المحتوى الرئيسى

غداً مساء جديد - فرق كبير .. بين ما حدث في مصر "أمس" وبين ما جري ويجري في سوريا واليمن وليبيا

04/09 13:45

هذه المظاهرة المليونية التي شهدها ميدان التحرير أمس.. إنما تعود لتؤكد أن شعب مصر كان وسيظل دائما.. صاحب الحضارة الراقية.. والفكر المتقدم.. والسلوك الذي ينم عن قيم أخلاقية رفيعة.* * *لعل مقارنة سريعة بما حدث في القاهرة .. وما جري في نفس التوقيت تقريبا.. في كل من صنعاء. وتعز باليمن.. ودمشق ودرعا بسوريا.. وبنغازي وطرابلس بليبيا.. لابد ان يوضح الفرق الشاسع.. والبون الكبير.الناس عندنا رغم مطالبهم الكثيرة والمتعددة.. فقد عرضوها في سلام. وأمان.. كما استقبلتها أجهزة الأمن والقوات المسلحة في سلام. وأمان أيضا..!لم نلحظ حالة اعتداء واحدة.. أو اشتباك من أي شكل أو لون.. أو حتي كلمة خارجة.. أو عبارة مستفزة.. بل وقف الجميع يحملون اللافتات التي بها قائمة المطالب.. ويؤدون صلاة الجمعة. ويتحاورون. ويتناقشون.. وهم موقنون بأنهم يصنعون تاريخا لابد من المحافظة علي ما تحمله كافة مراحله القادمة.ولعلنا نلمس من خلال تلك الصور المتعاقبة أن مشاعر الخوف قد انتزعت من قلوب المصريين.. فلم يعد أحد يخشي زائر فجر.. أو أن يجري اعتقاله أثناء تواجده في ميدان التحرير.. أو عقب انصرافه مباشرة.* * *وبالتالي .. فإن الحياة السياسية في مصر سوف تكون -بحق- متينة الأركان.. صلبة القواعد.. إذ يكفي أن أحدا لن يسمح بالتفريط في حقه من الحرية. والديمقراطية تحت وطأة أي ظرف من الظروف..!ها هي الانتخابات البرلمانية ستجري بعد نحو أربعة أو خمسة شهور .. والجميع يعلم مسبقاً.. انها سوف تعبر عن إرادة المصريين بكل ما تحمله الكلمة من معني .. فبنفس القدر الذي توارت فيه مشاعر الخوف.. كما أشرت آنفاً- فقد أخذت نوازع الشك تتواري رويدا.. رويدا.. بعد أن اطمأن كل فرد.. إلي أنه صاحب الرأي الأول والأخير.. ومصدر القرار الذي لا ينازعه فيه منازع.. اللهم إلا إذا تعارض مع المصلحة العامة .. أو لم يتسق مع بنود القانون..!ليس هذا فحسب .. بل يكفي أن الناس جميعاً تولدت لديهم ثقة ما بعدها ثقة بأنهم يملكون أدوات التغيير في أي وقت وأي زمان.. أو مكان..!!لقد ملت آذانهم علي مدي عقودوعقود الاستماع عن تغييرات مرتقبة.. وإصلاح "سياسي" وانتخابات نزيهة وشفافة غير قائمة .. لكنهم في قرارة أنفسهم يوقنون.. بأن التصريحات التي تدوي .. لا تعكس حقيقة الواقع القائم.لذا عندما اتحدوا وتكاتفوا مصرين علي التغيير الحقيقي. كان لهم ما أرادوا.. ومن حقهم ولا شك المحافظة علي كيان هذا التغيير بما يرون أنه يحقق مصالحهم.. ويلبي طموحاتهم وتطلعاتهم..!!* * *.. وها نحن إذا عقدنا مقارنة سريعة بين ما جري في ميدان التحرير .. وما شهدناه في سوريا.. لكفانا فخرا واعتزازا بأن هذه المظاهرة المليونية.. التي مرت بسلام وأمان -كما ذكرت- قابلتها طلقات رصاص مطاطية.. نفذت في صدور الإخوة السوريين الذين سقط منهم 19 شهيدا. وما يزيد علي 65 جريحاً معظمهم في حالات خطرة..!.. والذنب الذي اقترفه السوريون ينحصر في خروجهم مطالبين بحياة ديمقراطية حقيقية.. وإنهاء سلطة الحاكم الأوحد..!في نفس الوقت الذي نادوا فيه بإلغاء قوانين الطوارئ .. والافراج عن المعتقلين السياسيين..!"بالمناسبة.. لقد أكد مصدر أمني مسئول.. أنه لا يوجد في مصر معتقلون سياسيون".ماذا كانت النتيجة..؟؟لقد أثبتت كل الشواهد. والدلالات أمس.. أنه ليس من حق السوريين.. المطالبة بحياة ديمقراطية.. أو بالحرية التي طالما تعطشوا إليها منذ زمن طويل..!إن النغمة التي رددها المتظاهرون.. في نفس واحد.. أنه لم يعد لديهم أدني استعداد للانضواء تحت حكم استبدادي لأي فترة قد تطول أو تقصر.. إذ يكفي ما عاشوه من معاناة علي مدي ما يقرب من أربعين عاما..!* * *أما فيما يتعلق باليمن.. فقد بات واضحاً أن لغة العنف هي التي تتحكم وتسود.. فالمظاهرات التي تطالب بتنحي الرئيس علي عبدالله صالح.. لم يكن جزاء المشاركين فيها.. سوي الضرب بالأعيرة النارية الحية. والقنابل المسيلة للدموع والتي هي من نوع خاص سرعان ما يؤدي إلي الاختناق..!الأغرب.. والأغرب.. أن الرئيس علي عبدالله صالح وقف بالأمس معلنا رفضه للمبادرة الخليجية. ومؤكدا علي استقلالية قراره.. باعتبار أن التدخل في شئون بلده غير مقبول..!!وإن كان السؤال التلقائي هنا:* اليمن قد أصبحت "بلد من" الآن..؟؟هل هي بلد علي عبدالله صالح الذي لا تريده "الجماهير".. أم بلد "الجماهير" التي تقف في شجاعة وتحد مصرة علي تغيير النظام..؟؟هذا هو بيت القصيد..!!* * *وبكل المقاييس .. فإن الموقف في ليبيا.. أشد وطأة. وقسوة. وعنفا عنه في كل من سوريا. واليمن.. فالموت يحصد الكبير والصغير.. الآباء. والأمهات.. والشهداء يجودون بدمائهم.. وما من مغيث..!!الأدهي والأمر .. أن "النيران الصديقة" .. لم ترحمهم.. فبين كل يوم وآخر.. يسقط ضحايا من الثوار نتيجة غارات حلف "الناتو".. الذي سرعان ما يعترف.. ويعتذر..!* * *في النهاية تبقي كلمة:لقد نجح شعب مصر.. في صناعة ثورة يندر -بعد أن شهدنا وتابعنا- أن تتكرر ثانية.. ويكفي هذا الشعب أنه قدم القدوة والمثل.. في رقي الفكر ونقاء السلوك.واستنادا إلي تلك الحقائق الثابتة.. وكافة الوقائع التي لا يمكن اغفالها أو إنكارها .. فإن ما طالب به أمس .. من ميدان التحرير .. ينبغي أن يجد طريقه للتنفيذ العملي..!

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل