الهـدنة.. أفـضل

مع تقديرنا الكامل لكفاح الثوار الليبيين العادل تماماً ضد نظام معمر القذافي. فإن افضل نصيحة توجه لهم في الوقت الحالي هي السعي للوصول إلي حل وسط او هدنة علي الأقل مع ذلك النظام حقناً لدماء الشعب الليبي. وألا يأملوا الحصول علي أي فائدة من وراء تلك العملية الاستعراضية التي يقوم بها الحلف بزعم حماية المدنيين من قوات القذافي تنفيذاً لقرار صادر من مجلس الأمن.الصورة باتت واضحة للعيان وهي توجيه ضربات غير مؤثرة علي الإطلاق لا يتضرر منها سوي المدنيين سواء في المناطق الخاضعة لنفوذ الثوار او لنفوذ القذافي. هذا بينما تمضي قوات القذافي قدماً في عدوانها علي المدن الخاضعة للثوار. بل وتزداد وحشية كل يوم. حتي انها بدأت في استهداف المنشآت البترولية لتمنع الثوار من تصدير بترولهم للغرب.بات من المألوف ان نطالع مشهد أعمدة الدخان السوداء التي تتصاعد من حقول البترول وخطوط الانابيب والمستودعات وغيرها بعد ان تقصفها قوات القذافي. مما يهدد بكوارث بيئية وصحية للمواطنين.لا ننسي مشهد المواطنين وهم ينزحون من المدن الليبية تحت تأثير الضربات الوحشية بالمدفعية والصواريخ لنجد انفسنا امام أزمة لاجئين انسانية جديدة.. بينما تملك قوات القذافي احدث الاسلحة وعلي درجة عالية من التدريب نجد الوضع علي العكس في معسكر الثوار.من يدري ربما كان هناك تواطؤ بين الغرب والقذافي او مؤامراة لتقسيم ليبيا او مخطط لاحتلالها فضلاً عن احتمالات عديدة يتحدث عنها المتابعون لتطورات الأحداث.عموماً.. كان علي الثوار ألا يثقوا في الغرب وهو يتظاهر بالسعي إلي حمايتهم. هذا الغرب نفسه هو الذي يترك اسرائيل ترتكب ابشع الجرائم في حق الشعب الفلسطيني دون ان يحرك ساكناً. وهو ايضا الذي يحتل العراق وافغانستان. ومثل هذا الطرف لا يرجي من ورائه خير. ونكررها مرة اخري.. الهدنة الخيار المناسب الآن لصالح الشعب الليبي. ونرجو ان تكون غارة الناتو الأخيرة علي اجدابيا والتي قتل فيها 13 من الثوار "بنيران صديقة عن طريق الخطأ طبعا" دليلاً يدعم ما نطالب به.