المحتوى الرئيسى

آفاق جديدة

04/09 10:15

بقلم: كمال رمزي 9 ابريل 2011 09:57:53 ص بتوقيت القاهرة تعليقات: 0 var addthis_pub = "mohamedtanna"; آفاق جديدة  ما اجتمع سينمائيان إلا وكان ثالثهما مشروعا فنيا، يتحقق أو لا يتحقق غير مهم، فالمهم، والمنعش مجرد مناقشة الفكرة، وبلورتها، وتحسينها، فهذا ما يفتح أبواب الأمل، فضلا عن تنشيط العقل والوجدان. وطبعا، عقب أيام الثورة، تباطأت حركة تنفيذ الأفلام، وانطلقت تخيلات صنعها، تسجيلية وروائية. وإذا كان بعضها تقليديا، فإن البعض الآخر يتسم بقدر كبير من الابتكار، ربما لأنه ينظر للجانب الخفى من الوقائع والأشخاص. يتلمس مناطق الظلال كى يسلط الضوء عليها.. كنت محظوظا فى لقائى مع اثنين من أعز الأصدقاء، على فترتين متواليتين، هما عطيات الأبنودى، ذات الحماس الذى لا يفتر، وإبراهيم الموجى، الحكيم الهادئ.. فماذا قالا؟تمنت عطيات، المهتمة عادة بنماذجها البشرية، أن تقدم أحد راكبى الجمال، فى موقعة البغل الشهيرة، لن تتوقف كثيرا أمام اقتحامه للميدان، مع من معه، وهو يمسك بالكرباج فى يد، وعصا فى اليد الأخرى، ولكن ستتأمل، بكاميرتها، بردعة الجمل الأنيقة، بألوانها الزاهية، وحبل اللجام المزين بعقد من الورد، حيث بدا كأنه فى رحلة مرحة وسعيدة.. عطيات، تتطلع لمعرفة مشاعر الجمّال وهو يجهز ركوبته. لن تحدثه فى السياسة، ولن تجرى معه تحقيقا قانونيا أو أخلاقيا، ولكن تتشوق لاكتشاف مناطق يعلوها ضباب، مثل خط سيره، من الهرم حتى ميدان التحرير، وما الأفكار التى دارت فى رأسه.. ثم كيف خرج من الميدان، ونوعية الأحاسيس التى انتابته أثناء عودته الخائبة إلى داره.. وبالتأكيد، ثمة علاقة وثيقة مبنية على تفاهم مشترك بين الجمل والجمال، وبالتالى لابد أن يحدد لنا الجمال مدى إدراك الجمل للهزيمة التى منى بها.. والمخرجة فى هذا كله، ستهتم بالجمل، ذلك الكائن الجميل، الصبور، الذى عرضه صاحبه لاختبار شديد القسوة.أما إبراهيم الموجى، صاحب «القاهرة كما لم يرها أحد»، صاحب الزاوية الخاصة التى ينظر بها للأمور، التى لا تنتمى إلا له، فإن فيلمه المأمول يبدأ فى الصباح الباكر. امرأة شعبية فى بيت متواضع، تعمل بهمة داخل المطبخ. تنقى الأرز وصنبور المياه مفتوح على وعاء الخضار. أوراق الكرنب داخل حلة موضوعة فوق عين البوتاجاز، أصوات جلبة الشارع الخفيفة مع صياح الديكة تصل للمكان.. تواصل بنشاط عمل المحشى، ترص أصابعه، بخبرة، فى الحلة، وهذه اللقطات تتدفق ممتزجة مع بعضها فى نعومة. فى المشاهد التالية تطالعنا، مع حملها، داخل توك توك، ثم داخل ميكروباص. وجهها ينطق بالجدية والأمل.. وها هى، أخيرا، تصل إلى المكان الذى تبغيه، بالقرب من سور حديقة صغيرة، يقترب منها شاب، تكشف الغطاء فيتصاعد بخار, تضع عدة أصابع فوق قطعة من ورقة جرنال. الشاب يلتهم الطعام بشهية وهى تبتسم. شابان يأتيان ثم شباب وشباب.. زحام حولها.. الكاميرا تتراجع للوراء، ثم تتراجع، وترتفع، ثم ترتفع، فنكتشف أننا فى ميدان التحرير حيث آلاف الثوار.لاشك عندى أننا سنشاهد إبداعا جديدا.. له شأن صادق ورفيع.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل