المحتوى الرئيسى

تحقيق- السياسة ليست اولوية للسعوديين في ظل المشاكل الاقتصادية

04/08 17:21

الرياض (رويترز) - يكاد يكون امتلاك منزل حلما بعيد المنال بالنسبة لسعد الدوسري في ظل راتبه الشهري الذي يبلغ خمسة الاف ريال في الشهر (1333 دولارا) والذي يجنيه من عمله كمعلم باحدى المدارس.ورغم أنه من رعايا واحدة من أغنى دول العالم واكبر دولة مصدرة للنفط فان الدوسري يعمل ليلا كسائق سيارة أجرة لتغطية نفقاته.ويقول الدوسري (28 عاما) وهو اب لطفل واحد بينما يقود سيارته وسط الزحام المروري بليل الرياض "أعمل بوظيفتين لانني أريد جني المزيد من المال... ظروفي المالية تهمني اكثر من الحياة السياسية."والسعودية اغنى من مصر بست مرات وتشير بيانات صندوق النقد الدولي الى أن نصيب الفرد بها من الناتج المحلي الاجمالي بلغ 16641 دولارا عام 2010 لكن معظم هذه الثروة في أيدي نخبة تحيط بأسرة ال سعود الحاكمة التي أسست البلاد.ولا تصل الثروة الضخمة على القمة الى القاعدة العريضة من الشعب ويقارن المواطنون السعوديون بين أوضاعهم وأوضاع الاثرياء الذين يستعينون باكثر من خادمة ويملكون عدة سيارات ويقضون عطلاتهم في الخارج.وشعر نشطاء سياسيون واصلاحيون بخيبة أمل لخلو برنامج المنح والمكافآت الذي أعلن عنه الملك عبد الله الشهر الماضي من اي تنازلات بخصوص الحقوق السياسية ناهيك عن التعديل الوزاري الذي كان يترقبه كثيرون.لكن على غرار الكثير من الشبان السعوديين لا يهتم الدوسري كثيرا برياح التغيير السياسي التي تجتاح معظم أنحاء العالم العربي وكان سعيدا بزيادة الرواتب وبرامج الرعاية الصحية وغيرها من الحوافز المالية التي قدمها الملك.ويقول اقتصاديون وخبراء ان ما بين 30 و50 في المئة من السعوديين يملكون منازل لكن اغلبية الشبان السعوديين لا يملكونها لان الحد الادنى للراتب الذي يتطلبه الحصول على قرض عقاري في المملكة ليس في متناول معظمهم. من ناحية أخرى فان أسعار العقارات في ارتفاع مما يجعل امتلاك السعوديين لمنازلهم اكثر صعوبة.ويحصل ابو بكر (32 عاما) وهو موظف بقسم خدمات الاستثمار في بنك سعودي بالعاصمة الرياض على راتب شهري قدره سبعة الاف ريال لكنه يشتكي من أنه لم يحصل الا على علاوتين خلال خمس سنوات.وهو محروم من الكثير من العطايا التي منحها الملك الشهر الماضي لانه يعمل في مؤسسة بالقطاع الخاص.ويقول "الاسعار باهظة في الرياض. تحتاج الى 500 الف ريال كحد أدنى لشراء منزل صغير و300 الف ريال لشراء شقة."ولم تشهد السعودية حليفة الولايات المتحدة احتجاجات حاشدة كتلك التي أسقطت زعيمي مصر وتونس هذا العام وتهدد الان الرئيس علي عبد الله صالح في اليمن المجاور.وفي مواجهة الوجود الكثيف لقوات الامن في أنحاء البلاد لم يستجب اي سعوديين تقريبا في المدن الكبرى لدعوة للاحتجاج في 11 مارس اذار تم توجيهها عبر موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي.وقال المعلق السعودي جمال خاشقجي انه يعتقد أنه لم تكن هناك خطة للاحتجاج ولا حركة او شبكة.واضاف أن الاوضاع في السعودية ليست شديدة السوء بالمقارنة بدول أخرى في المنطقة. وتابع أن مطلب التغيير السياسي يحمله المثقفون والنخبة وليس أغلبية السكان.وتهيمن الاسرة الحاكمة على الساحة العامة في السعودية التي تحظر فيها الاحزاب السياسية والاحتجاجات وليس لها برلمان منتخب.ويشغل كبار الامراء مناصب رئيسية في الحكومة وقضى بعضهم في مناصبهم اكثر من أربعة عقود.واقتصرت معظم المظاهرات على شرق المملكة المنتج للنفط حيث نظمت الاقلية الشيعية سلسلة احتجاجات سلمية الى حد بعيد تضامنا مع شيعة البحرين وللمطالبة بحريات سياسية في الداخل.كما تجمع سعوديون امام وزارة الداخلية في الرياض للمطالبة بالافراج عن أقاربهم المسجونين.واعترف حكام المملكة بأن الفقر أحد المشاكل في المملكة وذلك منذ زار الملك عبد الله حين كان وليا للعهد منطقة فقيرة بالرياض عام 2002 .والمنح والمكافات التي جاءت نتيجة للانتفاضات التي اجتاحت العالم العربي تقررت في اطار جهود للقيام بنوع من اعادة توزيع الثروة في أرض شاسعة تحوي مناطق جبلية وصحراوية فقيرة ومناطق حضرية كالرياض بضواحيها الكبيرة التي تضم فيلات لا حصر لها.وكانت الحكومة تأمل أن يعطي التشجيع على المشاركة في ملكية الشركات الحكومية والخاصة من خلال الاسهم المطروحة في البورصة دفعة للمواطنين السعوديين لكن انهيار السوق في عامي 2006 و2007 جرد كثيرين من مدخراتهم.وقال جون سفاكياناكيس كبير الاقتصاديين بالبنك السعودي الفرنسي " بغض النظر عن الوضع السياسي في المنطقة فان الاقتصاد اكثر اهمية بكثير وهو لب المشكلة."وأضاف "السعودية ليس لديها خيار عدم الاصلاح الاقتصادي والمسألة لا تتعلق بمتى ولكن بمدى السرعة."وعلى الرغم من ثروة المملكة فان بها معدلا مرتفعا للبطالة لان نظام التعليم الذي يركز على الدراسات الدينية واللغة العربية يفرز خريجين يواجهون صعوبة في العثور على وظائف بالقطاع الخاص.ويضطر الكثير من السعوديين الى العمل كسائقي سيارات أجرة وحراس أمن او في وظائف أخرى منخفضة الرواتب لتغطية نفقات الحياة.وتوفر المملكة لمواطنيها البالغ عددهم 18 مليون نسمة مزايا اجتماعية لكنها تعتبر اقل سخاء من تلك التي تقدمها دول خليجية منتجة للنفط مثل الكويت وقطر.وجلس احمد وهو حارس امن بأحد المراكز التجارية في العاصمة يتأمل مستقبله.وأحمد من جازان في جنوب المملكة ويعول والدته وأشقاءه في سكن ايجاره 2250 ريالا شهريا ويحلم بأن يؤسس أسرة صغيرة.قال "أحيانا أفكر انني لن أتزوج لاني لست سوى حارس أمن. الزواج مكلف جدا وانا لا أملك منزلا. المنزل هو أقل ما أستطيع أن أقدمه لها."واستطرد قائلا "السياسة ليست أولوية بالنسبة لي."من جيسون بنهم وابراهيم المطوع

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل