كبير.. الارتباك يسيطر على الأجواء، مَن يُحَكّم عاطفته نره عميلا يستحق الإعدام دون بذل أقل مجهود لتنويره، ومَن يُحَكّم عقله نراه جبانا مصابا بمتلازمة استكهولم، مَن يسخر من أصحاب الرأى الآخر أصبح بطلا فى عيون البعض (مع أننا اتشالنا واتهبدنا علشان مبارك اتّريق على المعارضين وقال خليهم يتسلوا)، أمارة الثورية أصبحت الاستعلاء على أى وجهة نظر أخرى، وركوب الموجة أصبح أسهل من شكة دبوس، تقييم أى شىء ملىء بالسطحية، العنف أصبح عشوائيا.. عنف فى مهاجمة التيارات الدينية وعنف مقابل من التيارات الدينية فى مهاجمة الجميع الأحياء فى البرامج التليفزيونية والأموات فى الأضرحة، المكلمة مفتوحة 24 ساعة وكأنها جلسة عزاء حريمى، وهذه ليست المشكلة.. المشكلة أن هناك كثيرين بيفتوا. لأن الثورة مالهاش كبير.. لم تشهد كل هذه المليونيات صندوق انتخابات واحداً يختار مجلس قيادة للثورة. لأن الثورة مالهاش كبير.. فشلت كل هذه الائتلافات فى إقناع مجموعة متحمسة بعدم لى ذراع الأغلبية بالاستمرار فى الاعتصام، وانحازت هذه المجموعة «عميانى» لضباط لا نعرف حقيقتهم، هم محقون فى انحيازهم لكل من لديه مشكلة مع السلطة، ولكن الثورة لا تمتلك ضوابط لتحديد من الذى يستحق كل هذا التعاطف.. لأن الثورة مالهاش كبير.. يسهل اختراقها بأقل مجهود. المجلس الأعلى ينفى الاعتداء ويعد بالتحقيق.. ولكن لأن الثورة مالهاش كبير يزج بنا البعض فى كمين أن الجهة التى ستحاسب هى الجهة المتهمة أصلا. [email protected]  

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل