المحتوى الرئيسى

فلسطينية تقاوم بريشتها الاندثار

04/09 17:21

عاطف دغلس-نابلسعز عليها مغادرة الأهل والدار مرة واحدة، فرفضت أن تفارقهم ثانية، وعبرت بطريقتها عن حبها لكل ما يحكي تراث أجدادها، ولتبقي الثقافة الفلسطينية حية في ذاكرة الأجيال المقبلة، لا سيما في ظل زيادة سطوة الحداثة وطرق الاحتلال بهدم وتهويد كل ما هو فلسطيني.وانطلقت الفنانة التشكيلية هدى بدران من قرية برقة بقضاء مدينة نابلس شمال الضفة الغربية، ترسم لوحاتها الفنية عبر رسم المباني والأماكن الأثرية والتاريخية في قريتها والقرى المجاورة، قائلة "إن أزيلت هذه المباني لعوامل مختلفة، فستبقى لوحاتي وغيرها تجسدها".وتحكي بدران قصتها مع الفن التشكيلي منذ صغرها، حيث كانت تمارسه كهواية، إلا أنها دعمت نفسها بقراءات علمية "عميقة" حول هذا الفن، دون دراسته بمدارس أو مراكز علمية أو غيرها، "فالعلم والهواية متلازمان، ولكل دوره".وتعزو بدران ذلك لعوامل عدة، أهمها هجرتها مع ذويها من يافا عام 1948، ثم زواجها وعودتها مع زوجها إلى فلسطين مرة أخرى، وعيشها في مجتمع ريفي "له من التقليد والعرف أكثر من غيره". مبان تاريخية وتراثية فلسطينية هجرت تسعى بدران لإعادة إحيائها بالرسم (الجزيرة نت)اختيار مميزوأبدعت الفنانة الفلسطينية برسم تلك الأماكن التاريخية، وركزت على المباني التي سكنها الآباء والأجداد قبل قرابة مائة عام، لما تتعرض له هذه الأماكن –كما تقول- من محاولات لجعلها عرضة للإهمال والاندثار.ثم إن حبها وانتماءها لبلدها ولتراثها دفعها أكثر للاهتمام بهذه المباني، خاصة وأنها تلقى اهتماما من الجهات الرسمية للاعتناء بها وترميمها، وهجران أصحابها الذين انتقل بعضهم للعيش في دور حديثة، وتركها البعض الآخر مرغما منذ عشرات السنين ولم يعد إليها.وتسعى الفنانة الفلسطينية لتخليد هذه الأماكن في قلوب وعقول الأجيال الشابة، وسط محاولات عديدة لهدمها تحت عجلة الحداثة "دون إدراك أهميتها" أو تحت "بلدوزرات الاحتلال".وقالت "إن هذه الأماكن لا تقع في دائرة الاهتمام الرسمي باعتبارها مباني خاصة وليست عامة، كالمناطق الأثرية القديمة التي تستخدم لأغراض السياحة وغير ذلك، وهو ما دفعها أيضا لهذا العمل".وتواجه الفنانة بدران بعض المشاكل، حيث لا يمكنها في بعض الأحيان رسم لوحاتها بشكل مباشر بسبب الأعراف والتقاليد، فتضطر لتصويرها ومن ثم رسمها، إضافة لغياب الاهتمام المحلي بأعمالها "أو حتى بهذا الفن بشكل عام".وأضافت أن ذلك "كان له أثره بعد مشاركتها الواسعة في معارض لرسوماتها، وحتى بعدم ابتياع إلا الجزء اليسير منها".كما تناولت الفنانة الفلسطينية في بعض أعمالها حكاية الشعب الفلسطيني وقصة معاناته، لا سيما مراحل التهجير الأولى التي عاشها إبان نكبة عام 1948، وغيرها من المآسي التي تعرض لها. رغدة أبو زيتون دعت للاهتمام بأعمال هدى أو غيرها من الفنانين (الجزيرة نت) تخليد التراثمن جهتها قالت أستاذة الفن التشكيلي بجامعة النجاح بنابلس الفنانة رغدة أبو زيتون إن أعمال هدى أو غيرها من الفنانين لها أهميتها وقيمتها لدى الكثير، فالمواضيع الثقافية من مبان قديمة أو زي الشعبي تلعب دورا أساسيا في تخليد التراث الفلسطيني.وأضافت للجزيرة نت أن نجاح هذه الفنانة يكمن في إمكانية تطوير أعمالها للأفضل بإضافة صبغة من الحداثة عليها لتتناسب وتتلاءم أكثر مع المتغيرات الطارئة.ولفتت أبو زيتون إلى أن بعض الفنانين مثل هدى سعى لتخليد هذه الأماكن عبر رسوماتهم، موضحة أن الخطوة الأهم تكمن برعاية هذه المباني وحمايتها من "غول" الحداثة أو "غول الاحتلال" -الذي يسرق حجارة هذه الأماكن ويعيد بناء منازله فيها- عبر ترميمها والعيش فيها وليس التخلي عنها والانتقال للجديد، "كما يحدث الآن في كثير من القرى والمدن الفلسطينية".وحملت أبو زيتون الجهات الرسمية الفلسطينية من بلديات ومؤسسات ثقافية مسؤولية الاعتناء بهذه الأماكن، وأشارت إلى أن المؤسسات التعليمية تتحمل مسؤولية الحفاظ عليها، "إضافة لدور الأهل في تربية أبنائهم على حبها والاهتمام بها".

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل