المحتوى الرئيسى

كل يوم

04/10 22:49

المفاجأة الإستراتيجية‏!‏ من بين أهم أسباب ودوافع الغضب العارم علي امتداد العالم العربي الذي انتفضت شعوبه وارتجت معها كراسي الحكم في سائر العواصم العربية هو اتساع الفجوة وغياب لغة الحوار بين الحكام والمحكومين مما أدي إلي تصاعد حدة الأحمال العضوية والنفسية نتيجة تعاظم شعور الغالبية العظمي من المواطنين بالعجز عن التواؤم مع البيئة المجتمعية التي يعيشون فيها محرومين من أبسط حقوقهم المعيشية ومخنوقين من الغياب الكامل لنسائم الحرية. وليس بمقدور أحد أن يفصل بين هذا البروز المفاجيء لروح الثورة العربية بشكل أثار دهشة وانبهار العالم كله وبين جهل وغباء الأنظمة العربية الذي أدي إلي عدم قدرتها علي فهم نفسية شعوبها التي أنهكت من استمرار الترويج لأفكار وسياسات عفا عليها الزمن وتجاوزتها روح العصر من خلال الاعتماد علي ثقافات تعمق الخواء الفكري وتكرس الفراغ الروحي وتبتعد بالمواطن العربي عن جذور الانتماء والإيجابية. إن شلالات الغضب التي فجرت روح الثورات العربية بهذا الحجم من القوة والاتساع صنعت أكبر مفاجأة استراتيجية وتكتيكية لأنها حدثت في لحظة حاسمة اقتربت فيها درجة أحاسيس الشعوب العربية بالعجز إلي قرب حافة المنطقة المؤدية لليأس والإحباط وفقدان الأمل ومن ثم كان المخرج الوحيد هو المخاطرة بالقفز إلي مرحلة إحداث الصدمة التي إن لم تصنع التغيير المنشود فإنها لن تؤدي إلي سوء الأوضاع بأكثر مما كانت عليه. وإذا كنا دائما نتحدث عن عظمة المفاجأة الاستراتيجية في حرب أكتوبر1973 ونكرر المقولة الشهيرة عن الإسرائيليين بأنهم' رأوا ولكنهم لم يفهموا' فإن الشيء نفسه ينطبق علي الأنظمة العربية التي تجاهلت عوامل القوة الكامنة داخل شعوبها التي مهما تكن طاقة الصبر عندها فإن هناك قدرة علي الاحتمال وإنه عندما يتم تجاوز هذه القدرة يبدأ الإحساس بالغضب في التصاعد حيث تنتفض تلقائيا القوي الذهنية والنفسية والبدنية للشعوب لتكتسح كل شيء في طريقها. ومن الواضح أنهم' رأوا ولكنهم لم ولن يفهموا' بدليل أن أغلبهم مازال يتمادي في الاستعلاء علي النصح حيث استمر لسان الحال الرسمي في كافة العواصم العربية يردد منذ ثورة تونس وحتي اليوم أن بلده ليست تونس! <<< خير الكلام: ــــــــــــــــــــــــــــــــــ << من ينتصر علي غيره قوي... ومن ينتصر علي نفسه أقوي! المزيد من أعمدة مرسى عطا الله

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل