المحتوى الرئيسى

حدث فى التحرير

04/10 08:21

كتلة بشرية ضخمة تغرق فى بحر من أعلام مصر، أقترب منها الآن خطوة خطوة مشياً على القدمين من شارع قصر العينى، بينما تترامى هتافات متداخل بعضها فى البعض الآخر، لا أستطيع تمييزها بعد. أستطيع، رغم ذلك، تمييز أعلام مصر من أعلام سوريا وتونس وليبيا التى انتشرت بين لافتات تستعجل محاكمة مبارك وصور لعدد من كبار رموز نظامه وراء قضبان مخطوطة طولاً وعرضاً فوق وجوههم.. بعضها مجهز سابقاً كما هو واضح وبعضها الآخر كتب بخطوط بسيطة على ورق كراتين. يغمرنى، فور وصولى، حب الناس واهتمامهم ببلادهم وفضولهم.. تزيد جرعة الحب ويتضاعف الاهتمام ويشتد الفضول، فأجدنى مشدوداً فى كل اتجاه. أستمر ما وسعنى الاحتمال، لكننى أهرول سريعاً بعد قليل عبر الشوارع الخلفية نحو مقهى ريش. حتى المثقفين - خاصة المثقفين حقاً منهم - لا يستطيعون الاتفاق على رؤية لما يحدث ولما عسى أن يحدث. أهرول مرة أخرى عبر أزقة خلفية لم تخل هى الأخرى من فضول. أمام صراخ سيدة عجوز: «البلد رايحة على فين يا أستاذ؟» فجأة تلطمنى فكرة تركتها بين يديها وهى تشدنى من ذراعى: «مصر يا ماما عاملة زى قدرة فول كانت معفنة ودلوقتى عمالة تغلى، تغلى، تغلى، خليها تغلى شوية عشان الدود يطلع وبعدين ربنا يسهلها». أستيقظ فى الصباح فأكتشف أن الأستاذ «تويتر» يغلى هو الآخر بكل أنواع «التقارير» والتعليقات والصور والفيديوهات لما كان يحدث فى الميدان حتى الساعات الأولى من صباح اليوم التالى. اسمحوا لى أن أترك ما بقى من مساحة فى هذا المقال لمن استطاعوا أن ينتزعوا القوة من السلطة إلى الشارع: «رويترز تتحدث عن سقوط قتيلين والجيش ينفى».. «حد ممكن يقولى إيه بالظبط اللى شعلل الميدان إمبارح؟».. «فيه طوب كتير وإزاز متكسر وأسلاك شائكة وشكلها كده منطقة حرب».. «إزاى بنطالب الجيش بتنفيذ مطالبنا وإحنا مش بنحترم أبسط قواعده ومنها حظر التجول والاعتصامات؟».. «ليس معقولاً أن نلوم متظاهرين مدنيين (عزل) غير منظمين مهما أخطأوا فى التصرف».. «البرادعى قال كلام عدل أهو».. «البرادعى: استمرار الثقة بين الشعب والجيش خط أحمر للحفاظ على الوطن.. الحوار هو البديل الوحيد».. «شجاعة الأغبياء تدان ولا تمجد».. «لو ضابط مش عاجبه حال الجيش يستقيل ويلبس مدنى».. «بشكل عام سنجد المعتدلين والمتطرفين فى جميع الفرق السياسية والدينية، كيف يمكن للمعتدلين العقلاء أن يتعارفوا ويتناقشوا بغير ضغوط من المتطرفين؟». «دا فيديو الاعتصام وواضح إنه كان فيه إطلاق نار كثيف».. «الجيش شبعنا ضرب نار فى الهوا».. «اللى طلع ضباط جيش على المنصة غبى ولاَّ متواطئ؟».. «الشبشب لايزال فى رجلى».. «لقد وقعنا فى الفخ».. «تخوين المجلس العسكرى واستعداؤه سيضر بالجميع ويدخلنا فى نفق مظلم».. «نفسى الجيش يقول بيان مفهوم وواضح وصريح المرة دى وسريع».. «من أنتم؟ اللى كانوا فى التحرير ودفعوا بالتظاهرات لمطالب لم يتفق عليها الجميع؟ من أنتم؟».. «يا خوفى يا مصر نبقى كلنا قلة مندسة».. «عدو عاقل خير من صديق جاهل».. «فرق كبير بين البطولة وادعاء البطولة.. والتهور الذى يؤدى إلى غباء يفقدنا مكتسباتنا».. «محاربة الجيش لما يغلط وينسى دوره مش تحريض.. ده حق».. «مكاسب الثورة من المجلس العسكرى مقابل خسائرها حتى الآن لا تدفعنى للمطالبة برحيل المجلس».. «مفيد ناخد خطوة لورا ونشوف القوى السياسية والاقتصادية المستفيدة من إرباك الثورة فى مسارات جانبية». [email protected]

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل