المحتوى الرئيسى

> تحفظات أزهرية علي استخدام الإنترنت في حفظ القرآن وقراءته.. ومطالب برقابة متخصصة

04/10 18:32

انتشرت مؤخراً عبر شبكة المعلومات الدولية مواقع دينية تقدم خدمة تحفيظ القرآن الكريم عبر الانترنت، وأخري لقراءته من خلال مسابقات عامة، كان آخرها ما قام به مجموعة من الشباب والفتيات العرب الذين نظموا مسابقة - هي الأولي من نوعها بواسطة "فيس بوك"- في عدد ختمات القرآن الأسبوعية، حيث تم تقسيم المشاركين إلي مجموعتين إحداهما للشباب و الأخري للفتيات، وقد أسفرت المسابقة عن تفوق الفتيات، ونشأت الفكرة بين مجموعة من الشباب العرب (معظمهم طلاب مغتربون). وقد لاقت مواقع تحفيظ القرآن إقبالا شديدا، خاصة من فئات الشباب الذين يرغبون في حفظ القرآن ويكون عائقهم الوحيد ضيق الوقت لذلك كان أستخدام تلك الفكرة المبتكرة أسلوباً حديثاً فضله الكثيرون الا ان الفكرة وجدت بعض التحفظات من العلماء والمتخصصين الذين وضعوا شروط لضمان سلامة النصوص القرآنية. بداية تحفظت لجنة المصحف بالأزهر الشريف علي استخدام الانترنت لتحفيظ القرآن الكريم واقامة مسابقات من خلاله، وقال الشيخ سيد علي عبد الحميد وكيل لجنة مراجعة المصاحف بمجمع البحوث:" إن الانترنت والفيس بوك ليستا وسيلة مناسبة لانتشار وتحفيظ القرآن الكريم لأن القرآن الكريم لا يحفظ الا عن طريق التلقي والمشافهة عن طريق الملقن وجها لوجه، وان ما يحدث علي الانترنت من مسابقات يشترك فيها مجموعات كبيرة من الشباب أغلبها يكون عملية تجارية بحتة ، مؤكدا أن الانترنت والتليفزيون والراديو هي وسائل غير مناسبة لتحقيق انتشار القرآن الكريم ، كما ان للقرآن بركة لايمكن ان تصل من خلال الانترنت وغيره. بينما يلفت الشيخ الطاهر محمد الطاهر الامين السابق للجنة العليا للدعوة الاسلامية بالازهر ومستشار شيخ الأزهر إلي أن درجة جودة الوسيلة في تحفيظ ونشر القران الكريم يتوقف علي وجود قارئ يسمع للمتلقي لتصحيح الاخطاء والاداء، والانترنت كوسيلة لا تحقق ذلك. كما يري الشيخ عبد الحميد الاطرش رئيس لجنة الفتوي بالأزهر سابقا ضرورة تلقي القران الكريم علي يد معلم وهذا من منطلق ان النبي صلي الله عليه وسلم تلقي القران علي يد جبريل عليه السلام ، وطرح مثالا لكيفية قراءة " كهيعص " بالطريقة الصحيحة التي لا تكون إلا علي يد معلم يقرؤها بصورة صحيحة. ويقول الشيخ محمد عبد العزيز رئيس لجنة فتوي الجيزة سابقا ان هناك قاعدة فقهية قديمة تقول ان القران لا يتم تحفيظه الا علي يد معلم لان هناك أشياء متشابهات، وان هذا لاينطبق علي الانترنت او الفيس بوك، الا اذا كان هناك مصحف معلم مثل مصحف الشيخ محمود الحصري، فاذا انطبقت شروط التحفيظ فيصح استخدامه أما إذا حدث خلل بأحدها فلا يصح استخدام الانترنت كوسيلة لتحفيظ ونشر القران الكريم. موافقة بشروط ومع ذلك تري دكتورة مهجة غالب استاذة التفسير، ووكيلة كلية الدراسات الاسلامية بالازهر بنات أن كل وسيلة حديثة او مستجدة تستخدم لنشر كتاب الله سواء بحفظه في الصدور أو تلاوته من خلال الكمبيوتر فهذا تأكيد لمعني النص القراني في تكفل الخالق بحفظه في قوله تعالي «إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون» شريطة ان يكون المنشور علي الانترنت مراجعاً مراجعة دقيقة من قبل حفظة القران الكريم. ويقول دكتور صابر عبد العزيز استاذ الشريعة الاسلامية بجامعة الازهر بنات ان الانترنت وسيلة مفيدة لتقريبه المسافات وهو ما يجعله عاملاً مساعداً في انتشار القران الكريم بشرط ان ينشر بالصورة التي انزل عليها بدون تحريف ، ولكن اذا حدث اي تحريف فيجب التوقف عن استخدامه، وطالب عبد العزيز بتدخل لجنة من القراء المعتمدين لمراقبة مثل هذه المسابقات والمواقع لمنع حدوث أي تحريف. أما دكتور ابراهيم الخولي الاستاذ بجامعة الأزهر فيشير إلي ضرورة التعامل بصورة منضبطة مع مثل هذه المواقع والمسابقات لتحقيق الاستفادة الفعلية سواء من خلال الحث علي الحفظ او الحث علي خدمة القران بعيدا عن اجتهاد غير المتخصصين، بحيث تكون التلاوة من خلال التفسيرات الموثوق فيها والمنتقية من الدخيل عليها من قبل المتخصصين. ويشير إلي اهمية أن يكون هناك دور للازهر في التوعية وترشيد مستخدمي هذه المواقع خاصة وأن شبابنا اليوم ليس لديهم حصانة من الانحراف الفكري لما تقدمه بعض هذه المواقع من الاغراءات مما يؤدي الي نتائج سلبية، ولكن الشئ الايجابي من حيث المبدأ هو تبادل القدرات من جانب من يجيدون التعامل مع الانترنت لخدمة وتحفيظ ونشر القران الكريم بالصورة المنضبطة وتنقيته من الدخيل فيه.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل