المحتوى الرئيسى

الجدل يتواصل: من يستكشف الفضاء الانسان او الرجل الآلي؟

04/09 17:18

باريس- ا ف ب يبقى استكشاف الانسان للفضاء الذي انطلق قبل خمسين سنة مع رحلة غاغارين وتميز اعتبارا من العام 1969 بنزول الانسان على سطح القمر، مكلفا جدا: فهل بامكان المسبارات الالية ان تفعل افضل من ذلك؟ هذا هو الجدل المتواصل بين المدافعين عن الرحلات المأهولة والمؤيدين للرجال الاليين. ويبقى السؤال هل ارسال البشر الى الفضاء يعتبر نوعا من التبذير؟ بعد بسمة رائد الفضاء الاول اكتشفت البشرية وجوه رواد اخرين اعطوا لغزو الفضاء ولا سيما ذلك القائم بين الارض والقمر، اثرا سياسيا واعلاميا وعاطفيا. وفيما تبقى محطة الفضاء الدولية التي كلفت حوالى مئة مليار دولار في مدار منخفض تسبر مسبارات الغاز زحل والمريخ وعطارد والشمس او تنطلق للقاء مذنبات ونيازك. بفضل اسطول من الاقمار الاصطناعية بات الانترنت والهواتف النقالة ونظام تحديد الموقع الجغرافي "جي بي اس" في متناول اليد. ويراقب الغلاف الجوي والمحيطات وتأثير الانسان على البيئة. كل ذلك يتم من دون وجود الانسان في هذه المهمات. ويقول جيرارد دي غورت من جامعة سانت اندروز في اسكتلندا ان رحلة غاغارين "كانت فعلا رائعة" مثل الوصول للمرة الاولى الى اعلى قمة ايفرست لكن اذا ما وضعنا الحماسة جانبا فان "ذلك لم يؤثر كثيرا على حياتنا". وقد وضع دي غورت كتابا انتقد فيه برنامج "ابولو" الأمريكي. وهو يعتبر ان العزم على كسب السباق الى القمر قد يكون "اخر التقدم في تكنولوجيا الاقمار الاصطناعية". ويشير فرانسيس روكار المسؤول عن المهمات الالية في المركز الوطني الفرنسي لدراسات الفضاء ان الرؤساء الأمريكيين المتتاليين ما كانوا يتحدثون في خطبهم عن العلم بل عن الاستكشاف "بالمعنى الذي كان يأخذه المستكشفون في القرنين السادس عشر والسابع عشر". ويقول محللا "الرحلات المأهولة في مدار منخفض لم تعد تجذب". ويضيف هذا الخبير "الاهتمام الرئيس للعلماء ليس الانسان بل جلب عينات من المريخ" يمكن تحليلها على الارض "بواسطة اجهزة متطورة جدا" لا يمكن نقلها الى الفضاء. لكن خلال المهمات المأهولة ونظرا الى كبر المركبات، فان المساحة المخصصة للمعدات العلمية تكون اكبر. ويوضح روكار "هذه هي الحجة الوحيدة" الايجابية لوجود الانسان في هذه الرحلات. واللجوء الى الانسان يتناقض مع مهمات للبحث عن حياة جرثومية على المريخ حيث ينبغي على اي مسبار ان يكون معقما لتجنب اي تلويث للعينات. ورحلة الذهاب والاياب الى المريخ مع مسبار آلي قد تكلف خمسة الى عشرة مليارات دولار اي اقل من رحلة مأهولة. واذا ما اعتمدنا سعر صرف الدولار راهنا تكون كلفة برنامج ابولو قد بلغت حوالى 165 مليار دولار اما بالنسبة لمهمة "المريخ فستكون اغلى بكثير وتراوح بين 200 و300 مليار دولار" على ما يعتبر روكار. وبالمقارنة فان "مهمة علمية جيدة" بواسطة مسبارات غير مأهولة تكلف مليارا او ثلاثة اضعاف ذلك بالنسبة للمهمات المكلفة جدا. في المقابل يشدد ميشال تونييني المسؤول عن مركز رواد الفضاء في وكالة الفضاء الاوروبية ان الرحلات المأهولة تكلف فقط "يورو واحد سنويا لكل اوروبي" معتبرا ان المسبار الالي "يقوم بمهمات اقل بكثير" من الانسان. ويؤكد رائد الفضاء السابق "اذا ادرنا التوصل الى نتائج جيدة ينبغي ارسال الاف المسبارات الالية" وعندها "ستكون الرحلات المأهولة اقل كلفة". وفي العوالم الافتراضية القائمة راهنا يمكن للانسان الاعتماد على الصور التي تزداد وضوحا للروبوتات على ما يقول جاك ارنو المكلف المسائل الاخلاقية في وكالة الفضاء الفرنسية. ويختم قائلا "بطبيعة الحال لن يكون لدينا انسان يقول لنا مثل غاغارين: "آه ما اجمل كوكب المريخ!" لكن يمكننا من الان ان نكون حاضرين فيها من خلال وسائل تزداد تطورا".

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل