المحتوى الرئيسى

شريف الغرينى : كيف تحرق ثورة

04/10 21:18

ما يحدث من تغييب متعمد  للأمن في مصر يهدف لخنق الاقتصاد وبالتالي حبس المواطن  بين تهديدين احدهما لقمة عيشه  والآخر  سيف البلطجي ، وبالتالي إلقاء الثورة في البحر ، ليس هذا فحسب بل وأيضاً إلقاء من قاموا بها فيه ، وما يحدث يهدف إلى تحريض الجزء الصامت من الشعب على الجزء الصامد ،  وللأسف تتكشف الأحداث  يوما بعد يوم  و تتواتر المواقف حتى أتضح لنا أن “الجيش والشرطة يد واحدة” وجزء من ثورة مضادة كبرى وأن كل ما يفعلونه ليس إلا  شكل من أشكال التخطيط المفضوح المبنى على نظرية اجتماعية شهيرة  تسمى سلم أو مدرج الحاجات والذي أعده عالم النفس و الاجتماع  الأمريكي ابراهام ماسلو  على ضوء تجارب ودراسة ومتابعة، وهى نظرية تقسم حاجات الناس وتراتبها  من قاعدة هذا الدرج وحتى قمته في شكل يبدأ بالقاعدة أو الدرجة الأولى في السلم  من أسفل وتحتوى على الحاجات الأساسية  للحياة من ” طعام وكساء الخ” ثم الدرجة الثانية في السلم هي ” الحاجات المعنوية وأهمها الحاجة إلى الإحساس بالأمن ” .والنظرية تؤكد أنه بعد وصول الإنسان أو الاقتراب من إشباع الحاجات الأساسية للحياة وبعد الشعور بالأمن تتطور حاجاته  تدريجا  حتى تصل إلى قمة السلم التي تشير إلى حاجة الإنسان في إلى تحقيق الذات وهذا ما حدث للمصريين و خاصة  الطبقة المتوسطة التي قامت مع الشباب بثورة يناير وكانت محركا لباق طبقات الشعب ، وأغلب ما طالبت به الثورة المصرية لم يزد على الكرامة ، الحرية ، العدالة اجتماعية” ، كان من المفروض على  المجلس العسكري الذي جعل نفسه وصيا ووكيلا  على الثورة وادعى احتضانه لها  أن  يقوم بتنفيذ سريع  لكل ما يؤدى لتفعيل هذه المطالب وإلى استثمار الحماس الثوري في  إعادة البناء الذي يكفل لمصر إن تتخطى الحاضر وتقفز للأمام خطوات تستعيد بها ما كان قد فات  في وقت وجيز لأن نهضة أي دولة  تحددها لعقود دفقه الحماس الشعبي  وليس أقوى من دفقه شعب قرر إن يهب  ويثور بعد المكوث دهورا في غياهب القمع،إن ما يحدث إلا ن في مصر ليس سوى خطة علمية مدروسة جيدا  ترمى إلى إعادة الناس المنفلتة من قمة الهرم إلى قاعدته و إلى المربعات الدنيا منه  فيخفضوا طوعا من سقف التطلعات ،وما نشهده من سياسة خبيثة في استهلاك الوقت واستحلاب صبر الشعب  مع بعض الكذب وكثير من  التضليل والإيهام الإعلامي مع أحجام الشرطة  عمدا عن أداء المهام الأمنية باعتبارها جزء من نظام لا يريد إن يزول ، بكل هذه الأشياء تسقط الثورة ومطالبها  السامية كالحرية والعدالة وتستبدل بطلب توظف  أو كيلو لحم مدعوم أو علاوة ولنعود لنفس الكاريكاتير في الصحف ليكرر نفس النكات في العيد عن الموظف والغلاء واللحم ولنضحك على أنفسنا ولتعود لتتواضع الأحلام  ويعود النظام أكثر قسوة من ذي قبل بعد أن نوقن أن مطالب الحرية والعدالة  لن تنفع أحدا  ولا مانع عندئذ من احتضان الغضب والعجز في صدر واحد ولا مانع من  التنازل  قليلا أو كثيرا حتى لا  نؤذى أصحاب النفوذ المحليين هم وثرواتهم  ومن يحركهم بالريموت كونترول في أمريكا و إسرائيل .  وهم بذلك يجهلون أن الشعوب ليست قطعا من الأحجار على رقعة شطرنج يعبثون بها كما يحلو لهم في مكاتبهم الأنيقة المؤثثة بأموال الشعب[email protected]مواضيع ذات صلة

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل