المحتوى الرئيسى

إسماعيل بدر: جولد ستون .. الصهيونية والندم

04/07 12:20

فى الثالث من ابريل 2009 أنشأ رئيس مجلس حقوق الإنسان بعثة الأمم المتحدة لتقصى الحقائق بشأن العدوان الصهيوني على غزة وبالطبع لم يقل قرار إنشاء البعثة العدوان الصهيوني على غزة ولكنه قال النزاع في غزة وبعد أن كانت المناقشات تدور حول رصد انتهاكات إسرائيل لقانون حقوق الإنسان الدولي والقانون الإنساني انتهت إلى ولاية للجنة قوامها ( التحقيق في جميع انتهاكات قانون حقوق الإنسان الدولي والقانون الإنساني الدولي التي تكون قد ارتكبت في أي وقت في سياق العمليات العسكرية التي جرى القيام بها في غزة في أثناء الفترة من 27 كانون الأول / ديسمبر 2008 / يناير 2009 سواء ارتكبت قبل هذه العمليات أو أثنائها أو بعدها ) وقد قام رئيس مجلس حقوق الإنسان بتعيين القاضي الجنوب إفريقي ريتشارد جولد ستون لرئاسة البعثة التي اتخذت لها إطاراً معياريا يتمثل في القانون الدولي العام وميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان الدولي والقانون الجنائي الدولي ولعل هذا الإطار المعياري الصم هو الذي جعل البعثة ترصد وتوثق العديد من الجرائم الصهيونية التي وقعت في غزة في تلك الفترة علاوة على أن العدوان والجرائم المرتكبة كانت أكثر واكبر من أن تخطئها عين حتى ولو كانت معصوبة فقد كانت تذاع مباشرة بالصوت والصورة كما قدمت للبعثة الصور التي التقطتها الأقمار الصناعية عن الأحداث ولذلك فقد رصدت اللجنة ابتداء من عملية الحصار والعزل الاقتصادي والسياسي لقطاع غزة وإغلاق المعابر الحدودية أمام الأشخاص والسلع والخدمات وتأثير ذلك على الصحة والإمداد بالوقود والكهرباء والمياه مرورا بنشر إسرائيل قواتها الجوية والبحرية وجيشها في العملية التي أطلق عليها اسم ( عملية الرصاص المصبوب ) والقصف الجوى المتواصل لمدة أسبوع والغزو البرى وقصف البحرية لساحل غزة وتحدث التقرير عن الهجمات العشوائية التي شنتها القوات الصهيونية والتي أدت في النهاية إلى استشهاد 1444 شهيداً كما تحدث عن الهجمات المتعمدة على السكان المدنيين وتدمير البنية الأساسية الصناعية ومنشآت المياه وإنتاج الغذاء ووحدات معالجة الصرف الصحي والمساكن . ولم يفت التقرير بالطبع أن يتحدث عن – ادعاءات- باستخدام العصابات الصهيونية ليورانيوم منضب ويورانيوم غير منضب ولكنه ذكر أن البعثة لم تقم بمزيد من التحقيق في هذه الادعاءات . ولأن البعثة أخذت منهجاً يتمثل في أن تنظر في أي إجراءات اتخذها جميع الأطراف في مساواة حقيرة بين الضحية والجلاد فقد تحدث التقرير عن استمرار احتجاز الجندي جلعاد شاليط ووجوب حمايته ومعاملته معاملة إنسانية والسماح له بالاتصال الخارجي . كذلك تحدث التقرير عن أربعة قتلى في الجانب الصهيوني وارتفاع معدلات الإصابة بالصدمات النفسية في أوساط المجموعات السكانية نتيجة إطلاق الصورايخ وقذائف الهاون عليهم وان ذلك قد أثر على الحق في التعليم للأطفال والشباب الملتحقين بالمدارس – يا عيني- 4 قتلى في مقابل 1444 شهيد وآلاف الجرحى . ورغم ما في التقرير من عوار ورغم انه لم يتضمن كافة الجرائم الصهيونية التي ارتكبت في القطاع ورغم المساواة غير العادلة بين القاتل والمقتول إلا أن السيد جولد ستون عاد نادماً عن التقرير في مقال كتبه في جريدة الواشنطن بوست يوم الخميس الماضي وقال انه لو كان يعرف وقتها ما يعرفه الآن لكان التقرير وثيقة مختلفة وقد علق على ندم جولد ستون مارك تونر المتحدث باسم الخارجية الأمريكية وقال أن أميركا أوضحت وأصرت منذ قدوم التقرير على إنها لم تجد أي دليل على أن الحكومة الإسرائيلية تعمدت قتل مدنيين أو ارتكبت جرائم حرب وأكد أن أمريكا ستستمر في العمل حتى التوصل إلى نهاية ما تعتقده انحيازاً ضد إسرائيل في مجلس حقوق الإنسان . وأياً كان ما كتبه جولد ستون في مقاله فهو لا يعنى شيئا لان من المعلوم للكافة أن جولد ستون القاضي اليهودي الذي يقر بانتمائه الصهيوني والذي يترأس جمعية أصدقاء الجامعة العبرية في القدس في جنوب أفريقيا وحاصل على الدكتوراه الفخرية من الجامعة العبرية والرئيس الفخري لعدة هيئات في الكيان الصهيوني كما تسكن ابنته نيكول داخل الكيان الصهيوني وهى التي قالت عقب التقرير أن والدها خفف الاتهامات لإسرائيل داخل التقرير وانه لولاه لكان التقرير اشد واخطر على دولة إسرائيل . نقول إن ندم الصهيوني جولد ستون أو حتى اعتذاره لا يعنى شيئاً لان التقرير وان كان قد عرف باسمه – تقرير جولد ستون- إلا أن الواقع يقول : ــ 1- إن التقرير صادر عن بعثة تقصى الحقائق للأمم المتحدة ولديه من التوثيق ما لا يستطيع جولد ستون أو غيره نفيه . 2- إن جولد ستون وان كان يترأس البعثة إلا انه ليس منفردا إذ كان معه : ــ أ‌- كريستين تشينكين أستاذة القانون الدولي بكلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية ب‌- هينا جيلانى المحامية لدى المحكمة العليا لباكستان . ج – العقيد ديزموند ترافيوس وهو ضابط سابق في قوات الدفاع الايرلندية وعضو مجلس إدارة معهد التحقيقات الجنائية الدولية . د- أمانه للبعثة بها عدة موظفين أجروا التحقيقات الميدانية . وأخيراً وان كان البعض يرى أن جولد ستون قد تراجع نتيجة خضوعه للإرهاب والابتزاز الصهيوني الذي وصل إلى حد منعه من دخول أي كنيس يهودي فهم الآن قد رضوا عنه تماما بل إن الإرهابي ايلى يشاى رئيس حزب شاس ووزير الداخلية قدم له دعوة لزيارة الكيان الصهيوني وقبلها جولد ستون وقال انه سوف يزور مستعمرة سديروت في الجنوب ونحن فقط نريد أن نقول له يا سيد جولد ستون حين تطأ قدمك ارض جنوبنا في فلسطين العربية المحتلة فتذكر انه لا يوجد موضع يسمى سديروت وإنما هي قرية نجد العربية التي احتلت في 13 / 5 / 1948 بعد أن دمرتها العصابات الصهيونية بالكامل وقتلت وطردت سكانها في عملية إرهابية للتطهير العرقي وإذا أردت بعض الزيارات فلتكن قبلتك إلى ( خربة نجد ) حيث ستجد بعض الكهوف والأبنية القديمة التي تبوح بعروبتها إنها نجد يا سيد جولد ستون وليست سديروت وليتك ساعتها توثق الجريمة التي تقف عليها .محامى بالنقضمواضيع ذات صلة

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل