المحتوى الرئيسى

غزة شلال الدم النازف بقلم:مصطفى إبراهيم

04/11 01:47

غزة شلال الدم النازف مصطفى إبراهيم 10/4/2011 مستشار سابق في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو قال إن مقال القاضي ريتشارد غولدستون الذي نشره في صحيفة الواشنطن بوست الأسبوع الماضي هو كذبة، ولم يحقق ما تمنته إسرائيل، الذي احتفلت به وضخمت الأمور حوله، وكلف نتانياهو مستشار الأمن القومي يعقوب عميدرور بتشكيل فريق مشترك مع وزارة الخارجية، ووزارة الأمن ووزارة العدل لبلورة التوصيات لنشاط سياسي وقانوني على إثر مقال غولدستون. إسرائيل تدعي أن التصعيد العسكري خلال اليومين الماضيين كان رد على إطلاق كتائب القسام صاروخ الكورنيت الموجه، وهو مضاد للدبابات، لكنه أصاب حافلة مدنية، واعتبرته تخطي للخطوط الحمراء، وتجاوز لكل الحدود، وان حماس عندما حاولت الرد على مقتل القائد القسامي إسماعيل لبد، لم تجد هدف عسكري فقامت باستهداف حافلة مدنية، وهذا خطير من وجهة نظر إسرائيل، وهو نقلة نوعية وتقدم كبير في القدرات الفنية والقتالية العالية لكتائب القسام. نتانياهو قال: "من يسعى إلى قتل الأطفال عليه أن يتحمل المسؤولية، وان الجيش سيواصل تحركه حتى يضمن عدم تكرار مثل هذا الاعتداء، ولوقف إطلاق الصواريخ من القطاع، ومنع إصابة المدنيين"، في الوقت ذاته عبر معلقين عسكريين إسرائيليين عن أملهم في أن لا تتطور الأمور إلى حرب واسعة، وان التصعيد القائم سيتوقف خلال اليومين القادمين، وان الجيش لم يرفع درجة أعلى في التصعيد أكثر مما هو قائم الآن. وفي إسرائيل تبارى أقطاب اليمين والمعارضة، وما يسمى اليسار الصهيوني في التهديد والوعيد ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، واستخدام القوة ضدهم، ووصفوا استهداف الحافلة بأنها "جريمة حرب"، في حين أن شلال الدم النازف مستمر في غزة، واستهداف المدنيين خلال اليومين الماضيين، واستشهاد 18 فلسطينياً، معظمهم من المدنيين، من بينمهم أطفال وسيدات، هي ليست "جريمة حرب"؟ وعلى الرغم من التهدئة الهشة القائمة في قطاع غزة خلال الفترة الماضية بين فصائل المقاومة الفلسطينية والجيش الإسرائيلي، فان إسرائيل لم تلتزم بها، وحاول الطرفان الحفاظ على قواعد اللعبة المحسوبة، إلا أن إسرائيل لم تلزم حتى بقواعد اللعبة، وضللت الفلسطينيين من خلال التصريحات التي أطلقها مسؤولون إسرائيليون بأنهم غير معنيين بالتصعد، وشن الجيش الإسرائيلي عدد كبير من الغارات المؤلمة والقاسية، وقتل عدد من القادة العسكريين لفصائل المقاومة، ومنذ بداية العام الجاري قتل حتى الآن نحو 50 شهيداً، ومئات الجرحى، معظمهم من المدنيين، ومع ذلك حافظ الفلسطينيون المختلفون طوال الوقت على التهدئة الهشة والمجانية، وكانت ردودهم انتقامية من دون توافق أو تنسيق و تخطيط ، ولم تسفر عملياتهم عن إيقاع ضحايا في الجانب الإسرائيلي. إسرائيل تستغل إطلاق فصائل المقاومة الصواريخ، وأنها تستهدف المدنيين الإسرائيليين وتصفها بـ"جريمة حرب"، وتدعي أنها غير معنية بالتصعيد، لكنها تقوم بالرد وبقسوة، وهي مستمرة بالتصعيد والرد العنيف والدامي، واليمين الإسرائيلي ممثل بالحكومة يحاول الهروب من المطالب الدولية في الاستمرار بالتسوية الدائمة، والعودة للمفاوضات ودفع استحقاق ما يسمى العملية السلمية، إلا أنهم يبحثون عن أمر يشعل المنطقة، وهو التصعيد والقتل اليومي، وعليه من غير المستبعد شن عدوان على غزة، في ظل ما يجري من ثورات وتغيرات في العالم العربي، وأيضاً فهي تسعى إلى تحقيق مكاسب خاصة بها، سواء تلك المتعلقة بالوضع الأمني في إعادة قوة الردع التي تآكلت كما تدعي، وإخافة الناس في غزة، وكذلك هدفها التجاري من خلال تسويقها للقبة الحديدية التي نشرتها في الجنوب للتصدي للصواريخ الفلسطينية، مع أن قادة الجيش حتى الآن غير معنيين بذلك. غولدستون لم يتراجع عن ما جاء في التقرير الذي ترأس لجنة التحقيق والمسمى باسمه في جرائم الحرب أثناء العدوان على غزة في "عملية الرصاص المصبوب"، وهو قال إنه لن يطالب بإلغاء التقرير، و أن إسرائيل قامت بالتحقيق ونظر بايجابية الي قيام إسرائيل بإيصال بعض الضباط إلى المحاكمات، وهو ورأى إن هذا ايجابي، مع العلم أن إسرائيل أجرت التحقيق في جريمة واحدة من "36" جريمة حرب. في ظل التصعيد الإسرائيلي القائم والمستمر، مطلوب من الفلسطينيين تغليب المصلحة الوطنية وإنهاء الانقسام وضرورة الاتفاق على إستراتيجية وطنية توحدهم، ليس فقط في مواجهة العدوان الإسرائيلي المستمر والمتصاعد ضد قطاع غزة، بل من اجل مواجهة الاحتلال في جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة، واستغلال فشل إسرائيل لمقال غولدستون وعدم مطالبته بإلغاء التقرير، وتصريحات وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثيرن آشتون التي لم تدين صورايخ المقاومة، واكتفت بتنديدها بتصعيد العنف في غزة، وحماية المدنيين في كل مكان وفي كل الظروف، والعمل على إدانة دولة الاحتلال والاستمرار في ملاحقتها دولياً لوقف شلال الدم النازف في غزة. ومطالبة المجتمع الدولي بضرورة الملاحقة القضائية والجنائية الدولية للمسئولين الإسرائيليين عن ارتكاب هذه الجرائم بحق المدنيين من الأطفال والنساء، و بضرورة فتح تحقيقات دولية للتحقيق في جرائم القتل المستمرة التي تنفذها دولة الاحتلال في قطاع غزة. [email protected] mustafa2.wordpress.com

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل