المحتوى الرئيسى

عبورفي الميدان

04/10 00:02

الجمعة،‮ ‬أول أمس أثار عندي مشاعر متناقضة،‮ ‬أولها هيبة المشهد في الميدان الذي يؤكد أن روح الثورة ماتزال متقدة،‮ ‬وأن إطارها يتبلور ويتجسد من خلال تنظيمات بدأ التركيز عليها وترديد أسمائها تحوي القوي الشعبية الحقيقية التي حركت الثورة ومعظمهم من جيل الشباب،‮ ‬من معجزات الثورة أنها كانت بلا إطار،‮ ‬بلا حزب،‮ ‬بلا قيادة كاريزمية،‮ ‬وقد آن الأوان لظهور إطار واحد لقواها المبعثرة بعيداً‮ ‬عن القوي التقليدية القديمة،‮ ‬في الميدان عاد الشعب المصري بكل طوائفه،‮ ‬وحفل اليوم بمشاهد مؤثرة،‮ ‬خاصة الترانيم القبطية التي افتتح بها اليوم،‮ ‬وتم أداؤها بأصوات‮ ‬غاية في العذوبة،‮ ‬هذا يتجاوز ما جري في ثورة ‮٩١٩١ ‬ويتصل به،‮ ‬عندما كان القمص سرجيوس يخطب من فوق منبر الأزهر،‮ ‬والشيوخ يخطبون في الكنائس،‮ ‬من أحداث ثورة ‮٩١٩١ ‬خرج أعظم شعار يعبر عن جوهر مصر المتدينة،‮ ‬المتساشمحة المدنية،‮ ‬شعار‮ »‬الدين لله والوطن للجميع‮« ‬تجسد هذا في ميدان التحرير أول أمس من خلال تلك المهابة وهذا الحضور المكثف للرجال والنساء والأطفال،‮ ‬وللشيخ الرمز حافظ سلامة الذي يليق به لقب المجاهد الأكبر،‮ ‬لقد جري تعتيم علي دوره الأسطوري في صمود مدينة السويس وآمل أن أجد من العمر فرصة لتدوينه،‮ ‬وقد قدر لي أن أكون قريباً‮ ‬منه ومن رجاله،‮ ‬ها هو يعلمنا الآن درساً،‮ ‬كان عائداً‮ ‬من ليبيا للمرة الثانية،‮ ‬تحمل مشاق الرحلة وظروفها وهو من تجاوز التسعين،‮ ‬لكنه ذهب لنصرة الثوار،‮ ‬في الميدان رفرفت أعلام فلسطين وليبيا وسوريا واليمن والعراق وتونس،‮ ‬كل الشعوب العربية كانت حاضرة،‮ ‬وهذا جديد بعد انقطاع حضور الحس القومي،‮ ‬أما المنصة فكان المتعاقبون والحاضرون فوقها علي مستوي الثورة رغم بعض الفوضي والاضطراب في لحظات معينة،‮ ‬لكن هذه تفاصيل صغيرة في حضور أكثر من مليون شخص،‮ ‬هذه المرة أثارت السعادة وأحجبت الروح،‮ ‬لكن إلي جانب ذلك كان اليوم محملاً‮ ‬بما يثير القلق‮ ‬والتوجس لعلي أفسر‮ ‬غداً‮ .‬

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل