المحتوى الرئيسى

ماذا بعد رحيل الضمير بقلم:مطاع هاشم

04/11 00:17

مطاع هاشم نعيش اليوم في عالم يثير الدهشة والاستغراب , عالم تحولت فيه القاعدة الى استثناء والاستثناء الى قاعدة , عالم مال كل الميل عن المسار الصحيح انقلبت فيه الموازين والقيم والمفاهيم الانسانية حتى بتنا نضحك عندما يستوجب البكاء ونبكي عندما يتطلب منا الضحك . ان رمي النفايات في الطرقات واللامبالاة بمشاعر الاخرين اصبح هو القاعدة والمحافظة على النظافة استثناء ! اما الرشوة فسادت في المجتمع واستشرت وصارت جزءا من اخلاقيات العمل والنزاهة استثناء . اي عالم هذا الذي نعيش فيه ؟ عالم قلت فيه اواصر المودة والرحمة بين أبنائه طغت فيه المصالح الخاصة على العامة فتغير الحال بعد ان صار الاخ لا يسال عن اخيه والجار لا يحترم جاره والصغير لا يحترم الكبير ووو... بالامس القريب كنا نحزن باجمعنا ان فقدنا شخصا من ابناء حينا حتى لو كان شيخا طاعنا في السن اما اليوم فلا نبالي ولو فقدنا عزيز . كان رب الاسرة ينام مطمئنا على اسرته ان كان بعيد عنهم ولا يبالي ان وافاه الاجل لانه يعلم ان هناك من يرعاهم بعده كالاعمام والاخوال والاجداد , اما اليوم فلا اعمام ولا اخوال ولا اجداد ينفعون واذا ناديتهم لا يسمعون كل مشغول بنفسه وبعائلته فلا حياة لمن تنادي . لذلك اتسائل : ماذنب اليتامى ان لم يكن لهم معيل ؟ وما ذنب البنت اليتيمة ان وقف عمها او خالها في طريقها ويجبرها على الزواج بشخص لا يناسبها عمرا او ثقافتا وعلما ؟ من يحمي هؤلاء يا ترى ؟ ان كنا نعيش اليوم في عالم اشبه بنظام الغاب تجرد فيه الكثير من الناس من قيمهم الانسانية وسولت لهم انفسهم ليكونوا سماسرة ماديين يبيعون بنات اقاربهم بعد وفات ذويهم إلى أناس غرباء لا يعرفوا عنهم شيئا سوى انهم اغنياء او انهم يعيشوا خارج العراق متصورين ان مجرد عقد قرانهم في المحكمة تشريعا لفعلتهم ولا يدرون ان مثل هذا العقد لا يساوي شيئا عند بعضهم ويساوي الكثير عند اخرين !! فأين انتم يا دعاة الإنسانية ؟؟ .

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل