المحتوى الرئيسى

> المفتي الغيور

04/10 18:32

لا يستطيع أحد أن ينكر أن العلم والفتوي هما وسيلتنا الحقيقية لمعرفة الدين، وهذه المعرفة في كل أشكالها تتطلب أمانة النقل، وعدم التحريف فيما ينقل عن العالم، وهو أمر غاية في الأهمية لاسيما إذا تعلق بالدين، والفتوي، وفي لقاء جمعنا بمفتي الجمهورية الاثنين الماضي استشعرت عمليا مدي خطورة التحريف وأثره علي الدين قبل العالم إذا لحق بفتوي تحقيقا للإثارة، وجذب الناس. المفتي بكل وضوح أعرب لنا عن غيرته علي الدين لا علي شخصه فيما يتعلق بالفتوي وإيصال المعلومات للناس، وضرب لنا أمثلة عديدة فيما واجهه من هذا التحريف كان أكثرها شهرة فتوي الاستحمام باللبن ، فحكي لنا قصة الفتوي وكيف حرفت إعلاميا، فقد كانت ردا علي سؤال من مريضة بمرض جلدي تحتاج علاجاً كيماوياً بثلاثة آلاف جنيه وهناك علاج طبيعي متاح وهو الاستحمام في حمامات اللبن لا يتكلف سوي ألف جنيه، فأجاز المفتي علاجها بطريقة الاستحمام باللبن، إلا أن هناك من التقط الفتوي وحرف السؤال بعد ذلك إعلاميا علي أن المفتي يجيز الاستحمام باللبن للترفيه، وهذا فيه تغيير للحكم. ولم يكن للمفتي أي مطالب من الإعلام سوي إيصال الحقيقة كما هي، وأن نضع مصر ومكانتها الدينية في رقبتنا وقال: «أريد أن يصل الناس شيء من الإنارة، حتي ولو مع الإثارة التي تلجأ إليها بعض الصحف، لكن دون تحريف»، هذا الكلام أظهر بكل وضوح ان المفتي غيور علي بناء العقلية المسلمة، لا علي منصبه كمفت.. لكن يبقي أمام كل من يتعامل مع الفتوي الدينية أو المادة الإعلامية الصادرة من الأزهر أو دار الإفتاء أن يدرك أنه أمام رسالة وليس مجرد نقل وغثارة ، فلا يهتم بالإثارة قبل إنارة الناس بالمعلومة. وما شد انتباهي علي هامش لقائنا مع المفتي أن دار الإفتاء أحدثت طفرة كبيرة في مجال العمل الخدمي في الفتاوي والأمور التي كان الناس يتخبطون فيها شرعيا كالوصية وحساب أمور الزكاة حيث استحدثت الدار رقما للاتصال الشرعي للفتوي هو " 107" وأنشئت إدارة للحساب الشرعي تعمل علي مساعدة الناس في أمور عديدة منها إعداد العقود المالية المنضبطة بالشريعة ، وإعداد الوصية الشرعية، ومساعدة الناس علي إنفاق زكاتهم بطريقة صحيحة. وكلمة حق.. لا يسعنا مع انتهاء عام 2010 إلا أن نشيد بجهد دار الإفتاء خلال العام المنصرم وما أحدثته من طفرة في تقديم خدمات الفتوي الشرعية، كما نقدر بشدة رحابة صدر المفتي في تقبله لأي نقد من الصحفيين، وحرصه علي إحداث تغيير مستمر للأفضل بهدف أن يصل لكل الناس المعلومة الدينية صحيحة بشكل يبسط لهم امور تعاملاتهم ، وفهمهم للدين، وماعلينا كإعلاميين في النهاية إلا أن نلتزم المصادقية والموضوعية التي هي أمر أساسي في عملنا الصحفي عاهدنا الله قبل المجتمع بأن نلتزم بهما حفاظا علي مجتمعنا من فتنة الكلمة المحرفة التي تشوه كل حقيقة وتفسد علينا ديننا وحياتنا.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل