المحتوى الرئيسى

الأميركيون تقاعسوا بحماية معسكر أشرف

04/10 13:46

وكان مكتب الصحافة الاستقصائية في جامعة سيتي بالعاصمة البريطانية لندن قد رصد البرقية في موقع ويكيليكس، وقدمها إلى الصحافة البريطانية في أعقاب اقتحام القوات العراقية الجمعة الماضي لمعسكر أشرف شمال شرق العراق الذي يؤوي معارضين إيرانيين. اقتحام يوم الجمعة كان الأخير في سلسلة تدخلات عراقية حكومية سابقة في المعسكر منذ نقل الولاية عليه من القوات الأميركية إلى الحكومة العراقية عام 2009. مأزق صعبوتقول البرقية الصادرة في مارس/آذار 2009 والمكتوبة بقلم باتريشيا بوتينيس نائبة رئيس البعثة الدبلوماسية الأميركية في العراق "إذا تصرفت حكومة العراق بخشونة تجاه مجاهدي خلق ونتج عن ذلك رد فعل، فإن حكومة الولايات المتحدة سوف تكون في مأزق صعب، فإما أن نقوم بحماية منظمة إرهابية أجنبية من أفعال قوات الأمن العراقية، وبذلك نجازف بخرق الاتفاقية الأمنية الأميركية-العراقية، أو نمتنع عن حماية مجاهدي خلق من أزمة إنسانية، وبذلك سنجر علينا وعلى الحكومة العراقية إدانات دولية". المحامي فيل شاينر، من مؤسسة بابليك إنترست لويرز البريطانية التي تمثل بعض سكان معسكر أشرف قانونيا قال "لم أر تلك البرقيات، ولكن على أي حال، واستنادا إلى ما أمكنني تجميعه عن محتواها فإن المعلومات التي تحتويها صادمة، وتبين أن الحكومة الأميركية –والبريطانية بالنتيجة- كانت تعلم بأن العراقيين يعاملون السكان (في معسكر أشرف) بطريقة غير إنسانية، وتوقعوا احتمال حدوث إصابات بليغة في المعسكر، وكانوا يعلمون بما يجري في الوقت الذي سقط فيه قتلى ولكنهم لم يفعلوا أي شيء البتة".القانون الدولييذكر أن التدخل العسكري في معسكر أشرف حدث بالتزامن مع زيارة وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس للعراق، الذي قال إن القوات الأميركية كانت "متواجدة في الجوار" ولم يعط تفاصيل أكثر، لكنه قال إن قواته قدمت المعونة الطبية.غيتس قال للصحفيين المرافقين له أثناء تواجده في الموصل شمال العراق "أحث الحكومة العراقية على أن تتحلى بضبط النفس، وأن تكون بحجم المسؤولية التي تمليها عليها التزاماتها بمعاملة سكان معسكر أشرف بما يمليه القانون العراقي والالتزامات الدولية".معظم سكان معسكر أشرف اليوم هم من الذين سمح لهم الرئيس العراقي الراحل صدام حسين باللجوء إلى العراق إبان الحرب الإيرانية-العراقية (1980-1988). ويذكر أن سكان المعسكر قد تعهدوا بمقاومة خطط لنقلهم إلى أوروبا أو إقليم كردستان العراق خوفا من هجمات عملاء إيرانيين عليهم إذا ما غيروا موقعهم. وكانت الحكومة الإيرانية قد حاولت مرات عديدة إغلاق المعسكر الواقع في محافظة ديالى العراقية.الحكومة العراقية الحالية تعتبر مجاهدي خلق الذراع المسلح للمجلس الوطني للمقاومة في إيران الذي يتخذ من العاصمة الفرنسية باريس مقرا له. وكانت مجاهدي خلق قد قامت بهجمات متكررة في إيران منذ سقوط الشاه عام 1979، ولكنها توقفت عن شن أي هجمات منذ العام 2001 مما حدا بالاتحاد الأوروبي وبريطانيا إلى رفع اسم المنظمة من لائحة المنظمات الإرهابية، ولكن الولايات المتحدة لم تحذ حذوهما بعد.العلاقة مع إيرانوينظر المسؤولون العراقيون إلى عناصر مجاهدي خلق في معسكر اشرف البالغ عددهم 3500 عنصر، بأنهم عامل حيوي في العلاقة مع إيران. وكان 11 عنصرا من مجاهدي خلق قد قتلوا في غارة للقوات العراقية على معسكرهم عام 2009.المجموعة بدأت تستقطب اهتماما عالميا متزايدا في السنين الأخيرة، ففي مؤتمر بمجلس اللوردات البريطاني الأسبوع الماضي اتهمت شخصيات بريطانية وأميركية إدارة أوباما بأنها "تدير ظهرها" لهجمات القوات العراقية على معسكر أشرف وحثوا وزارة الخارجية الأميركية على رفع اسم المنظمة من لائحة المنظمات الإرهابية. اهتمام دوليأما اللورد كوربيت، رئيس اللجنة البرلمانية البريطانية لحرية إيران فقد قال "أصبح من الملزم أن توقف الأمم المتحدة ما يجري في معسكر أشرف والذي يتجه نحو حملة اعتداءات منظمة، كان هناك هجمات متكررة وإصابات وقتل ارتكبتها قوات الأمن العراقية والعملاء الإيرانيون ضد سكان (معسكر أشرف) العزل".وكان الفريق الركن علي غيدان قائد القوات البرية العراقية، قد أكد عدم سقوط قتلى في الغارة التي نفذتها القوات العراقية فجر الجمعة، غير أن محامي الحركة في لندن قالوا إن 23 شخصا قتل. وبينما قال غيدان إن قواته كانت في حالة رد فعل على قيام سكان المعسكر بقذفها بالحجارة، واتهم عناصر مجاهدي خلق برمي أنفسهم تحت الآليات العسكرية، ذكرت أوساط من الحركة أن القوات العراقية هاجمت السكان وفتحت النار وضربتهم بالهراوات المعدنية، وأن ذلك دفعهم إلى الدفاع عن منازلهم.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل