المحتوى الرئيسى

دياب.. الهلالي!

04/10 13:15

عادل عصام الدين كل الذين كتبوا.. وسيكتبون عن الزميل الكبير محمد صادق دياب (يرحمه الله).. ركزوا على إبداعه في المجال الأدبي.. ومسيرته الصحافية، وعمله التربوي، ولأنني أكتب في المجال الرياضي، أضيف لما كتب عن حياة فقيد الإعلام السعودي جانبا لا يجب أن نغفله «كعادتنا»، ألا وهو الجانب الرياضي. تعرفت على الأديب.. والصحافي.. والتربوي.. وأيضا الرياضي محمد صادق دياب قبل 30 عاما، حين كنت في «عكاظ».. وهو في «المدينة»، أما «جمال» تلك الفترة فيكمن في التقاء منسوبي الصحافة يوميا.. أو مرة في الأسبوع على الرغم من اختلاف «التخصص». جمعنا مبنى «الشركة السعودية للأبحاث والنشر» على مدى سنوات، حين كان مديرا لتحرير «الصباحية»، ثم رئيسا لتحرير «الجديدة»، بل إن مكتبه كان مجاورا لمكتبي عندما انتقلت «عالم الرياضة»، التي رأست تحريرها، إلى جانب «الجديدة» في مبنى خاص بالمطبوعتين فقط. ولأن اسمه ارتبط بـ«جدة»، واعتبره الكثيرون مؤرخ «عروس البحر» وأحد أبرز عشاقها، حرصت من خلال موقعي واهتماماتي أن أغفل الجانب الرياضي كلما اجتمعت مع عاشق جدة.. صاحب الاهتمامات والمواهب المتعددة، وكانت الرياضة من بينها. صارحني بحبه للنادي الأهلي، وكان كثير الحديث عن سبب اختياره للأهلي، وليس الاتحاد. إنه نادي الهلال البحري الذي يميل له معظم، إن لم يكن كل، سكان حارة البحر آنذاك. ارتبط الهلال البحري بحارة البحر، ولذلك فقد كان من الطبيعي في ظل المنافسة الساخنة بين الاتحاد والهلال البحري قبل 50 عاما تقريبا أن يتحول مشجعو الهلال البحري بعد «إلغائه»، أو دمجه على الأصح، إلى تشجيع الأهلي. محمد صادق دياب.. ومعظم من أحبوا الهلال البحري تحولوا إلى تشجيع الأهلي، وهناك استثناءات بطبيعة الحال، ولا أريد أن أذكر من تحولوا للاتحاد بدلا من الأهلي. رحم الله الأديب والإعلامي الكبير، فقد عُرف باحترامه للآخرين، كان محاورا رائعا.. وممتلكا لناصية الحديث، وقادرا على قيادة دفة الحوار، وكان يجدها فرصة كلما ذهبت إلى مكتبه في بدايات ساعات العمل اليومي للحديث عن الرياضة، وكان يبادرني بالسؤال: «إيش أخبار الرياضة؟!»، كنت أراها مجاملة.. ويراها غير ذلك، حيث حرص في كل اجتماع على التأكيد أنه يتحدث معي عن الرياضة لأنه «رياضي».. ومن خلال الممارسة.. والتشجيع، بل إنه سبق أن كتب عن كرة القدم خلال مشواره الصحافي. وظلت متعته في كل حواراتنا اجترار ذكريات مباريات الحواري. انتهى الهلال البحري بعد الدمج «الخماسي» حيث دمجت أندية الهلال البحري والتسامي والسلام والطالب ورضوى. إنه الدمج الذي كانت له آثاره السلبية أكثر من الإيجابية من وجهة نظري الشخصية. وكما أبدع «أبو غنوة» في الحديث وفي الكتابة عن شخصيات «جداوية» في مختلف المهن والتخصصات، فقد كان بارعا وهو يتحدث لي عن عبد المجيد بادي وفصفص وعبد القادر شعبان ومن سبقهم من عمالقة الهلال البحري.. وكذلك الثغر.. والأهلي. رحم الله محمد صادق دياب، الذي لم يكن ينظر لكرة القدم من زاوية ضيقة كما هم بعض المثقفين ممن يعتبرون أن كرة القدم مجرد لعبة..! * نقلاً عن "الشرق الأوسط" اللندنية

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل