المحتوى الرئيسى

حكومة «تطييب» الخواطر

04/10 08:21

زمان، قبل 25 يناير، كان بعض الزملاء يكتبون مقالات تبدو «مهاجمة» لقيادات كبيرة مثل زكريا عزمى وفتحى سرور وصفوت الشريف وأحمد عز، ناهيك عن الوزراء اللامعين. وكان الكُتاب يُكذّبون فى مقالاتهم التالية كل ما كتبوه، لأن هؤلاء المسؤولين «الأفاضل» اتصلوا بهم وشرحوا لهم «بتواضع جم وأخلاق رفيعة» الحقيقة التى غابت دون خجل عن «الكُتاب»، الذين لم يكن يعنيهم القارئ، أو الحقيقة بقدر ما كانت «العلاقة» مع هؤلاء هى القلادة التى يضعونها على صدورهم أو المفتاح الذى يفتح لهم أبواباً مغلقة على «صفوة» الاقتراب منها يكاد يكون مستحيلاً. كان البعض يتندر على هذه الطريقة «المكشوفة»، فالهجوم على مسؤول يقتضى الوثوق من المعلومات المنشورة، والرد ينبغى أن يكون مكتوباً من المسؤول نفسه إن كان لديه ما يدحض به حجة الكاتب، فالمنشور يُرد عليه بمعلومات مكتوبة وليس بتليفون يقلب الحقائق. وللأسف بقيت الظاهرة، وكبرت، لكن تغير الأشخاص «كُتاباً ومسؤولين»، وأصبح المتندرون بالأمس، هم من يكتبون الصيغ نفسها اليوم، ويسهبون فى شرح المكالمات التى تأتيهم من رئيس الحكومة «الجديد»، حتى تسأل نفسك: هل لدى رئيس الحكومة الحالية «فراغ» لكى يتحدث فى «التليفون» عن قضية تافهة أو خلافية، ويظل لوقت طويل يشرح ويوضح كى يعدل معلومة أو «يطيب خاطر» كاتب، أو شاب غاضب؟ رجل طيب الدكتور عصام شرف، كما وصفه نائبه فى برنامج «الحياة اليوم»، و«الطيبة» ليست عيباً، لكنها إذا استخدمت لإرضاء الناس جميعاً فهى قمة العيب من رجل «دولة» يجابه مخاطر جمة، ومشكلات عصية، وقضايا مصيرية، ومهما حاول فلن يرضى عنه الجميع، فحتى الأنبياء والرسل كان عليهم خلاف وتعرضوا للإيذاء من غير المؤمنين بهم. وللأسف، مرة أخرى، فإن هذا يدل على أن حكومة شرف حكومة مرتعشة ومرتبكة، ولا تعرف الطريق، والأيدى المرتعشة لا تقوى على البناء كما قال عبدالناصر، فحتى اللحظة لم تتخذ هذه الحكومة قراراً واحداً قوياً، وحتى قرار عودة البورصة للعمل كان اضطرارياً كى لا تشطب البورصة المصرية، وحتى زيارتها للسودان، على أهميتها، ليست شيئاً عظيماً ونتائجها لم تتضح بعد، وقبلهم كان يفعلها أحمد أبوالغيط وعمر سليمان ووزراء الرى، والنتائج كانت دائماً رائعة على صفحات الجرائد وصفراً على أرض الواقع. سألنى المحامى الفذ نجاد البرعى: هل تتوقع أن تستمر حكومة الدكتور عصام شرف؟ قلت له: أتوقع أن تستمر لكنى لا أتوقع أن تنجح فى تحقيق أى إنجازات، لأن رئيسها مشغول جداً بالحوار «الوطنى» الهزلى وخائف من منتقدى الحوار، يخرج من مكلمة مع الكبار ثم يدخل مكلمة أخرى مع الشباب، والمكلمات تظل مجرد رغى تغيب معه الحقيقة ويتراجع أمامه العمل، وتتفشى معه الاعتراضات والشائعات والأكاذيب. لن تنجح حكومة شرف لأن فيها وزراء عينهم أمن الدولة فى مواقع سابقة، وهم الآن يدعون الثورية والوطنية. لن تنجح لأن القرارات تأتى متأخرة، فوزير التعليم العالى «الذى تلهى بملف الصحافة القومية» نسى الجامعات وترك الموسم الدراسى ينفض بين اعتصامات وإضرابات واعتراض من التلاميذ على أساتذتهم، وانتخابات طلابية، بينما الدراسة معطلة وكان فى إمكانه أن يطلب من الأساتذة وضع نظام جديد لاختيار العمداء ورؤساء الجامعات يتم بعد انتهاء الفصل الدراسى، ومثله وزير التربية والتعليم، واختلف عنهما وزير الزراعة الذى أكد استحالة الاكتفاء الذاتى من القمح حين كان رئيساً للمركز القومى للبحوث الزراعية، الآن يقطع بأن مصر ستحقق الاكتفاء الذاتى خلال عامين، وأنا أتحداه مثلما أتحدى حكومته المرتعشة.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل