المحتوى الرئيسى

المطلوب من المصريين الآن

04/09 09:51

بقلم: معتز بالله عبد الفتاح 9 ابريل 2011 09:46:24 ص بتوقيت القاهرة تعليقات: 0 var addthis_pub = "mohamedtanna"; المطلوب من المصريين الآن  التحدى الأول، هو الخوف على هوية مصر والمصريين من العبث بها، وبالتالى لا بد من الحرص عليها. هوية مصر التى ارتضاها المصريون مذكورة فى المواد الثلاث الأولى من الدستور المصرى. والتى لا بد أن نفهمها وأن نستوعبها جيدا لأنها جوهر وحدتنا ومصدر قوتنا. ولنتذكر ما هى هذه المواد: المادة الأولى: جمهورية مصر العربية دولة نظامها ديمقراطى يقوم على أساس المواطنة. والشعب المصرى جزء من الأمة العربية يعمل على تحقيق وحدتها الشاملة. المادة الثانية: الإسلام دين الدولة، ومبادئ الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسى للتشريع، واللغة العربية لغتها الرسمية. المادة الثالثة، السيادة للشعب وحده، وهو مصدر السلطات، ويمارس الشعب هذه السيادة ويحميها، ويصون الوحدة الوطنية.إذن المطلوب من المصريين أن يستوعبوا أن مصر جمهورية (ليست ملكية مثلما أراد لها أنصار التوريث)، ديمقراطية (ليست تسلطية)، تقوم على أساس المواطنة (أى المساواة أمام القانون رغما عن الاختلاف فى الدين أو الجنس أو الدخل)، وهوية مصر العربية ليست حديث ماض تليد، وإنما هى جزء من مستقبل منشود. علينا أن نعمل على تحقيق وحدة العرب الشاملة كما جاء فى المادة الأولى. وهى ليست آمالا بل هى ضرورة استراتيجية فى مجتمع عالمى يقوى فيه الأكثر قدرة على الاندماج وتوسيع دائرة الـ«نحن» وتضييق دائرة الـ«هُم». وقد أثبتت لنا ثوراتنا أن إرادة الشعوب نافذة مهما علت أصوات وأسلحة المستبدين. والمادة الثانية، تضمن أن يكون هناك احترام لدين الأغلبية كإطار حضارى جامع للشعب المصرى كله مثلما جاء على لسان واحد من أكثر مسيحيى مصر وطنية مكرم عبيد باشا فى العشرينيات حين قال: «نحن مسلمون وطنا ونصارى دينا، اللهم اجعلنا نحن المسلمين لك، وللوطن أنصارا. اللهم اجعلنا نحن نصارى لك، وللوطن مسلمين».ومبادئ الشريعة الإسلامية ضامنة لحق غير المسلمين فى المجتمع المصرى لأن الشريعة الإسلامية تعترف ابتداء بشرع من كان قبلنا بما لا يتعارض مع شرعنا، وشرعنا أصلا يسلم بحق المسيحى واليهودى بأن يمارسا دينهما على أساس أنهم «نظراء لنا فى الخلق» ومتساوون لنا فى الحقوق والالتزامات كما جاء على لسان العظيم على بن أبى طالب، رضى الله عنه فى طلبه من مالك بن الأشتر، واليه على أهل مصر غير المسلمين بقوله: «وأَشعِر قلبك الرحمة للرعية والمحبة لهم واللطف بهم ولا تكونن عليهم سبعا ضاريا تغتنم أُكلهم فإنهم صنفان إما أخ لك فى الدين أو نظير لك فى الخلق، يفرُط منهم الزّلل وتعرض لهم العلل، ويؤتى على أيديهم فى العمد والخطأ، فأعطهم من عفوك وصفحك مثل الذى تحب أن يعطيك الله من عفوه وصفحه».●●●المادة الثالثة: تتحدث عن أن السيادة للشعب وحده وهو مصدر السلطات وهو الذى نزل فى 25 يناير كى يمارسها ويحميها ويصون وحدته. ولكن هذا الشعب يحتاج كى يمارس هذه السيادة ويحميها أن ترتفع مناعته ضد الفساد والاستبداد. كيف؟ هذا هو التحدى الثانى: تحدى التوعية السياسية. المصريون بحاجة لتوعية حقيقية. ومع الأسف الصحف الجادة ليست ذات توزيع عال سواء داخل المدن أو خارجها، وأكثر الصحف السيارة والبرامج التليفزيونية أقرب إلى ما وصفته من قبل بـ«إعلام هماز مشاء بنميم». إذن ما الحل؟ ولتكن هذه مسئولية طلاب الجامعات المختلفة بأن يقوموا بتجميع ما تكتبه الصحف الجادة من مقالات رأى ترفع مناعة المصريين ضد الفساد والاستبداد، وليعقدوا بينهم ندوات نقاشية تهدف إلى الحرص على توصيل المعانى الحقيقية للكلمات. وقد اقترح على بعض أصدقائى الفيسبوكويين أن أقوم بعمل عدة رسائل سياسية على موقع يوتيوب تكون بمثابة نقطة انطلاق يمكن منها للشباب أن يبنى عليها كى يقوموا هم بتوصيل مضمون هذه الرسائل إلى غيرهم (يوتيوب: moatazabdalfattah). هذه مجرد بداية، لكن التحدى الأكبر ألا يفقد المصريون ملكيتهم لوطنهم ولا إدارتهم له. وهذا هو التحدى الثالث. ●●●التحدى الثالث، ألا يكون تفكيرنا الآن فى عالم الأشخاص والأحداث فقط، وإنما يكون بالأساس فى عالم الأفكار والمؤسسات. المصريون بحاجة لمسطرة يقيسون بها المرشحين لمجلسى الشعب والشورى واللذين سيقومان باختيار من يصوغ الدستور الجديد. هذه المسطرة من القيم والأفكار والمبادئ هى التى سنقيس بها الأشخاص وليس العكس. نحن لا نريد شخصا يضع لنا دستورا، نحن نريد دستورا يأتى الأفراد كى يلتزموا به. لكن الأهم من الدستور الآن هو أننا نحتاج اتفاقا وطنيا فيه مجموعة من القيم الأساسية التى نريد الدستور أن يجسدها، قيم عليا مثل العدالة والحرية والمساواة والكرامة، ومبادئ وسيطة مثل المدنية والديمقراطية والمواطنة واحترام حقوق الإنسان، وترتيبات إجرائية مثل شكل نظام الحكم (مع ميلى للنظام البرلمانى بضوابط معينة) وشكل النظام الانتخابى (مع ميلى للقائمة النسبية بضوابط معينة)، وهكذا. ولهذا كتبت فى هذه الصفحة مقالا بعنوان: «قبل أن ننقسم دعونا نتفق» وهذا ما نريده ونحتاجه الآن. ●●●التحدى الرابع هو بناء مجتمع مدنى قوى. بقدر ما يكون من المفيد أن تظهر بعض الأحزاب الجديدة لكن الجهاد الأكبر هو بناء نوعين من مؤسسات المجتمع المدني: أولا التطوعية (مثل المنتديات والجمعيات الثقافية) التى تكون ساحات للنقاش والتدافع البناء بين المسلم والمسيحى، اليمينى واليسارى، من تعلم فى مدارس حكومية ومن تعلم فى مدارس لغات، وهكذا. وثانيا التمثيلية مثل المحليات والنقابات واتحادات الطلبة حتى يمكن تقوية روابط المجتمع من خلال هياكل الوساطة هذه. أما أن يكون الجهد الأكبر من خلال التحزب والتخندق فقط؛ فهذا ليس فى صالح الوطن. وعلى كل مصرى أن يكون له حضور فى أى من هذه المؤسسات أو أكثر، ولا تكرروا أخطاء آبائنا الذين تركوا السياسة لمن هم دونهم ومن لم يراعوا مصالحهم، كما قال أفلاطون من قبل. إذن ماذا نفعل؟ كل واحد منا مطلوب منه زكاة وطن مقدارها أربع ساعات أسبوعيا (أى عُشر ساعات العمل الأسبوعى) لنستعيد روح ميدان التحرير من خلال عمل مؤسسى فى كل شارع مثلما كان الحال فى اللجان الشعبية التى أخرجت من المصريين أجمل ما فيهم. هذه اللجان تحول المقابر التى يدرس فيها الطلاب إلى مدارس حقيقية، وتحول مقالب القمامة التى نسير فيها إلى شوارع حقيقية، وهكذا. ظن البعض حين كتبت هذا الكلام من قبل أننى أستهدف مساعدة البلدية أو المحليات. الحقيقة أن الهدف هو مجتمع مدنى قوى بمعنى أن يكون ما يجمعنا من أهداف مشتركة فى الشارع الواحد والحى الواحد أكبر مما يفرقنا، وهذه ضمانة كبرى للديمقراطية تفوق الانتماء الحزبى فى تقديرى. ●●●التحدى الخامس هو التحدى الاقتصادى. لقد فقدت مصر من ودائع البنوك ما قيمته 8 مليارات من الجنيهات بسبب حالة الخوف التى انتابت كثيرين منذ أحداث ثورة تونس، وما يثير القلق إعلان البنك المركزى المصرى عن تراجع احتياطياته من النقد الأجنبى إلى 30.1 مليار دولار وذلك مقارنة مع 36 مليار دولار قُبيل الثورة. وهو ما يعود إلى تقلص عائدات البلاد من القطاع السياحى، وتراجع تحويلات المصريين العاملين فى الخارج، وعجز ميزان المدفوعات الذى يتمثل فى المعاملات التجارية والمالية التى تجريها الدولة مع العالم الخارجى. وقد بلغت قيمة هذا العجز ثلاثة مليارات دولار. أرجوكم بقدر ما نريد الثورة على الماضى، نريد بناء المستقبل. وهو ما لا يتحقق إلا بأن تكون هذه الثورة طاقة عمل حقيقية، كل فى جامعته أو شركته أو مصنعه. مصر ليست أقل من تركيا أو البرازيل. المهم ألا نستسلم لليأس ولصوت من احترفوا لعن الظلام ورفض أى طاقة نور ماداموا لا يستفيدون منها. هناك خمسة تحديات أمام المصريين اليوم تتطلب منهم خمسة أنواع من الاستجابات:

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل