المحتوى الرئيسى

ألمـانيا .. من الباب الخلفي

04/10 12:18

 | أخر تحديث: 10/07/2010 03:40 م تقول باربرة أوتة 37 عاما تعمل صحفية في جريدة تاجسايتونج ببرلين : الشباب في ألمانيا يعاني أزمة شديدة وهي البحث عن فرصة عمل , مما أدي إلي انتشار التعصب والعنف والسرقة التي أصبحت موضة العصر في ألمانيا . رسالة برلين: ليلي محمد مصطفي وتضيف قائلة : نحن لدينا العديد من المشاكل فأنا من سكان برلين ورغم ذلك لا أستطيع أن أسير بمفردي في الشارع بعد الساعة 7 مساء , لا تندهشي من ذلك لأنني قد أتعرض للسطو من بعض اللصوص أو للمضايقات من بعض السكاري الفاقدين للوعي , لأن الحرية في مجتمعنا تتيح للفرد أن يفعل ما يشاء وليس من حق أحد أن يوجه له أي تهمة !! باربرة قابلناها خلال الرحلة التى قامت بها " الشباب " لمدينة برلين التي تعد أكبر مدينة في ألمانيا .. وهناك تعرفنا علي واقع المجتمع من خلال لقاءات مع الشباب الألماني في الأحزاب المختلفة وبرلمان الشباب والمسئولين , وعن دور الشباب سياسيا تقول نارس باكوت رئيسة التنظيم الشبابي في حزب الخضر : إن حزب الخضر الألماني تكون في بداية نشأته من تيارات سياسية يسارية مختلفة انبثقت عن الثورة الطلابية التي حدثت عام 1968 في عدة دول أوروبية , وبخاصة في ألمانيا , والحزب لا يقتصر علي البرامج الموجهة لحماية البيئة , ولكنه يشمل ايضا الجانب السياسي و الاجتماعي والاقتصادي والثقافي , ويضم من يطالبون بضرورة قيام دولة فلسطينية مستقلة , وفتح قناة اتصال مع حماس ورفض إيران نووية ! وكل ذلك يتعارض مع سياسة الدولة , ولكن علينا الاستماع الي آراء الشباب مهما تكن !! وعن موضوع الاندماج في ألمانيا تقول كارولا فيسفر من حزب الخضر : أعترف أننا نعاني التفرقة العنصرية , لذلك يتبني الحزب موقفا واضحا وسباقا من الأجانب والمهاجرين الذين يعتبرهم مصدر غني وتعددية ثقافية مطلوبة للمجتمع الألماني , إضافة الي ذلك فإن الحزب من أشد المدافعين عن حقوق الأقليات الاثنية في البلاد وعن حقوق المرأة . وعن دور البرلمان في حياة الشباب تقول كجبريل هيرو مسئولة البرلمان الشبابي في برلين : تم إنشاء البرلمان منذ 7 سنوات طبقا لقانون مساعدة الأطفال والشباب الذي ينص علي ضرورة مشاركة الشباب في الحياة العامة والاستماع الي آرائهم , لأننا نعتبر أن أهم شيء في المواطنة أن يتعلم الأطفال المراحل الأساسية للحياة وكيفية ممارسة الديمقراطية , كما أن هذه التجربة تقتصر علي مدينة برلين ونتمني نشر هذه التجربة في جميع المدن الألمانية . وتضيف قائلة : إن أهم المشكلات التي يسعي البرلمان الي ايجاد حلول لها هي المشاكل المدرسية ونقص الإمكانيات وشغل أوقات الفراغ ونشر ثقافة الكمبيوتر والانترنت بين الشباب والتي أصبحت ثقافة العصر , ولا يوجد لدينا سوي 20% فقط ممن يجيدون استخدام النت !! وفي نهاية اللقاء أعربت عن إعجابها بالتجربة المصرية لبرلمان الشباب التي شرحتها سونيا خميس وكيل الإدارة المركزية لبرنامج المجلس القومي للشباب والتي تتضمن قيام الشباب بمحاكاة للبرلمان المصري وتقديم الاستجوابات وطلبات الاحاطة للنواب وفي حضور رئيس البرلمان . أما نيكول تسيبه 26 سنة من شباب العمال فتقول : أنا طالبة في الجامعة أدرس السياسة واللغة الألمانية , وقررت بجانب عملي أن أعمل في منظمة أتاك كمتطوعة في إحدي المنظمات غير الحكومية , لأن المجتمع الديمقراطي يجب أن يكون الإنسان فيه ديمقراطيا ويقدم أعمالا تطوعية , ولكنني غير سعيدة بالنظام السياسي وبما حدث في ألمانيا , وخاصة العولمة , فنحن ضد العولمة لأنها قدمت لنا علي أساس أن كل إنسان سوف يستفيد منها , ولكن الواقع غير ذلك تماما , وإنما الحقيقة هي أن مستوي المعيشة في الدول الصناعية الكبري يقل إلي نفس مستوي معيشة المواطن الصيني نتيجة لسياسات العولمة حيث يؤدي التنافس الاقتصادي بين الدول الصناعية الكبري إلي الاضرار بالمواطنين . وتضيف نيكول : إن البعض يعتقد أن هناك منظمة عالمية لتنظيم الاحتجاجات عبر العالم ولكن الحقيقة أن الشباب يتحركون من تلقاء أنفسهم , كما أن الألمان يرفضون أي إجراء حكومي يحد من حريتهم في الحركة والفكر , فمثلا العام الماضي قامت مجموعة من شباب العمال بوضع لافتة كبيرة علي البورصة في فرانكفورت تنادي بتحديد قوة رأس المال ونزع سلاح المال , وأن من أهم أهداف المجموعة تنشيط الدعاية ضد الطاعة لكل ماتمليه الحكومات وضد الرقابة والتنصت خاصة علي التليفونات والانترنت التي تهدف إلي السيطرة علي رسائلنا التي نتواصل بها مع شباب العالم ضد العولمة , كما أن الشباب هم ضمير أوروبا والعالم الصناعي , وان الراحة النفسية أهم كثيرا من المكسب المادي ومن تأنيب الضمير , ولنتذكر مظاهرات 68 كانت بداية لوضع مفاهيم وقيم جديدة أهمها الحرية الشخصية وتحقيق الذات . أما روبرت موجن انشتين 26 سنة من منظمة أتاك فيقول : بعدما كانت ألمانيا تتمتع بسمعة اقتصادية طيبة , وتحظي منتجاتها الصناعية بالاحترام لجودتها العالية , صارت الصين تغزو الأسواق الألمانية بمنتجاتها !! غير أن الاقتصاد الألماني أصبح يعاني عدة صعوبات علي رأسها عبء تطوير الولايات الشرقية بعد الوحدة الألمانية مما أدي إلي تباطؤ النمو الاقتصادي وتعرضه إلي التأرجح وعدم الثبات . الصعوبة الثانية هي اشتداد المنافسة بعد اتفاق بلدان الاتحاد الأوروبي علي فتح حدودها أمام البضائع . وهو الأمر الذي أدي إلي توفير منتجات رخيصة في السوق يقبل عليها المستهلك بدلا من المنتج الألماني مرتفع , السعر من ناحية أخري أدي ارتفاع تكاليف الإنتاج في ألمانيا إلي هجرة الشركات الكبيرة إلي مناطق أخري في العالم توفيرا لنفقات الإنتاج , وأصبحت الشركات الصناعية تشتكي من ارتفاع أجور العمل مقارنة بمثيلها في تلك الدول , علاوة علي ارتفاع تكاليف الضمانات الاجتماعية والمعاشات التي ينبغي للشركات دفعها لعمالها . ومن هنا ساهمت هجرة الشركات وخططها التقشفية في ارتفاع كبير لنسبة البطالة ليصل إلي أرقام قياسية .          

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل