المحتوى الرئيسى

فرعون الزمن الفاسد

04/09 10:05

بقلم: ماجدة خضر 9 ابريل 2011 09:54:58 ص بتوقيت القاهرة تعليقات: 0 var addthis_pub = "mohamedtanna"; فرعون الزمن الفاسد  لم يسمح لى أن أدخل القاعة وأنا ممسكة بكوب الشاى وقال بأدبٍ شديد: «ممنوع حضرتك تدخلى بالشاى حرصا على النظام»، أحسست بالخجل، فالشاب الذى لا يتجاوز عمره الثلاثين ويبدو من الشارة التى يعلقها على صدره أنه واحد من المجموعة المنظمة لمؤتمر «رقابيون ضد الفساد» الذين كانوا يتحركون بهمة داخل وخارج القاعة يطلب منى الالتزام بالقواعد داخل مقر نقابتى، نقابة الصحفيين، وهو الضيف وأنا المضيف لقد كان الشاب أحد منتسبى تلك الرابطة المكونة من أعضاء الجهاز المركزى للمحاسبات الذين أعلنوا ثورتهم على حالات الفساد الصارخة التى كانوا يكتشفونها خلال العشر سنوات الأخيرة ويحررون عنها تقاريرهم وكانت تحبس بالأدراج وقد قرروا الاستمرار فى انتفاضتهم بعقد المؤتمرات وتحرير البيانات ضد رئيس الجهاز الذى سيطر سيطرة كاملة عليه باستئثاره بجميع الصلاحيات التى جعلت له الكلمة الأخيرة فى نشر أو حجب تلك التقارير.تساءلت كيف استطاع جودت الملط أن يكون قدوة سيئة لهؤلاء وسمح بتهميش دور الجهاز على مدى 12 عاما وما هو الدرس الذى اراد ان يعلمه لهم وهل أراد لهم أن يكونوا حارسين لبوابة الفساد أم كاشفين له؟ لقد فتح هؤلاء الشباب تشاركهم قيادات سابقة وحالية بالجهاز خزينة أسرار تحوى محاولات مستميتة منعتهم من القيام بواجبهم الدستورى والقانونى بإبلاغ النيابة عن حالات الاختلاس والاستيلاء على المال العام واهداره التى تكتشفها إداراتهم ما جعلهم يشعرون بالاحباط واليأس من ان يحدث تغييرا ما فى المستقبل. هل أراد أن يعلمهم أن هناك خطوطا حمراء ومناطق محرمة وأشخاصا لا يجب الاقتراب منهم، وقد فعل ذلك حين سحب صلاحيات كل رؤوساء القطاعات ووكلاء الجهاز واحتفظ بها لنفسه ضمانا لعدم الابلاغ عن مخالفات لمسئولين كبار إلا عن طريقه؟ لقد نجح الرقابيون فى جذب الرأى العام إلى قضيتهم التى هى فى الحقيقة قضية البلد بكاملها منذ لحظة انخراطهم وسط الأصوات الهادرة بميدان التحرير مطالبين بالتغيير لم يوقفهم اتهامهم بأنهم قلة مندسة وجذبوا الكثير من رموز الفكر لدعمهم مثل علاء الأسوانى وممدوح حمزة، والدكتور حسن نافعة وبرلمانيين مستقلين ومعارضين عانوا من محاولات تستر رئيس الجهاز على المخالفات الجسيمة وقد بح صوتهم تحت قبة البرلمان من مناشدته أن يحيل على الأقل المخالفات الهزيلة الباهتة التى لا تحمل إدانة لمسئول أو رجل أعمال إلى النيابة العامة لكن حتى ذلك لم يحدث.ورغم إصرار ثوار المحاسبات على مطالبة رئيس الجهاز بسرعة ابلاغ النيابة بكل المخالفات المالية الصارخة التى تمت خلال الخمس سنوات السابقة إلا أنهم اهتموا فى ذات الوقت بتقديم مقترحات للمجلس العسكرى تحمل رؤية للمستقبل تحكم عمل الجهاز يجب ادراجها بالدستور الجديد، فضلا عن تمسكهم بتعديل النصوص المعيبة فى قانون الجهاز التى سمحت لرئيسه أن يكون فرعونا فى زمن فاسد.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل