المحتوى الرئيسى

أميرة موناكو الجديدة تتدرب على حمل اللقب المرموق

04/08 13:53

مع اقتراب موعد زفافها إلى ألبير الثاني، أمير موناكو، تبدو بطلة السباحة الجنوب أفريقية شارلين وتستوك وكأنها في سباق مع الزمن لكي تكمل استعداداتها لاحتلال المكانة التي كانت تشغلها، من قبل، أميرة أُسطورية تدعى غريس كيلي. إنها مهمة صعبة وحساسة تماما، خصوصا أن غريس رحلت قبل نحو 30 عاما، في حادث سيارة، تاركة فراغا لم تتمكن أي من ابنتيها من ملئه تماما. ليس مطلوبا من شارلين، المولودة عام 1978 في زيمبابوي، أن تكون نابهة وجميلة فحسب. بل لا بد لها من أن تكسب قلوب شعبها، أي سكان موناكو، وأن تتقن أُصول البروتوكول التي تسمح لها بحسن التصرف، لا مع الناس البسطاء وإنما، أيضا، في لقاءاتها المنتظرة مع أصحاب الجلالة والسمو والسعادة، وكذلك مع حاملي الرتب العسكرية، أو الكنسية، ابتداء من البابا ومرورا بالكرادلة والبطاركة وحتى أصغر كاهن أو راهبة. ولعل ما يواسيها، وهي تتلقى كل هذه التدريبات، علمها بأن شابة بريطانية تدعى كيت ميدلتون تواجه الاختبار نفسه وهي تستعد للاقتران بنجل ولي العهد البريطاني، الأمير ويليام. وتعرف شارلين، أيضا، أن عرسها لن يكون عرس الموسم لأن الحدث البريطاني السعيد سيغطي على كل ما عداه، وهذا يخفف من الضغوط الواقعة عليها. وهناك واجبات التدرب على مواجهة المصورين والرد على أسئلة وسائل الإعلام. فليس من الهين فقدان حرية الحركة والتحول إلى شخصية شهيرة يطاردها «البابارازي» حيثما حلت وتنقلت. كما أن هناك فروض الأناقة والإتيكيت، وماذا عليها أن ترتدي في المناسبات الرسمية أو في حفلات العشاء والمآدب الكبرى، وكذلك في الأعياد والاحتفالات الوطنية، أو في الجنازات الملكية. لذلك صار عليها أن تخصص جانبا كبيرا من وقتها لقياس الفساتين والبدلات التي يعكف على إعدادها لها كبار مصممي باريس وميلانو ونيويورك وغيرهم. فقد وقع اختيارها على جيورجيو أرماني لكي يرسم لها أحد الفساتين التي سترتديها خلال احتفالات العرس والتي من المنتظر أن تستمر لأسبوعين. كما صمم لها مايكل كورس فستانا أميريا من الحرير اللؤلؤي اللون لكي تلتقط صورة للنشر في مجلة «باري ماتش» الباريسية، وكذلك ظهرت في ثوب صيفي طويل من الساتان المقلم بالأبيض والأسود، من تصميم رالف لورين، بدت فيه وهي ترفع شعرها الأشقر فوق رأسها أقرب ما تكون إلى صورة الأميرة الراحلة غريس في شبابها. هل يكفي شارلين أن تكون، مثل غريس، شقراء وجميلة ورياضية وفارعة الطول لكي تتصدى للقب أميرة موناكو الجديدة؟ لقد رفض الأمير السابق رينيه أن يقترن بسيدة ثانية بعد مصرع زوجته، نجمة هوليوود الأميركية التي عرفت كيف تستحوذ على قلوب سكان الإمارة الصغيرة الرابضة فوق صخرة على الساحل الشمالي للمتوسط. وقد كان على ابنته الكبرى، الأميرة كارولين، أن تشغل الفراغ الكبير، مستعينة بشعبيتها وشهرتها وأناقتها وعلاقاتها الكثيرة مع أوساط النخبة. وهي قد نجحت إلى حد ما، لكن مشكلاتها الخاصة كانت أقوى منها، بل هو القدر الذي ضربها عدة مرات، فخاضت معركة طويلة لإلغاء ارتباطها بزوجها الأول الذي لم يصنها، ثم فقدت زوجها الثاني في حادث انقلاب زورق سريع، وانفصلت عن زوجها الثالث بسبب عنفه وخيانته لها. أما الابنة الثانية لرينيه، الأميرة ستيفاني، فقد انشغلت بمغامراتها العاطفية بشكل لم يكن يتناسب والصورة المفترضة لأميرة موناكو. ظل الأمل معقودا على الشقيق الوحيد، ألبير، لكي يتزوج ويحل المشكلة. لكن مشكلات هذا الأخير بدت معقدة بحيث ساورت الشكوك مواطني الإمارة في قدرته على أن يشغل كرسي الحكم بعد أبيه. وكانت مشكلة الأمير أنه تأخر في الزواج دونما سبب واضح. ومما زاد الطين بلة الفضائح التي لاحقته واضطراره للاعتراف بوجود طفلة غير شرعية له، ولدت من علاقة مع نادلة أميركية، وطفل غير شرعي أيضا، ولد من علاقة مع مضيفة جوية أفريقية. وقد اعترف بأُبوته له دون أن يكون وريثا للعرش، لكن قانون الإمارة لا يسمح بولاية العهد إلا للأبناء المولودين من فراش الزوجية. لكن الأُمور تغيرت منذ اليوم الذي نشرت فيه صور للأمير وهو يتبادل الضحكات واللفتات الحميمة مع شابة شقراء طويلة أثناء حضوره دورة الألعاب الأُولمبية الشتوية في مدينة تورينو الإيطالية. وبدل أن تتركز عدسات المصورين على الحلبات، فإنها استقرت على الحبيبين الجالسين في منصة الشرف. وأدرك الجميع أن في الأمر بوادر علاقة لن تكون عابرة كغيرها، ولا سرية، طالما أن ألبير اختار مناسبة عامة وعالمية لإعلان مظاهر الحب الجديد الذي يعيشه مع الشابة التي سرعان ما تبين أنها بطلة في السباحة ومن مواطني جنوب أفريقيا. أفضل ما في شارلين أنها لم تحاول أن تقلد أيا من أميرات أُوروبا السابقات واللاحقات. لقد كانت ذكية حين عرفت كيف تصبر على الأمير ست سنوات وتنتظر اللحظة التي يتجاوز فيها مخاوفه وتردده لكي يقرر أن يرتبط بها رسميا، هو الذي كان يخاف كل أشكال الارتباطات والواجبات، إلا ما كان متعلقا منها بالنشاط الرياضي. لقد رسمت الخطيبة الجنوب أفريقية شخصية خاصة بها تقوم على التواضع في المظهر والتواري في ظل الأمير. وكان من أبرز ما اتخذته من قرارات، بالتشاور معه، الاعتذار عن قبول هدايا العرس والطلب إلى مرسليها بالتبرع بأثمانها إلى الجمعيات الخيرية. صار لشارلين مكتب في القصر الأميري، ولها طاقم من المساعدين والسكرتيرات، لكنها ما زالت تحصر نشاطها في العمل الإنساني، وتمضي جانبا من وقتها في المشي على القدمين والسباحة ولعب الغولف لساعات طوال. ويحدث أن تخرج إلى المقاهي القريبة لشرب فنجان من القهوة مع إحدى صديقاتها، أو تستفيد من الشمس الربيعية لمد ساقيها ومطالعة صحيفة «الهيرالد تريبيون» أو مجلة «التايم». ولا تنسى أميرة المستقبل ضرورة تحسين لغتها الفرنسية، طالما أنها تعيش في إمارة تستقر «في جيب» الخالة فرنسا. وهي تحب قراءة الروايات بلغة فولتير، أو كتب مواطنتها نادين غورديمر الحائزة «نوبل» في الأدب. حتى إذا حل المساء وبانت في الأُفق سهرة أو مناسبة اجتماعية من تلك التي تزدحم بها المدن الواقعة على شواطئ المتوسط، عندها يكون على شارلين أن تخلع رداء البطلة الرياضية والشابة العادية لكي ترتدي فساتين «السواريه» ومجوهرات الأميرات.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل