المحتوى الرئيسى

الطب يتقدم

04/10 10:35

بقلم: جيل كولينز 10 ابريل 2011 10:16:43 ص بتوقيت القاهرة تعليقات: 0 var addthis_pub = "mohamedtanna"; الطب يتقدم  أحيانا، تساورك الرغبة بالفعل أن تطالب مهنة الطب بتحديد موقفها. ففى هذا الأسبوع سمعنا أن العلاج بهرمون الإستروجين، الذى كان سيئا صار علاجا جيدا، ربما، فى بعض الحالات.ولم يسبب ذلك أرباكا بنفس القدر الذى سببه الخبر الذى صدر العام الماضى عن أن مكملات الكالسيوم التى اعتدنا على أنها جيدة للغاية ربما صارت الآن سيئة، وقد لا تكون كذلك، والحكم لم يتحدد بعد أو الدراسة الفيدرالية الأخيرة، التى تنصح النساء بالتوقف عن فحص صدورهن لاستكشاف الكتل أو التوصيات حول موعد إجراء فحص الثدى، وهو ما يبدو أنه يتراوح بين كل خمس سنوات، وكل خمس دقائق.ولا شك أننا نريد أن يستمر الجميع فى إجراء دراسات. ولكن من الصعوبة بمكان أن تكون شخصا مدنيا فى عالم العلم. وفى امتعاض، تقول الدكتورة ليزلى فورد من معهد السرطان القومى: «من الصعب أن تكون امرأة».فقبل ذلك، كان الاستروجين يوصف فقط للنساء اللاتى يعانين مشكلات خطيرة مع فترة انقطاع الطمث. ثم أوضح كتاب صدر فى 1966 بعنوان «أنثى إلى الأبد» أن العلاج بالاستروجين جيد بالنسبة لجميع الإناث على الكوكب تقريبا فى منتصف العمر اللاتى يردن ألا يتحولن إلى عجائز شمطاوات، ونالت الفكرة شعبية حتى بعد ما تبين أن الكاتب استأجرته شركة لصناعة الاستروجن.وقالت الدكتورة فورد: كان شعار أطباء النساء: يجب أن تعالج المرأة بالاستروجين تلقائيا بمجرد بلوغها التاسعة والأربعين. لقد كان مفترضا أنه ينبوع الشباب. وكان الاستروجين يخلط بالبروجيستن لتقليل خطر الإصابة بسرطان الرحم، وكان المفترض أن ذلك يؤدى إلى تخفيض مخاطر الإصابة بالأمراض القلبية، بين العديد من الأمور الرائعة الأخرى. ثم صدر تقرير من مبادرة صحة المرأة عن دراسة أجراها المعهد الوطنى للصحة على فترة زمنية طويلة، أوضحت عدم صحة ذلك. بل إنه يزيد أيضا من مخاطر الإصابة بسرطان الثدى.وتقول الدكتورة فورد: «لقد حدث تحول ثقافى حقيقى بالنسبة لأطباء أمراض النساء».وتأتى الآن دراسة جديدة صدرت عن مبادرة صحة المرأة أيضا يبدو أنها توضح أن الاستروجين ربما يخفض فعليا مخاطر الإصابة بسرطان الثدى والأزمات القلبية بالنسبة لبعض النساء، طالما تناولته المرأة وهى فى الخمسينيات من العمر.وتقول الدكتورة إميلى جانهايم من كلية الطب بجامعة واشنطن التى شاركت فى كتابة افتتاحية تحذر من التقرير الجديد «إنها عودة إلى المستقبل». والنتائج الجديدة لا تنطبق إلا على النساء اللاتى أجرين جراحة لاسنئصال الرحم. غير أن عددا كبيرا من السكان، يقدر بنحو ثلث الأمريكيات أجرين إزالة الرحم فى مرحلة من مراحل حياتهن.ولا يمكنك التفكير طويلا فى هذه المعلومات من دون أن يتبادر إلى ذهنك تساؤل عما إذا كانت مهنة الطب سوف تستمر.«هناك دواء لكل داء»، مثلما يقول الدكتور سيدنى ولف، مدير المجموعة العامة لأبحاث صحة المواطنين، التى اشتركت فى تأليف «أسوأ الحبوب، أفضل الحبوب: دليل المستهلك لتجنب الوفاة أو المرض بسبب العقاقير».وهو يتخوف من الإفراط فى وصف العلاج، ويقول: «هناك مبالغة فى وصف الدواء فى هذا البلد، كما فى أماكن أخرى، فرنسا على سبيل المثال». واخيرا، وجدنا أنفسنا نتساوى مع الفرنسيين فى أمر ما. وعلى الأمريكيين أن يعرفوا الآن أن كل قرص من الدواء تضعه فى فمك له مخاطره. حيث يزخر التليفزيون بالإعلانات التجارية عن عقاقير مدهشة ترفع معنوياتك، وتخفف من مشكلات الحساسية أو تخفض الكوليسترول، وتحسن الحياة عموما، إلا أنها تؤدى إلى أحلام اليقظة، والأفكار الانتحارية، وسقوط الشعر، وآلام الوخز أو الوفاة المفاجئة.وما زال هناك شعور بالحاجة إلى الاحتراس من الإفراط فى وصف العلاج. ويقول دكتور وولف «الأطباء يعرفون عن فوائد العقاقير أكثر كثيرا من إدراكهم لمخاطرها» فليس هناك حديث كاف عن الآثار السلبية التى لم تظهر دلائلها بعد، مثل العديد من علاجات الخصوبة. ويعتقد دكتور وولف أن معظم الأطباء يفضلون كتابة الوصفات الطبية بعد إجراء مناقشات مطولة مع مرضاهم حول أمور من قبيل العلاج بتعديل السلوك القديم. أما أنا فأرى أنهم يريديون فقط إرضاء مرضاهم، وعلينا أن نواجه الأمر، لا يكاد يكون من بيننا من يذهب للطبيب بأمل الحصول على نصيحة بشأن تعديل السلوك. فهم يمارسون العلاج، ودورهم الطبيعى هو حل مشاكلك بالدواء. وكنت فى فترة سابقة، أتابع مع طبيب نساء، أخضعنى للعلاج بالأستروجين فى سن التاسعة والأربعين، فى حين لم أكن أعانى متاعب من أى نوع، وما زلت أذكر كيف كان سعيدا بإعطائى هذا العلاج المدهش الذى من شأنه درء العديد من آثار التقدم فى السن غير المرغوبة.وقد أصبت بسرطان الثدى، وإن لم يكن من الدرجة العالية. ومن الواضح أنه كان علىّ أن أطرح تساؤلات أكثر. لكننى لا ألوم الطبيب، فقدت بدت نواياه طيبة للغاية. ولا ألوم فيه أحدا فى الواقع، ربما باستثناء مؤلف «أنثى للأبد».

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل