المحتوى الرئيسى

النساء في "الخدمات الطبية العسكرية"..عمل دؤوب وإنجازات رغم الحصار

04/08 15:04

غزة-أسماء يوسف الخدمات الطبية العسكرية مؤسسة حكومية صحية تعمل على تقديم الخدمات الطبية والصحية لأفراد الأجهزة الأمنية التابعين لوزارة الداخلية، ولكل من يحتاجون للرعاية الصحية على قدم المساواة، وهي إحدى أهم روافد وزارة الداخلية، وتهدف إلى المحافظة على القوى البشرية والأجهزة الأمنية، وتلعب النساء دوراً بارزاً في هذه المؤسسة الطبية العسكرية، فلكل واحدة منهن عملها المختصة به والتي تحاول دائماً تأديته على أكمل وجه دون تقصير. "نساء من أجل فلسطين" التقت عدد منهن لتتعرف على طبيعة عملهن في المؤسسة وكان لها التقرير التالي: معهد ضباط الاسعاف الملازم نهاد السعودي، إحدى الفتيات العاملات في المؤسسة، والتي أنهت دراستها الجامعية في الجغرافيا لتلتحق بعدها بركب الخدمات الطبية العسكرية، وتعمل حالياً في معهد ضباط الاسعاف وتأهيل السائقين، فبدأت حديثها قائلة: "في ظل الظروف التي يمر بها مجتمعنا الفلسطيني، تقف المرأة بما تملك من فكر ومعرفة وخبرة جنباً إلى جنب مع الرجل"، مضيفةً: "المرأة في الخدمات الطبية العسكرية طبيبة أبدعت في تخصصها وتحدت المعيقات والعقبات، فأروقة مديرية الخدمات الطبية العسكرية تكاد لا تخلو من الكادر النسائي". لم يقتصر عمل النساء في الخدمات الطبية العسكرية على المهن الطبية فقط بل توسعت لتشمل إعطاء المحاضرات والندوات التثقيفية، وهذا الدور كان ملق على عاتق السعودي، فتابعت: "نعقد كل فترة بالتنسيق مع المديرية لإعطاء محاضرات تثقيفية سواء لطلبة المدارس أو الجامعات وأيضاً للعاملين في الخدمات من النساء، وتمتد من بيت حانون حتى رفح". أما على صعيد حالات الطوارئ فإن مديرية الخدمات العسكرية تعمل على إخلاء موظفيها إلى عدد من الأماكن طلباً للأمن والأمان، ولتقديم كل ما أمكن من المساعدة لأبناء شعبهم، وأضافت: "نحن بالغالب لا نشعر بحالات الإخلاء بسبب انغماسنا بالعمل، ولأننا نعمل مع جميع فئات المجتمع فكل ما يهمنا هو تقديم المساعدة اللازمة". وأعربت السعودي عن أملها في أن تستطيع إيصال العلم الذي تمتلكه لجميع شرائح المجتمع، وأن ترتقى بمستواها إلى أعلى المراتب. العمل جزء منا تختلف الأقسام التي تعمل بها النساء في الخدمات الطبية العسكرية، فهناك قسم المختبرات والذي يضم حوالي سبع موظفات، كل منهن لها عملها الخاص بها، فالعاملة في المختبرات الطبية والمشرفة عليه بادرة السعودي قالت: "بعد ثلاث سنوات من العمل بالخدمات الطبية العسكرية أصبحنا نملك الجرأة والشجاعة لعمل أي شيء، فنحن هنا نقدم الخدمات للعسكريين والمدنيين على حد سواء"، مضيفة: "عندما تم قبولنا في المؤسسة شعرت بنوع من الخوف لما تتمتع به من خصوصية ولتعلقها بالعسكريين، لكننا سرعان ما تأقلمنا على الوضع وأصبحنا لا نعمل حساب لا للطوارئ ولا لحالات الاخلاء، لأن هذا العمل أصبح جزءًا منا". على صعيد آخر التقينا فنية الأشعة أسماء أبو موسى لتعرفنا على طبيعة عملها قائلة: "أعمل في هذا القسم كفنية إشاعة، وعملي مقتصر على النساء فقط، أما الرجال فلهم المسئول عنهم"، مضيفة: "تكمن صعوبة العمل في الخدمات الطبية العسكرية على العبء العملي إلى جانب عبء الطريق خصوصاً في أوقات الطوارئ حيث أسكن في مدينة رفح". وأوضحت موسى أن العمل فترة الاخلاء والحروب من أصعب الفترات، وتكون مبنية على خطة طوارئ يجب الالتزام بها، ولكنها تستمتع بعملها لأنها تقدم المساعدة التي تستطيع عليها لأبناء شعبها. هكذا هن النساء، موظفات وأمهات، لا يؤخرهن شيء عن أداء عملهن، فعلى الرغم من الظروف الصعبة التي يمر بها شعبنا إلا وتجدهن حاضرات في كل وقت دون كلل أو ملل، وهذا ما يتطلبه قسم النساء والتوليد، فكفاح أبو عجينة الممرضة في القسم تحرص دائما على أن تكون حاضرة في كل الأوقات غير عابئة بظروف الاخلاء والطوارئ، وقالت: "مهنتنا مهنة إنسانية ونحاول دائماً تقديم المساعدة بالإمكانيات المتوفرة لدينا مهما قلّت". مؤسسة أمنية إنسانية في ذات السياق أوضح الدكتور المقدم إيهاب الدالي مدير العلاقات العامة والإعلام في الخدمات الطبية العسكرية أن عمل الخدمات الطبية العسكرية هو المحافظة على القوى البشرية في الأجهزة الأمنية، لافتاً إلى أنها تعكس صورة وزارة الداخلية كونها مؤسسة أمنية وإنسانية على حد سواء. وقال: "بعد أحداث حزيران 2007 استنكف معظم الكادر الطبي والإداري المتواجد في مراكز مديرية الخدمة وأصبح العمل فيها مقتصراً على خمسين طبيباً بدلاً من 1600من بداية الأحداث، أما الآن فقد وصل عدد العاملين فيها حوالي 650 موظفاً منهم ما يقرب من 50-60موظفة"، مضيفاً: "أما بالنسبة لالتحاقهن بالخدمات فيكون عبر الامتحانات والمقابلات ومن ثم الاختيار ولا يشترط أن تكون حاملة للشهادة الجامعية وإنما تتوقف حسب طبيعة عملها في المؤسسة". وأشار إلى أنه وبعد قرابة خمسة أعوام على أحداث الانقسام الداخلي هناك مستشفيان يعملان بالخدمات الطبية بالإضافة إلى عشرة عيادات تعمل على مستوى قطاع غزة". انجازات وتطورات حرصت قيادة الخدمات الطبية خلال الفترة الماضية على تطوير أداء وعمل الخدمات الطبية لتقدم أفضل خدمة صحية ممكنة لأفراد الأجهزة الأمنية وذويهم ولكل من يحتاج للخدمة الصحية من خلال افتتاح عدد من العيادات والمراكز الصحية مثل "عيادة الجوازات، وعيادة كلية الشرطة" إضافة إلي إعادة تشغيل عيادة مركز الإصلاح والتأهيل التي دمرها العدو خلال الحرب، وأضاف: "عملنا أيضاً على تطوير عيادة المحافظة الوسطى ونقلها في مكان يسهل على المواطنين الوصول إليه"، متابعاً: "قمنا باستحداث أقسام جديدة في عيادة الشاطئ، والتي تعتبر من عيادات الخدمات المركزية مثل" قسم الطب البديل والتداوي بالأعشاب، وقسم علاج اضطرابات التخاطب ومشاكل الكلام، وقسم التركيبات السنية وهو الوحيد على مستوى الحكومة في قطاع غزة حيث يقدم خدمة سنية مميزة بتكاليف بسيطة، للتخفيف على أبناء الأجهزة الأمنية وذويهم". كأي مؤسسة صحية وغير صحية عانت الخدمات الطبية العسكرية جراء الحرب على غزة وبعدها إلا أنها أثبتت كفاءة وقدرة على تحدي الصعاب وقال: "لأن عام 2009 كان بالنسبة لنا في الخدمات الطبية عاماً للتحدي جراء كل ما تعرضنا له خلال الحرب على غزة، استطعنا بفضل الله وتوفيقه تقديم الخدمة الصحية في مختلف التخصصات لأكثر من 350ألف من أبناء شعبنا، وهذا شرف كبير لنا بفضل الله". الخدمات ونظرة مستقبلية لا شك أن كل مؤسسة لديها الإرادة والعزيمة وتطمح لأن تكون متميزة، وتعمل على تطوير نفسها وباستمرار، وهذا ما تحرص عليه الخدمات الطبية كمؤسسة صحية فلسطينية تقدم خدمة صحية لفئة عظيمة من أبناء هذا الشعب وهي فئة رجال الأمن الذين يحفظون أمن الوطن والمواطن، منهاافتتاح مراكز وأقسام جديدة ومميزة، وجذب كفاءات علمية قادرة على الإبداع على المستوى الفني والإداري، وتطوير العلاقة بين الخدمات الطبية ومختلف المؤسسات الصحية ومؤسسات المجتمع المدني، وإقامة علاقات قوية ومميزة مع مختلف الأجهزة الأمنية بما يخدم المصلحة العامة لوزارة الداخلية، ونشر الوعي الصحي بين مختلف شرائح المجتمع من خلال إعطاء دورات في مجال الإسعافات الأولية.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل