الحكومات العربية الجديدة تحارب تصاعد أسعار المحروقات والمواد الغذائية بالدعم

واشنطن - بيير غانم حذّر رئيس صندوق النقد الدولي "دومينيك ستراوس كان" من أن بلداناً في العالم العربي مثل تونس ومصر ستواجه اضطرابات بسبب تراجع دخلها من السياحة في الربع الأول من العام الجاري، لاسيما أن أسعار النفط والمواد الغذائية تصاعدت مؤخراً إلى مستوى الأزمة في العام 2008. وأضاف ستراوس كان أن أحد أسباب الأزمة المقبلة هو تقديم هذه الدول دعماً للمواد الغذائية، ولبعض القطاعات، إذ ليس من المفيد أن تواجه هذه الدول تحديات إضافية بعد "ستة أشهر" على سبيل المثال بعدما واجهت الآن تغيرات سياسات. الحكومات الجديدة و"تلبية حاجات الشعب" وأشار رئيس صندوق النقد الدولي في لقاء حضرته "العربية" شمل مجموعة صغيرة من الصحافيين العرب في العاصمة الأمريكية واشنطن إلى أن الدول المستوردة للنفط ربما تواجه صعوبات أكثر من غيرها، مشيراً إلى أن "الحكومات الجديدة تميل إلى تلبية حاجات الشعب، خصوصاً في فترة تتصاعد فيها أسعار النفط والمواد الغذائية، وهذا مفهوم، لكن ذلك ربما يخلق صعوبات في المستقبل". وأكد ستراوس كان أن صندوق النقد يحاول مساعدة الدول ومن الأفضل حلّ المشاكل عاجلاً، لأن الانتظار لا يصلح مشكلة، منوهاً أن صرف أموال على الدعم خلال فترة ستة أشهر سيراكم المدفوعات، فهناك دول تخصص 3 بالمئة من دخلها القومي للدعم ومساعدة القطاعات الضعيفة من الشعب، "لكن 3 بالمئة رقم ضخم". البطالة قنبلة موقوتة في شمال إفريقيا وفي السياق ذاته ذكّر أن العامل السكاني في شمال افريقيا وبعض دول الشرق الأوسط يشكل قنبلة موقوتة بسبب البطالة، وهناك حاجة لخلق 80 مليون فرصة عمل بحسب تقديرات الخريف الماضي، يُضاف إلى ذلك غياب العدالة في توزيع الثروة الوطنية بين أبناء الشعب "فالأغنياء يستفيدون، وباقي أفراد الشعب يحرمون من التسهيلات النقدية، وقال "من المفهوم أن تحصل اضطرابات في مجتمعات كهذه لأن الوضع غير مقبول، وربما يكون الفقر مقبولاً لو أن الكل فقراء" وتابع القول إلى أن أسعار المحروقات والمواد الغذائية تصاعدت إلى نسب العام 2008 خلال الأزمة الاقتصادية والتكلفة يدفعها المواطن مباشرة أو خزينة الدولة من خلال الدعم الذي قد يصل لدعم النفط بــ 3 بالمئة من الناتج القومي، وواحد بالمئة لدعم المواد الغذائية، و"هذا رقم ضخم" وعندما أشار إلى سوريا قال "بالنسبة إلى سوريا هذا بالتأكيد رقم ضخم".