المحتوى الرئيسى

الحب عند الزبالين !

04/10 12:18

 | أخر تحديث: 26/05/2010 05:24 م " معلش يا حبيبتي...كان نفسي نكمل مع بعض...بس الظروف أكبر مني...مش عايز أبهدلك معايا...الظروف صعبة...حاولت بس ما قدرتش..أنا آسف"....وطبعاً هي بتبكي بعد أن صدمها هو بهذه الكلمات وهو يبكي أيضا. لم يكن هذا المشهد بين شاب وفتاة في المسلسل المتكررة حلقاته هذه الأيام، كان المشهد بين "زبال وزميلته الزبالة" هو سنه يقارب الأربعين عاما وأخذ الشعر الأبيض ينتشر في رأسه ... وهي لا تصغره بكثير، وكان المشهد في حرم جامعة القاهرة ، وعلى وجه الخصوص أمام المكتبة المركزية الكبرى أمام كلية الإعلام بجوار أحد صناديق القمامة. هو كان يمسك مقطفا و" وشه في الأرض " ويحاول أن يجفف دموعه بطرف كمه الأيمن....ويتهته بكلماته الصادمة المحبطة لمحبوبته التي حاولت جاهدة أن تكمم فمه بيدها اليمنى بينما تمسك مقشتها في اليد اليسرى ...ومن هول الصدمة ألقت المقشة على الأرض، وجلست منهارة بجانب صندوق القمامة وأخرجت منديلا قماشا من جيبها وأخذت تجفف دموع الحب الضائع في سنوات جمع القمامة. عموماً أنا حكيت تفاصيل المشهد السابق لمعارفي وأصدقائي فوجدتهم يضحكون ويقولون "طبعا...ما هو من جاور السعيد يسعد...زبالين في الجامعة...يعني بينضفوا شارع الحب عند كلية آثار....ويشاهدون الحبيبة أمام كلية تجارة إنجليزي وعلى سلالم كلية الإعلام"...وطبعا قالوا "فيها ايه لو افتكسوا هما كمان قصة حب....لكن تلاقي أخينا الزبال لقي حبيته بتطلب منه يقعدها في كافتيريات زي ما بتشوف حبيبة الجامعة بيعملوا، وهو لقاها " هتستقطعوا " فقال يخلع بدري ويقول ده حب يخرب البيوت". طبعا قد يكون جزء كبير من كلام أصدقائي صحيحا، ولكن بالتطبيق على هذه الحالة التي رأيتها استرجعت دموع هذا الزبال وهو يبكي، وقلت لا يمكن أن تصل براعة هذا الزبال - الذي في الغالب لم يلتحق بمعاهد تمثيلية أو بجلسات الممثلين الكبار- إلى حد أن يبكي بالدموع وبتلك الغزارة، وهي لو كان الأمر بالنسبة لها مجرد تسلية وتقليد لشباب الجامعة، فما الذي يدعوها للبكاء؟ ورجعت إلى الطبيعة البشرية وشعرت بالاستياء من نفسي لأنني استكثرت مشهد الحب على الزبال والزبالة...فما المانع أن يحبها وتحبه....وطبيعي بكائهما أمام قسوة ظروفهما....فمن المؤكد أنهما لم يفتكسا افتكاسة .. وربنا يصلح أحوالهم !            

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل