المحتوى الرئيسى

المراجعات الفقهية للجماعات السلفية

04/07 12:01

لا أعرف ما إذا كان بعض الجماعات أو المجموعات السلفية، التى أعلنت بشكل واضح وجلى الموافقة على شرط القبول بالديمقراطية لدخول عالم السياسة، قد أصَّلت ذلك فقهياً على اعتبار أنها تدور مع أوامر الفقه والشريعة الإسلامية فى الرفض أو القبول بأى عمل فى حياتها. والمعنى هو: هل قامت هذه الجماعات أو المجموعات بعمل «مراجعات فقهية» لموقفها من السياسة والديمقراطية التى كانت ترى قبل نحو شهرين فقط، أى قبل ثورة 25 يناير، أن السياسة بآلياتها الغريبة المعروفة بالديمقراطية حرام شرعاً وليست من الإسلام فى شىء وأن عملية الانتخابات التى تجرى هى بدعة ومخالفة للشورى الإسلامية. كيف أصَّلت فقهياً الموافقة على عمليات الاحتجاج والمظاهرات والوقفات السلمية على الرغم من وجود فتوى صريحة ومباشرة للعالم الجليل ابن باز بأن المظاهرات حرام وليست من الإسلام وهى فتوى مطبوعة يحفظها كل «سلفى» عن ظهر قلب. كيف تقول هذه المجموعات الآن إن العمل فى السياسة الآن أصبح واجباً شرعياً وأن المشاركة فى الاستفتاءات والانتخابات هى من باب نصرة الدين الإسلامى بعدما كانت ترى أن كل ذلك من أعمال الجاهلين وأن العالم الإسلامى الذى يعمل بالديمقراطية الغربية يعيش فى «جاهلية مكة». ألم تكن ترى هذه المجموعات أن قبول جماعة مثل جماعة الإخوان المسلمين العمل فى السياسة هو خروج على المنهج الإسلامى الصحيح وكثيراً ما كتب هؤلاء كتباً بتأثيم عمل جماعة الإخوان المسلمين فى السياسة وصل الحد فيها إلى تكفيرها.. ألم يكتب هؤلاء كتباً ومنشورات فى المساجد أن كل من خرج على الحاكم فى مصر هم «الخوارج» وأن المجتمع بقبوله عمليات الاقتراع فى الحكم مجتمع لا يحكم بمنهج الإسلام وهو قول حق، لكن مراده باطل. ألم يقل بعض من هؤلاء - ولهم كل الاحترام - إن الثورة هى خروج على الحاكم وإن التظاهر هو أحد مظاهر الخروج على الحاكم.. وأنه لا يجوز الخروج على الحاكم «وإن جلدك أو ضربك أو أخذ مالك...» وكما ذكرت من قبل من حيث إيمان هؤلاء بالقول المأثور «سلطان غشوم أفضل من فتنة تدوم» الذى رفعوه لمرتبة القول المقدس كما القرآن والصحاح من الأحاديث النبوية. أنا لست ضد أن يعمل هؤلاء أو غيرهم فى السياسة ولست ضد إبداء رأيهم والمشاركة الفعالة فى الحراك السياسى والاجتماعى والثقافى الذى تعيشه مصر بعد الثورة المجيدة فى يناير الماضى، ولكن ما الذى تغير فى عقول هؤلاء القوم الذين أعتز بهم وأحبهم حباً جماً لأن منهم العلماء والأفاضل والإخوة والأصدقاء والأحباء.. ولكنى هنا أسأل مجرد سؤال فقهى مباشر. هل قام هؤلاء فى شهر فقط بإقرار مراجعات فقهية خرجوا فيها على أقوال العلماء الأجلاء الأفاضل ابن باز ونصر الدين الألبانى وابن عثيمين ومن سار على دربهم، وأصلوا فقهاً جديداً يسمح لهم بالمشاركة فى عالم السياسة بآلياته الغربية غير الإسلامية! أنا لا أرضى أن يقال الآن على هؤلاء وهم كانت - ولاتزال - لهم إسهامات فى المجتمع المصرى حفظت عليه أخلاقه وتكافله الاجتماعى ودعوته إلى عالم التوحيد فى وجه البدع، إنهم الآن يمارسون «الانتهازية الفقهية» وإنهم متحولون وأن ينسى المجتمع كل ما عانوه من مآس ومظالم وتضييق واعتقال. لقد سمعت ذات دعوة إلى أحد قادة المجموعات السلفية يدعو فيها التيار السلفى إلى الوقوف خلف جماعة الإخوان المسلمين وتقديمها فى الصفوف ودعمها فى الاعتصامات على اعتبار أن الجماعة لها فهم وخبرة سياسية كبيرة لأنهم لا يفقهون فى السياسة وهى دعوة جيدة شريطة الالتزام بها قولاً وعملاً على أن يتوقفوا عن بعض الممارسات التى اشتهرت عن الجماعات السلفية الآن وتثير مخاوف الكثيرين وتتربص بهم الدوائر.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل