انقلبت عروشهم بقلم :نجلاء نصير

سؤال يطرح نفسه بقوة ،مالذي يجعل عروش الملوك والرؤساء تزلزل الآن؟ هل الكبر؟ أم الجبن! فهم حولوا الحياة في بلادهم إلى دول بوليسية يحتمون من شعوبهم ،بدلا من حمايتهم ،يكممون الأفواه ،ويقتلون شعاع الحقيقة ،لكن الحقيقة الأكيدة هي:أن هؤلاء الحكام يتسمون بالجبن من المصير المحتوم ،لكل خائن قتل وأباد الأبرياء،فهم يخشون يراع التاريخ ،أكثرمن خوفهم من لقاء رب العالمين، قال جمال الدين الأفغاني: (الجبن هو الذي أوهن دعائم الممالك فهدم بناءها...وهو الذي أوهن عزائم الملوك فانقلبت عروشهم..) فالجبن وحده ليس الصلف والكبرياء هو من يجعل الحكام يتمسكون بكرسي السلطة لآخر لحظة،بل هو ما يجعلهم لا يتعظون رغم تكرار السيناريو مع بن علي ومبارك ،هما خرجا لشعوبهم بخطابيهما في اللحظة الأخيرة،فالرئيس المخلوع محمد حسني مبارك لم يخرج للثوار ولم يهتم بهم وذلك في حد ذاته قمة الجبن ،نعم فالشجاعة كانت تقتدي المواجهة لا المراوغة والاحتيال على شعب خلع قبعة الاستسلام والخضوع،فكان يمكنهم الخروج الآمن الذي يحفظ ماء الوجه ،لكن الجبن وحده هو من أورثهم هذا الصلف ،وهذا المصير المخزي لبن علي ومبارك ،هو الذي أورث الحكام العرب الجبن العظيم ،لذلك استخدموا كل أسلحة القمع والابادة بما فيها الاغتصاب كما فعل القذافي بشعب ليبيا ،أوالتلويح بورقة الانقسام ،أو الطائفية . الخميس 7 ابريل 2011 نجلاء نصير