المحتوى الرئيسى

العدوان على غزة.. أهداف ومقاصد

04/11 19:19

خمسة أهداف تقف خلف التصعيد الإسرائيلي المتصاعد على قطاع غزة، وارتكاب (إسرائيل) جرائم حرب ضد الإنسانية، من خلال استهدافها المباشر للمدنيين الفلسطينيين، وقتلها أكثر من ثمانية عشر شهيداً خلال ثمانٍ وأربعين ساعة، منهم نساء وأطفال وشيوخ، والأهداف الخمسة هي: 1. مناورة ميدانية لقوات الاحتلال الإسرائيلي؛ لاختبار القدرات الدفاعية لنظام القبة الحديدية. 2. استكشاف قدرات حركة حماس العسكرية بعد عامين من حرب الفرقان (عملية الرصاص المصبوب). 3. محاولة استكشاف المواقف السياسية إقليمياً ودولياً في ضوء الثورات العربية. 4. تفعيل سياسة الردع الصهيونية. 5. حماية الائتلاف الحكومي المتطرف في (إسرائيل). نعم، (إسرائيل) أدارت عدوانها على قطاع غزة المحاصر، لتحقيق أهداف سياسية وعسكرية، ولكن هل نجحت (إسرائيل) في ذلك؟ فالهدف الأول يتعلق باختبار منظومة القبة الحديدية، فحسب الإحصاءات الإسرائيلية فقد أطلقت فصائل المقاومة 120 قذيفة صاروخية وقذيفة هاون، تمكنت منظومة القبة الحديدية، من اعتراض 8 قذائف صاروخية فقط، أي ما نسبته 7% فقط، وهذا فشل ذريع لهذا النظام المكلف لخزينة الدولة العبرية، وقد يكون هذا الفشل مبرراً لقيادة الجيش الإسرائيلي للضغط على القيادة السياسية، للذهاب نحو التهدئة لدراسة إخفاقات القبة الحديدية في اعتراضها للصواريخ والقذائف المحلية الصنع. أما الهدف الثاني فيتعلق بجهاز الشاباك، والذي يرغب في الحصول على معلومات حول القدرات العسكرية لحركة حماس وفصائل المقاومة، ولم يحصل خلال الأيام الثلاثة الماضية على ما يريد بل على العكس تماماً، مارست فصائل المقاومة سياسة ضبط النفس، وقامت بضرب مواقع عسكرية بقذائف محلية، وهذا أفشل أحد أهداف (إسرائيل) التي تقف خلف عدوانها وجرائمها. والهدف الثالث وهو محاولة استكشاف المواقف السياسية إقليمياً ودولياً، فخرج الموقف المصري موحداً لأول مرة حكومةً وشعباً، فسقط العلم الإسرائيلي عن سفارة (إسرائيل) بالجيزة، ووقف عشرات الآلاف أمام مبنى السفارة يطالبون بطرد السفير الإسرائيلي، وهذا الحال أيضاً شهدته بعض العواصم الإقليمية، فوصلت الرسالة (لإسرائيل) بأن الشعب الفلسطيني بات اليوم ليس لوحده ولا يمكن لأحد الاعتداء عليه دون ردود أفعال، تؤثر بشكل مباشر في مصالح (إسرائيل) وأمنها في المنطقة. أما الهدف الرابع وهو تفعيل سياسة الردع، فهذا الهدف سقط مع سقوط الأهداف الإسرائيلية في حرب الفرقان، ولم يكترث الشارع الفلسطيني بالجرائم الإسرائيلية ضده، بل على العكس تماماً، أصبحت فصائل المقاومة تستمد عزيمتها وديمومتها من عزيمة وإصرار وقوة الشعب الفلسطيني المجاهد. بينما الهدف الخامس والمتمثل في حماية الائتلاف الحكومي المتطرف في (إسرائيل)، أعتقد أن حكومة اليمين المتطرف لم تحقق للمواطن الإسرائيلي أي شيء يذكر، سوى مزيد من العزلة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وبذلك لم يحقق الائتلاف أهدافه، وقد نكون خلال أسابيع أو أشهر أمام انتخابات إسرائيلية مبكرة. هذا الفشل سيدفع (إسرائيل) إلى الذهاب نحو التهدئة، ووقف عدوانها وجرائمها ضد الشعب الفلسطيني، والانصياع للرغبة الدولية والإقليمية لتهدئة الأمور ووقف الجرائم الإسرائيلية، وقبول مبادرات تركيا ومصر وممثل الأمين العام للأمم المتحدة السيد روبرت سيري، والتي جميعها تركز على وقف العدوان الإسرائيلي ورفع الحصار عن الشعب الفلسطيني، وهذا الهدوء سيقابل بهدوء من قبل فصائل المقاومة الفلسطينية، كونها هي ملتزمة بالتوافق الوطني على التهدئة.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل