المحتوى الرئيسى

شيخ الأزهر: الإسلام يكفل الحرية ويحمي القانون

04/07 18:04

كتب- أسامة عبد السلام: أكد فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الجامع الأزهر، أن الحرية فريضة من فرائض الإسلام؛ حيث تنطلق من المحتوى الحقيقي للإنسان الذي يجمع بين المادة، والروح وتتسم بالانضباط، موضحًا أن الإسلام يرفض الحريات المطلقة التي ليس لها سقف، أو المحدودة التي تصادر جوانب عديدة لحريات الأفراد لحساب جهةٍ على الأخرى.   وشدد خلال ندوة "الإسلام والحرية.. وسيادة القانون" التي نظمها بمركز الأزهر للمؤتمرات ظهر اليوم، على أن الحريات في الإسلام منضبطة بالقيم الأخلاقية والمثل العليا، وتحقق العدالة الاجتماعية، وليست منفلتةً؛ حيث إنها ترتبط بتمسك المجتمع بالعقيدة والخلفية الخلقية ومقوماتها وسبل السعادة وعاطفة الأخوة والعدالة الاجتماعية والتعاون والتكافل؛ لضمان استقراره ووحدته.   وأوضح أن الحرية في الإسلام تهدف إلى انضباط المجتمع الإنساني، وتحمل طابع المسئولية الخاصة والعامة وتحمي الثوابت والأصول، وتقوم بتوجيه إرادة الأفراد إلى البناء والنهضة، وليست مطلقة أو مصادرة، ولكنها مقيدة بأُطر شرعية لا تشعر الفرد بأنه قد انتقص من حريته في إيتاء الزكاة التي هي أحد فرائض الإسلام؛ حيث إن المسلم يدفعها طواعيةً وليس مجبرًا.   وأكد فضيلته أن الحرية في الإسلام تربي المسلمين على التحرر الذاتي من خلال الإيمان بالله تعالى، والانحياز للقيم الأخلاقية والمثل العليا التي لا تخضع لتغيير أو تبديل، وتتهاوى أمامها دعاوى الانقلاب عليها عقلاً وشرعًا.   وقال: إن هذا التحرر عند المسلمين يعدُّ الضامن الأساسي لاتساع رقعة أعمال البر والخير في المجتمع العربي والإسلامي ويُسهم في إعادتها إلى الريادة العالمية وصدارة الأمم.   وأوضح أن إيتاء المسلم للزكاة لا يفقده حقه في الحرية؛ لأنها من أجل مصلحة تعود على غيره في الدنيا، وتعود عليه في وقتٍ قد يكون قريبًا أو بعيدًا؛ حيث إن الزكاة في شكلها الخارجي عند الغرب تنافي حرية الإنسان في التملك، وهو ما يُسمَّى بالتحديد الذاتي للحرية عند المسلمين، وهو ما يرد على الدعاوى الغربية التي تقول إن الزكاة انتقاصٌ للحرية عند المسلمين، واصفًا إياه بأنه سفسطة لا تتضمن قيمة علمية.   من جانبه، أكد د. أحمد كمال أبو المجد عضو مجمع البحوث الإسلامية أن المجتمعات العربية والإسلامية تعاني فجواتٍ وقصورًا في تحقيق العدالة الاجتماعية، وضعف الحضور الحقيقي للإسلام، مطالبًا الأمة بمواجهة الفجوات الداخلية التي تعانيها، والقضاء على الظواهر الاجتماعية السلبية للوصول إلى مرحلة الثقة في الذات وفي الآخرين.   وحذَّر من اختفاء مواقف الأمة خلف الأقنعة التي لا تظهر الحقائق، وعلاجها من خلال المؤسسة التعليمية والأزهر الشريف الذي يجب أن نعمل جميعًا على استعادة دوره ومكانته وهيبته عالميًّا.   وطالب علماء ودعاة الأزهر بمواجهة فجوة علاقاتنا بالغرب والدعاوى الغربية المضللة التي أسهمت في تكوين صورة مشوهة عن الإسلام بالسعي بجديةٍ على نشر وسطيته واعتداله.   كما أكد د. حسن الشافعي أستاذ الشريعة الإسلامية بكلية دار العلوم أن التشريع نظَّم حياة الناس، وأتاحت الشريعة لغير المسلمين الاحتكام لشرائعهم، كما حمت حقوق الناس، وخاصةً الضعفاء.   وقال د. محمد عبد الفضيل القوصي نائب رئيس الرابطة العالمية لخريجي الأزهر: "إننا إذا بحثنا في الإسلام وجدنا الحرية ووجدنا سيادة القانون، فالإسلام في حدِّ ذاته حرية، حرر العباد من عبودية غير الله"، مشيرًا إلى أن سيادة القانون مقرونة بالتكاليف والمقاصد الشرعية وهما محيطان متوازيان ينبغي التوفيق بينهما.   وأوضحت د. نيفين أحمد عبد الله مدير الأبحاث بجمعية الكرامة بواشنطن، أن الحرية مبدأ إسلامي مكفول للجميع يراعي المبادئ العامة، مشيرةً إلى أن قواعد القانون عامة ومجردة تطبق على عامة الناس بلا استثناء، وهذا هو المفهوم الذي رسَّخه الإسلام ورسخه الرسول صلى الله عليه وسلم حتى مع ابنته فاطمة في الحديث الشهير "لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها".

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل