المحتوى الرئيسى

فى التكعيبة: مثقف وسمسار وقلب قاسى !

04/10 12:18

 | أخر تحديث: 23/06/2010 02:02 م فى شارع النبراوى بوسط البلد تقع قهوة التكعيبة وهى واحدة من المقاهى الثقافية الشعبية، يعنى فى وقت واحد ممكن يجيلك الوحى فتكتب قصيدة شعر، أو تشوف واحد كحيان فترسم عنه لوحة، أو تبتكر فكرة مسرحية فى أثناء جلوسك وسط الشلة تحقيق : محمد شعبان ، كل ده لأن القهوة أصلا مش قهوة بالمعنى المتعارف عليه ، هى عبارة عن محل مترين × مترين، ومكان القعدة فى الشارع، على فكرة قهوة التكعيبة من أكتر قهاوى المثقفين نجاحا وتأثيرا .. ليه؟ ده إللى هنعرفه دلوقتى.. ميزة القهوة دى أنها قريبة من الأماكن الثقافية فى وسط البلد، زى أتيليه القاهرة وجاليرى تاون هاوس وجاليرى مشربية ومسرح وقاعة روابط، و بالتالى المكان لا مؤاخذة بيلم شعراء وفنانين تشكيليين وكتاب وممثلين هواة وشعراء سناكيح ده بخلاف المحامين والسماسرة والورشجية وخلافه، والقهوة فيها ميزة تانية مهمة جدا وهى أنها فى شارع صغير وتقريبا مقفول يعنى المكان إلى حد ما هادىء ، وكمان يوجد أمامها قصر مهجور كان من أملاك العائلة المالكة، وتقريبا القهوة واخدة الشارع كله مع أن مساحتها صغيرة، أما المشاريب فهى شعبية جدا يعنى كوباية الشاى بجنيه وحجر الشيشة بنص جنيه مراعاة لظروف الزبائن، ونظرا لزحمة الزبائن فقد ضربت التكعيبة الرقم القياسى فى عدد القهوجية يعنى بخلاف صاحب القهوة والواد اللى بيعمل المشاريب فى حوالى 10 قهوجية لتقديم المشاريب. ورغم أن التكعيبة هى أحدث القهاوى الثقافية فى مصر إلا أنها نجحت سريعا فى إجتذاب عدد كبير من المثقفين .. وربما بنسبة أكبر من قهوة الندوة الثقافية وزهرة البستان وقد التقينا عدداً من روادها .. حيث يقول على عبد الحكيم ( 33 سنة ) موظف ويهوى الشعر: القهاوى الثقافية عمرها ما تنتهى طالما فيه مثقفين وإحنا كمجموعة من محبى الشعر عندما نرغب فى أن نتجمع أكيد سنختار القهوة التى تليق بنا بدل ما "نغتت" على بعض فى بيوتنا وأنا شخصيا عندى عشق غير طبيعى للشعر وموهوب فى إلقاءه وممكن وأنا قاعد فى التكعيبة يأتينى الوحى والإلهام فمثلا أنا كتبت قصيدة هنا تحت عنوان "غرام فى القهوة" أعجبت ناس كتيرة، وهنا فى القهوة نقوى وتكتر اللمة بالذمة ياصاحبى فيه مكان أحلى من دى القهوة .. حجرين معسل وحبة بن وقلب قاسى مش بيحن .. آه يا شيشة يا طايرة فى العالى كفاية وارحمى صدرى الخالى ... كرسى بلاستيك ودورين طاولة " . أما محمد سامح (23 سنة ) ممثل مسرحى فيقول: لازم يكون لك شلة علشان تقعد فى التكعيبة وأنا شلتى تضم عددا من الممثلين الهواة، أصل إحنا عاملين فرقة مسرحية تقدم بعض المسرحيات والمكان هنا مفضل بالنسبة لنا لأنه قريب من قاعة روابط المسرحية، وإحنا على فكرة مثقفين ومطلعين على فنون ومدارس المسرح العالمى وعندنا موهبة وحاجة عايزين نقولها فى مسرحياتنا وعايزين نوصل بس الفرصة تيجى. وعلى التكعيبة أيضا مواهب حيث التقينا أحمد عثمان (34 سنة ) خالى شغل فى الفترة الحالية ويقول: أنا أعتبر نفسى مفكرا وحاليا عندى كتاب عايز أنشره بس مفيش فلوس الكتاب يتكلم عن أزمة مهمة جدا فى حياتنا بس إحنا للأسف مش واخدين بالنا منها وهى "تأثير الفلوس على الإحساس". أما عن أشهر زبائن التكعيبة فهو الفنان جورج بهجورى وعندما سألناه عن سر إعجابه بها قال : دى قهوة الجماعة الرسامين والتشكيليين وطبعا أنا رسام الشعب والناس الغلابة واللى مش لاقيين ياكلوا وبالتالى لازم أكون قريب منهم ، ودائما أحب أن يكون عندى إحساس بهمومهم وبملامحهم ومن هنا اخترت التكعيبة لأنها قهوة شارع وسط الشوارعية وبالتالى وإنت جالس عليها فكأنك بالظبط داخل برج مراقبة وتقدر تشوف اللى رايح واللى جاى، وأنا عندى كراسة كاملة عن هذه القهوة فيها مذكرات بالرسم عن أيامى فيها وعلاوة على ذلك الأسعار فيها شعبية جدا وكمان قريبة من وسط البلد كل هذا يعطيها المزيد من التميز وأعتقد أنه سيكون لها شهرة ومكانة بين المثقفين فى السنوات القادمة.            

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل