المحتوى الرئيسى

تحرير الأمس وتحرير اليوم

04/09 10:05

بقلم: دينا سمير 9 ابريل 2011 09:51:56 ص بتوقيت القاهرة تعليقات: 0 var addthis_pub = "mohamedtanna"; تحرير الأمس وتحرير اليوم  تحدث الكثير من الأفراد والكتاب من قبل عن روح التحرير الإيجابية، خاصة عن شمولية واتحاد الثوار بالرغم من اختلافاتهم الثقافية والاجتماعية والأيديولوجية. ولقد جاءت جمعة 1 أبريل التى سميت بجمعة إنقاذ الثورة معبرة «جزئيا» عن روح التحرير التى آثرتنا جميعا خلال فترة الثورة. ولكى أوضح ما أقصده بكلمة «جزئيا»، أود أن أسرد لكم مواقف شاهدتها قد تبدو بسيطة ولكنها معبرة. ولكنى فى البداية أؤكد أن هذا لا ينفى أن جمعة إنقاذ الثورة كانت إيجابية وانعكاسا لوعى الثوار بمطالبهم وإيمانهم بقضيتهم.الموقف الأول: شاب فى العشرينيات من عمرة يتفحص المارين من النساء ويوزع على بعضهن كتيبات عن الحجاب فى الإسلام، يراه شابا آخر يشرح له أن ما يفعله ليس فيه غضاضة وأنه من حقه أن يوزع تلك الكتيبات ولكنه يرى أن توقيت التوزيع غير مناسب، موضحا له أن الناس أتت إلى التحرير من أجل مطالب سياسية محددة، وإنه من الأفضل أن يتوحد الجميع حول مطالب الثورة. يحاول كل من الشابين إقناع الطرف الآخر بوجهة نظرة، ولكن كليهما يفشل وينتهى الحوار بسلام وبابتسامة من الطرفين.الموقف الثانى: شاب يتحدث مع شابين يحاول إقناعهما بالسلفية، لم أشهد كيف بدأ هذا الحوار ولكنى رأيت استطراد الشاب فى التحدث عن تاريخ السلفية وكيف أن السلفية هى أصل الإسلام على حد قوله. يلتف عدد من المارة، وتقطع الحديث فتاة منتقدة بعض أفعال السلفيين خلال الاستفتاء الدستورى، فيسألونها عن ديانتها حيث إن الموضوع له علاقة بالدين الإسلامى، ترد «أنا مسيحية»، فيرد عليها شاب آخر يقول لها «أنا من الإخوان» شارحا لها أنه لا ينبغى على المسيحيين أن يخافوا من أى من التيارات الإسلامية، قائلا: «انتوا المسيحيين، إحنا ها نضعكوا فوق رأسنا» ترد الفتاة «هذا تعبير يقال للضيوف، إحنا مصريين مثلكم»، وينتهى الحديث بين الأطراف المختلفة بدون الوصول إلى اتفاق معين، لكن ينتهى بسلام وبابتسامة من جميع الأطراف.مجموعة من الفتيات مختلفات فى الشكل والمستوى الاجتماعى يهتفون «مدنية مدنية».شاب فى الثلاثينيات من عمره يمسك الميكروفون، ويهتف «اشتراكية اشتراكية» شخص عابر يسمع الهتاف ويقول محدثا نفسه بصوت عال «يا عم قول إسلامية». شهدت أيام الثورة الأولى توحدا غير معهود حول مطلب واحد «سقوط النظام ورحيل الرئيس حسنى مبارك،» وتحت وطأة هذا الحلم ذابت الاختلافات بين الجميع، والآن وبعد ما تحقق الحلم وجاء الوقت لصناعة مستقبل جديد، يحاول كل طرف أن يعبر عن رؤيته الخاصة لهذا المستقبل النابعة من خلفيته ومعتقداته الشخصية. لا أنظر إلى ما شاهدته من زخم وتباين فى الاتجاهات يوم الجمعة فى التحرير على أنه أمر سلبى من حيث المبدأ، فالاختلاف فى الاتجاهات موجود فى كل الدول. ولكن أعتقد أنه لا يزال أمامنا طريق طويل لكى نتعلم أن نقبل اختلافات بعضنا، وألا «يشيطن» كل فرد من هو مختلف معه فى الفكر والشكل، ويحاول أن يضمه لفرقته، فإذا تخلصنا من فكرة «من ليس معنا فهو ضدنا»، سيشهد مجتمعنا ارتقاء فكريا. ولكى تنجح الثورة فى تحقيق مكاسب أكبر ومساعدة مصر إلى الانتقال إلى الديمقراطية المنشودة، يجب أن يتحد الجميع مجددا حول «مصر» وليس الأحلام الفئوية.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل