المحتوى الرئيسى

«قذائف الفوسفور» تعود إلى غزة.. وصور الشهداء تذكر بـ«الرصاص المصبوب»

04/09 19:35

بينما ينشغل الشارع العربي بثوراته ضد الديكتاتورية والفساد، تصًّعد إسرائيل حرب الاستنزاف الجديدة التي تشنها على قطاع غزة منذ 3 أيام، عبر استهداف موضعي تعتزم مواصلته لفترة طويلة، غير معلوم ما إذا كان سيؤدي إلى حرب واسعة. فلليوم الثالث على التوالي، شنت قوات الاحتلال الإسرائيلية غارات برية وجوية شمال ووسط وجنوب القطاع، مستهدفة نشطاء فلسطينيين ومواقع أمنية ومدنية، على حد سواء. وأعادت الصور الدموية للشهداء، الذين ارتفع عددهم صباح السبت إلى 17، مشاهد مجازر عام 2008 إلى الأذهان، ليكون هذا التصعيد هو الأعنف من نوعه منذ عملية «الرصاص المصبوب». وفضلا عن استشهاد قادة عسكريين كبار في حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، ومدنيين عزل، أصيب العشرات بجروح مختلفة وخطيرة. وردت الفصائل الفلسطينية بنحو 70 صاروخ خلال يوم واحد، وصل بعضها إلى مسافة 50 كيلو متر داخل العمق الإسرائيلي وفي مناطق مفتوحة شمال «أشدود» و«نيتسانيم»، ما أدى لإصابة 7 أشخاص ودخول أكثر من مليون إلى الملاجئ، وفق المصادر الإسرائيلية. وحصلت «المصري اليوم» على مجموعة من الصور الخاصة للشهداء والجرحى الفلسطينيين، والتي تعكس فداحة الوضع الذي تخلقه إسرائيل في غزة. هذا التكتيك تحديدا هو أكثر ما يخشاه فلسطينيو القطاع في الوقت الحالي، لما يعنيه ذلك من استدراج المقاومة إلى ردود فعل قوية مثلما يحدث فعليا على الأرض الآن، بما يوفر لإسرائيل ذريعة لحرب ربما تكون أوسع من سابقتها. كما أنه من غير المستبعد أن تحظى مثل هذه الحرب – حال تصعيد المقاومة – على الدعم الغربي لسلطات الاحتلال، لاسيما في وقت تسعى فيه إلى تكريس قوتها في المنطقة، خوفا من التغيرات الإقليمية والسياسية المحيطة بإسرائيل في العالم العربي. وفي حديثه لـ«المصري اليوم»، أكد محلل الشؤون الإسرائيلية، أحمد فياض، أن تل أبيب تعمل على تجديد «هيبة الردع» لديها تجاه الفصائل الفلسطينية من ناحية، وتغيير قواعد اللعبة الميدانية، بحيث تحدد هي سير العمليات العسكرية، ولا تترك القرار للفصائل من ناحية ثانية. وبدا من الواضح أن موافقة الفصائل على إبقاء حالة التهدئة، التي أعلنتها الحكومة المقالة، لم توقف إسرائيل عن رغبتها في التصعيد، للحد الذي تقرره هي. وأوضح عطا الله أبو السبح، وزير شؤون الأسرى في الحكومة المقالة، أن حكومته دعمت موقف الفصائل المتوافق على التهدئة، مشيرا إلى أن إسرائيل هي التي «انقضت على وقف إطلاق النار وصعدت من عملياتها العسكرية». وفيما يقود إلى تحقيق الإستراتيجية الإسرائيلية، قال أبو السبح لـ«المصري اليوم»: «ندعم جهود التهدئة.. لكن النتائج لم تتغير على الأرض.. بالتالي من حق المقاومة الرد وفق إستراتيجيتها، التي تحددها القيادات العسكرية، وليس نحن». وتتزايد أهمية تلك التصريحات مع ما قاله إيهاب الغصين، المتحدث باسم وزارة الداخلية، من أن «الاحتلال الصهيوني أفشل توافق الفضائل .. باستمراره في ارتكاب جرائم حرب عبر استهدافه للطواقم الطبية وإطلاق قذائف الفسفور المحرمة دوليا». على الجانب الإسرائيلي، تؤكد القيادة العسكرية أن الهدف من العمليات الجارية «وقف إطلاق صواريخ حماس». ونقل موقع «تك ديبكا»، الإسرائيلي القريب من الدوائر العسكرية والاستخبارية، مصادر قولها إن الفصائل الفلسطينية، وعلى رأسها «حماس»غيرت إستراتيجيتها القتالية بصورة مختلفة تماماً عن السابق، واعتمدت إستراتيجية مستخلصة من تجربة حزب الله اللبناني. كما وصف الهجوم على غزة بـ«رصاص مصبوب مصغر»، مؤكدة أنه يشكل رسالة تحذير قوية لحركتي حماس والجهاد الإسلامي بصورة الوضع في القطاع عندما تقرر إسرائيل تنفيذ حرب حقيقية. في المقابل، تستبعد حركة «حماس» توسيع إسرائيل لعملياتها العسكرية إلى حد الحرب الشاملة، وهو ما جاء على لسان عيسى النشار، مستشار رئيس وزراء الحكومة المقالة إسماعيل هنية الذي قال: «لا أحد يأمن الغدر الصهيوني لكن إسرائيل لن تلجأ إلى حرب واسعة كما فعلت خلال العدوان الأخير». وأضاف في تصريحات خاصة أن الاحتلال يجري حسابات دقيقة للمتغيرات السياسية في المنطقة خصوصاً بعد الثورة المصرية وتبدل النظام الحاكم.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل