المحتوى الرئيسى

الوقت انتهى يا قذافى

04/10 10:35

بقلم: كيرت ويلدون 10 ابريل 2011 10:16:00 ص بتوقيت القاهرة تعليقات: 0 var addthis_pub = "mohamedtanna"; الوقت انتهى يا قذافى  فى عام 2004 سافرت إلى ليبيا على رأس وفد من حزبى الكونجرس الأمريكى للإعراب عن تأييد قرار العقيد القذافى التخلى عن برنامج بلاده للتسليح النووى، واجتمعنا مع العقيد القذافى، ومسئولين رفيعى المستوى، وأشخاص عاديين، بل إننى ألقيت خطابا فى الاجتماع السنوى لمؤتمر الشعب العام (البرلمان)، ولم نكن نريد لا أنا ولا البيت الأبيض تقديم الدعم للعقيد القذافى نفسه، لكن هدفنا كان بدء حقبة جديدة من التعامل بين الحكومة الأمريكية والشركات الأمريكية وبين الشعب الليبى نفسه.وها أنا بعد سبع سنوات، أعود إلى ليبيا، فى مهمة مختلفة كثيرا هذه المرة، كرئيس وفد خاص صغير، بناء على دعوة رئيس أركان حرب القذافى، وبعلم إدارة أوباما وأعضاء الكونجرس من الحزبين. ويتمثل هدفنا فى مقابلة العقيد القذافى وإقناعه بالتنحى.ولا شك أن على أمريكا أن تلعب دورا حاسما فى مساعدة الليبيين على بناء حكومة جديدة. ومنذ زيارتى الأولى أضاعت واشنطن للأسف العديد من فرص تحقيق هذا الهدف من دون إراقة دماء، وما لم نبدأ التعامل مع قادة البلاد حتى أولئك القريبين من العقيد القذافى ربما نخسر مرة أخرى فرصتنا فى مد يد العون لبناء ليبيا جديدة.وعلى الرغم من هدفنا المعلن فى 2004 وفى وفدين تاليين برئاستى، ركزت أمريكا على العقيد القذافى فقط. وعقدت جميع الاتصالات من خلاله أو من خلال أفراد عائلته، الذين لهم الرأى الفصل فى المبادرات التى تقودها واشنطن. ولكن، مفتاح تشجيع الإصلاح فى بلد أجنبى، هو تحديد القيادات الناشئة والتعامل معها، كما تعلمنا من مساع مماثلة فى أذربيجان وأرمينيا. وفى الواقع، كان ذلك ما اعتزمنا القيام به فى ليبيا. غير أنه لم يكن هناك خطط لتنسيق الجهود بين الكونجرس والمشرعين الليبيين بهدف رعاية جيل جديد من القادة الليبيين. كما لم تتجسد أبدا خطة لإدخال المنظمات الدولية غير الحكومية إلى ليبيا لتطوير مؤسساتها المدنية.وبسبب عدم متابعة كل من بوش وأوباما لهذه الجهود الأولية، ليس لدينا اليوم علاقات تذكر مع قيادة الدولة سوى القذافى نفسه، كما لا نملك أى خطة استراتيجية من أجل ليبيا بعد رحيله. وكان العنصر الثانى فى خطتنا هو تشجيع التعامل بين المصالح التجارية الأمريكية والليبية. ومن ثم، دعم اقتصاد السوق فى البلاد. ولكن، فى حين حققت الشركات الأمريكية مكاسب بلغت مليارات الدولارات فى ليبيا منذ 2004، لم تنجح فى إقامة علاقات من خارج نظام القذافى نفسه.وخلال رحلة إلى ليبيا الصيف الماضى، التقيت مع أحمد جادى، وهو مهندس بجامعة الفاتح. وسألته عن الكيفية، التى استفاد بها طلابه من تعاقد قيمته 500 مليون دولار، منحته الحكومة الليبية مؤخرا لشركة هندسية أمريكية. فقال: لا شىء إطلاقا، لم يكن هناك علاقة أبدا. حيث فضلت الحكومة والشركة، الاحتفاظ بالصفقة والمال بينهما.وليس هناك خطأ فى فى أن تستفيد الشركات الأمريكية من الاستثمار مع ليبيا، ولكن هل راعت أيضا مسئوليتها الأكبر نطاقا تجاه المصالح الأمريكية؟ وأين كان البيت الأبيض والكونجرس من كل هذا؟ومن حسن الحظ، آن الأوان لم يفت بعد، رغم أن القنابل ما زالت تتساقط فوق ليبيا.أولا، علينا أن نتعامل وجها لوجه مع العقيد القذافى ونقنعه بالرحيل، مثلما يأمل الوفد الذى أرأسه. وقد التقيته مرات تكفى لأن أعرف أنه سيكون من الصعب إخضاعه بمجرد قصفه.وفى نفس الوقت، علينا أن نستصدر قرارا فوريا بوقف إطلاق النار يخضع لمراقبة الأمم المتحدة، مع انسحاب الجيش الليبى من المدن المتنازع عليها، ووقف محاولات الثوار للتقدم.ثم علينا أن نحدد أولئك القادة، البراجماتيين، وذوى التوجهات الإصلاحية، ومن ثم فى وضع أفضل لقيادة البلاد حتى وإن لم يكونوا مثاليين والتعامل معهم. وعلى سبيل المثال، ينبغى أن يلتقى بغدادى محمدى رئيس الوزراء ومصطفى عبدالجليل رئيس المجلس الوطنى الانتقالى، مع عبدالإله الخطيب مبعوث الأمم المتحدة إلى البلاد، وإعداد جدول زمنى لعقد انتخابات رئاسية وبرلمانية نزيهة. كما يجب أيضا أن ينشئوا لجنة لإعداد إطار جديد للحكم. ويمكن أن يقوم سيف الإسلام القذافى، وهو رجل أعمال وسياسى نافذ، بدور بناء فى ابتكار هيكل حكومى أو دستور جديد بصفته عضواً فى اللجنة.ولا شك أن للقذافى الابن، الذى أدلى بتصريحات عدائية تجاه الثوار، عيوبه. لكنه أيضا دفع حكومته لتحمل المسئولية عن تفجير طائرة بأن أمريكان فوق سكوتلاندا، وملهى ليلى قى ألمانيا، وتقديم تعويضات لأهالى الضحايا. كما قاد أيضا المساعى من أجل إطلاق سراح مجموعة من الممرضات البلغار فى ليبيا بعد أن صدر عليهم الحكم مرتين بالإعدام.ويتفق العالم على ضرورة رحيل القذافى، على الرغم من عدمه وجود خطة، ولم يوضع الأساس بعد لإنشاء مجتمع مدنى، كما أننا لسنا حتى متأكدين ممن ينبغى أن نضع ثقتنا فيهم. ولكن سكان ليبيا يستحقون، فى نفس الوقت، ما هو أكثر من القنابل.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل