المحتوى الرئيسى

ضربوا الدوري على جماهيره قال: خسرانة.. خسرانة

04/09 18:35

دبي - خاص (يوروسبورت عربية) ضربوا الأعور على عينه قال: خسرانة خسرانة".. ينطبق هذا المثل على عودة الدوري المصري.. فعودته أصبحت مثل إلغائه بل أن عودته أصبحت أكثر خطورة وأكثر كلفة. يعود لا يعود.. هذه هي الأزمة .. هي المشكلة التي تشغل بال الوسط الكروي، إذا عاد فهناك مكاسب وإذا لم يعد فهناك أيضا مكاسب.. وفي كل من الحالتين فهناك خسائر.. وأصبح الأمر مثل استفتاء التعديلات الدستورية والإجابة نعم أو لا، والتطبيق يكون شيء ثالث لا علاقة له بالإجابتين. المجلس العسكري وافق على عودة الدوري بشروط أبرزها أن يتولى النادي صاحب المباراة تأمين المباراة بنفسه وتفتيش الجماهير والحرص على خروج المباراة سالمة في غير وجود الشرطة. ويعقد سمير زاهر رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم اجتماعا خلال ساعات مع المسئولين بوزارة الداخلية المصرية للتعرف على موقف الوزارة النهائي من تأمين مباريات الدوري المقرر استئنافها الأربعاء المقبل. يأتي ذلك بعد أن أبلغ سمير زاهر مساعد وزير الداخلية لقطاع الأمن اللواء محسن حفظي برفض الأندية الخطاب الذي أرسلته والذي يتضمن موقفها من الإشراف على العملية الأمنية فقط دون القيام بها. ونظريا فشرط المجلس العسكري هو أمر طبيعي فالشرطة ليس من دورها تأمين المباريات، وفي أي مكان في العالم الشرطة لا تتدخل في تأمين المباريات سوى من الخارج أما داخل الاستادات فلا دخل للشرطة في الموضوع، ولكن كيف تقنع الكسول بالعمل؟.   الاعتراضات الأمنية أول المعترضين كان الإسماعيلي وأبلغ مسؤولوه اتحاد كرة القدم بعدم توافر أفراد أمن لدى النادي، ولن يكون لديهم القدرة على تفتيش الأفراد، وبالتالي ففريق الدراويش لن يستطع تحمل تلك المسؤولية الصعبة.وفقا للموقع الرسمي للنادي. أما الزمالك فجاء في بيانه ما يلي: "عودة الدوري بالجماهير مرتبطة بعودة الشرطة لسابق عهدنا بها بحيث تكون قادرة على تفتيش الجمهور بالبوابات وملاحظة الحالة بالمدرجات وضبط ما بحوزتهم من أسلحة نارية وبيضاء وشماريخ وخلافه مما يتمتع به من ضبطية قضائية وتدريب جيد وقدرة على السيطرة بالإضافة إلى احترام الجماهير لها كما أنها تستطيع تأمين الحكام والفريق الضيف والمراقبين وحتى توصيلهم لأماكن إقامتهم. أخيرا واستنادا إلى ما سلف فإن نادي الزمالك يعتذر عن تنفيذ تلك التوجيهات التي وردت بمذكرة الأمن العام لعدم قدرته على تنفيذها، آملين أن تقوم الشرطة بمهامها ونحن عن ثقة في تنفيذ ذلك". وتوالت احتجاجات الأندية متهربة من دورها الطبيعي في تأمين المباريات، وملقية بالعبء على جهاز الشرطة الذي هو غير قادر على تأمين الشوارع فكيف له أن يؤمن المباريات؟!. في حين غرد الأهلي عن السرب وأعلن تحمله المسؤولية التي هي أصلا مسؤوليته فخرج بطلاً أما الرأي العام رغم أنه لم يقدم بطولة من الأساس مع الاحترام للجميع ولكن أداء العمل في ظل إضراب الجميع ليس بطولة وإنما التزام.   أنين الخزائن وبصرف النظر عن الجانب الأمني فالكثير من الأندية ملأت الدنيا صياحا لإعادة الحياة للدوري، رافعين شعار "الحقونا من الإفلاس".. ففي ظل توقف الدوري تئن خزائن الأندية لتوقف مقابل البث التليفزيوني، والإعلاني، بالإضافة إلى مقابل الحضور الجماهيري ولكن هل تمتلئ الخزائن بإعادة الدوري؟!. الإجابة عن السؤال عمليا تأتي بلا، فحقيقة الأمر أن مقابل البث التليفزيوني يأتي من التليفزيون المصري الذي يعاني الأمرين من قضايا الفساد ومن خواء الخزائن ووجود معظم قياداته السابقة خلف قضبان السجون، وبالتالي فلا توجد سيولة يدفعها التليفزيون للأندية مقابل البث، وبناء عليه لن تدخل الخزائن أية أموال من هذا الشأن. الاتجاه الآخر لتمويل الأندية بعودة الدوري هو مقابل الإعلانات، والمسؤول عنه بشكل شبه كامل وكالة الأهرام للإعلان، والتي يرأسها حسن حمدي رئيس النادي الأهلي، وهو يعاني هو الآخر من اتهامات بالفساد وإهدار المال العام في الوكالة، كما تعاني خزائن الأهرام من أزمة كبرى نتيجة توقف المعلنين عن الإعلان بسبب الحالة الاقتصادية للبلاد، وبسبب سياسات الأهرام التحريرية الفاشلة في تغطية الأحداث، والتي وضعت الجريدة الكبرى في نطاق الصحف الأقل توزيعا، خلال فترة الثورة. وبالتالي يرفض المعلنين نشر إعلاناتهم في الجريدة الأكبر في الشرق الأوسط، واتجهوا للإعلان في صحف مثل المصري اليوم واليوم السابع والشروق، والذين سبقوا الأهرام بمراحل في أرقام التوزيع، وهو ما يعني أن وكالة الأهرام للإعلان قد تجد نفسها غير قادرة على دفع المبالغ المالية المطلوبة منها للأندية.. وحتى الآن كل ذلك يؤدي بنا إلى أن خزائن الأندية ستظل خاوية حتى مع عودة الدوري.   عبء أم ربح؟1 ثالث وسائل الربح لأندية الدوري هو الحضور الجماهيري، وهذا وفقا للمقاييس العالمية هو أحد أهم وسائل الربح للأندية، ولكن في مصر الأمر مختلف، فمعظم الأندية المصرية لا تملك استادات، وبالتالي تلجأ لتأجير الاستاد، فالأهلي والزمالك مثلا يؤجران استاد القاهرة أو المقاولون أو الكلية الحربية.. وتكلفة التأجير تتجاوز دخل الحضور الجماهيري أو على أقل تقدير تساويها، إلا في حالات نادرة فيتجاوز الدخل مصاريف التأجير والانتقال بمبالغ ضئيلة وهذا لا يتكرر سوى في مباريات الديربي والكلاسكيو أو في المباريات الحيوية، وبأي حال من الأحوال فمعظم الجماهير التي تحضر المباريات لا تشتري التذاكر وتدخل عنوة حتى أيام تأمين الشرطة كانت نسبة الحضور تتجاوز ضعف التذاكر المباعة. هذا إلى جانب أمر غاية في الأهمية ففي ظل تهرب الأندية من مسؤوليتها في التأمين وتعللها بعدم قدرتها على استقدام شركات أمن فإنهم قد يلجئون إلى موظفين عاديين، ووقتها ستدخل السنج والمطاوي بل والمسدسات أحيانا للاستادات، وقد تحدث اشتباكات وتكسير في مباني الاستادات مثلما حدث في لقاء الزمالك والأفريقي التونسي في موقعة "الجلابية" والذي بلغت فاتورته على الزمالك ما يتجاوز ربع مليون جنيه مصري يدفعها لإدارة الاستاد. وفي ظل كل المعطيات السابقة فعودة الدوري رغم فوائدها على الكرة المصرية والمنتخبات، وإلى آخره من هذه الأمور إلى أنها لن تفيد خزائن الأندية، بل على العكس قد تكون وبالا عليها، وعلى الجميع وقد تؤدي إلى ما لا يحمد عقباه. زياد فؤاد

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل