المحتوى الرئيسى

شمال أفريقيا بين العسكرة وثورة الشعب بقلم:محمود عبد اللطيف قيسي

04/07 00:15

شمال أفريقيا بين العسكرة وثورة الشعب 6 / 4 / 2011م محمود عبد اللطيف قيسي الثورة التونسية : هي الثورة الشعبية والحركة الإحتجاجية الصادقة الصدوقة النابعة من صميم وشعور ووطنية الشعب التونسي ، الذي وبرد منه مباشر على تجاوزات النظام التونسي للقانون والدستور التونسي ، ولممارساته اللاأخلاقية وقمعه الفكري والثقافي والديني ضد أبناء تونس الخضراء ثار جماعيا وانتصر ، حتى أنّ ثورة الشعب التونسي المظفرة والتي فيها الدروس والعبر ، فاجأت كل الدوائر الاستخبراتية الغربية والعالمية الأخرى ، وحتى أقطاب المعارضة التونسية في الداخل والخارج ، وحتى كبار قادة تنظيم القاعدة في المغرب العرب ، واللذين لم يستطع أي منهم ركوب دفتها وتحويلها وما يتناسب وطروحاته أو أجندته ، وما ميزها وجعلها شريفة هو أصرار الشعب التونسي الثائر على إبقاء تونس قريبة للهم القومي العربي ، بدليل رفض الشعب والجيش التونسي الإشتراك في لعبة الخساسة والنذالة القطرية ولعبة الأمم الصليبية المعدة والجارية أحداثها الآن ضد الشعب الليبي ووطنه وأرضه ومقدراته ، وما ميزها أيضا أنها كانت طريقا ونبراسا لشعوب أخرى عانت نفس الظروف المشابهة فحاولت السير على خطاها ، إلا أنها أضحت فرصة لمعارضات أكثرها خائبة وخائرة حاولت الإفادة من الوضع الشعبي والجماهيري الذي صنعته في الشارع العربي فحاولت نقل أحداثها ووسائلها لبلادها رغم خصوصيات شارعها ونظمها ، ودرسا مهما لأجهزة المخابرات الغربية للتحضر والتدخل قبل وقوع الحدث تاليا في شارع أو بلد آخر ، وحدثا مهما على طبق من ذهب قدم للأحزاب والتنظيمات الإسلامية كالإخوان والقاعدة لقيادة وإحداث ثورات متعددة الأوجه في البلاد المستهدفة من قبلهم . الثورة المصرية : شبيه إلى حد ما بالثورة التونسية الشعبية مع الإختلاف أنّ الثورة التونسية كانت إجتماعية بطابعها العام اشتركت بها كافة قطاعات الشعب التونسي ، في حين أنّ الثورة المصرية كانت شاملة اشترك بها شباب المستقبل الباحثين عن المستقبل والحرية ، والأحزاب التي حاولت ركوب دفتها ومن أقواها جماعة الإخوان ، إضافة لتميزها عن التونسية بالتداخلات الغربية والإيرانية والقطرية وخلايا حزب الله التى دخلت مصر من غزة ومن حدود مصر مع شرق السودان ، وحاولت تخريب الدولة والأرض المصرية وتوجيه ثورة الشباب المصري لمصلحتها ، ولا أدل من ذلك هجوم خلايا حزب الله المسلحة وأعضاء من حركة حماس بالتنسيق مع تجار الحشيش ومع الناقمين على جهاز الشرطة من أصحاب السوابق على السجون المصرية لإطلاق سراح من يهمهم منها ، هذه التداخلات والخلايا التي لم تجد ولحد الآن من يفهم مهمتها وأهدافها أو يقف بوجهها من بين صفوف الشباب المصريين المهتمين بوضع مصر الداخلي ، دون الانتباه لأمنها الوطني والقومي المراد تخريبه وللأمن الوطني والقومي للدول المجاورة ، ربما لتقاطع المصالح بين الشباب المنتفضين الراغبين بالخلاص من نظام مبارك ، وبين الدوائر الغربية والإيرانية والأخرى العميلة لكليها الحاقدة على كل شيء اسمه مصر . وقد ثبت حسب وثائق ويكي ليكس بالأرقام 432 و 677 ، أنّ الضربة الجوية والتدخل العسكري الغربي والعميل المباشر التي وجهت لليبيا قي هذه الأيام كان معدة لضرب مصر بهدف إعادتها للعصر الحجري ، كما كان هدد سابقا العنصري الصهيوني الإسرائيلي افيغدور ليبرمان المنزعج كما كل إسرائيل من مواقف مصر الداعمة للسلطة الوطنية الفلسطينية ، التي كانت الخطة تقضي قبل توجيه الضربة لمصر بجعل الشعب الفلسطيني يثور ضد الرئس ابو مازن لتسهيل المهمة والاستفادة من نتائجها ، كما استشف من تسريبات وثائق الجزيرة المزورة المتعلقة بالمفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية ، وهي المؤامرة الكبرى التي تم إعدادها والتخطيط لها قبل أكثر من عام وتم وضع خطوات عملية لتنفيذها خلال اللقاء الذي تم في الدوحة بين قادة قطر وبعض قادة الإخوان ومدير قناة الجزيرة مع شمعون بيريس وليفني وكبار قادة الموساد والاستخبارات الأمريكية والبريطانيين قبل ستة أشهر من اندلاع ثورة تونس ، لاعتقادهم شبه المؤكد لديهم والمدعم ببعض التقارير الإستخبراتية بأنّ النظام المصري متماسك وهو لن يتخلى بسهولة عن الحكم ، وليقينهم الخاطئ أنّ الجيش المصري سيطلق الرصاص أخيرا على المتظاهرين المصريين ، وهو ما دفعهم لاعطاء الأوامر لمراسلي الجزيرة ومراسل الحرة أكرم خزام لصناعة الأخبار الكاذبة بهدف تخريب وتمزيق المجتمع المصري ، ودفع طائفة منه للاستنجاد بالغرب كما هو مخطط وقت اللزوم والحاجة ، وإعطاء أوامر لعملاء الموساد بافتعال كل ما يلزم لإثارة الشعب المصري ، من بينها جرائمهم بسرقتهم سيارات السفارة الأمريكية وسيارات الشرطة المصرية التي دهسوا بها أعداد من الشعب المصري لهدف إيصاله لمنحنى طلب النجدة من الغرب ، بعد التنسيق مع فضائيات الجزيرة والحرة التي كانت مجهزة كاميراتها وموضوعة في الأماكن المختارة لتنفيذ الجرائم ، إلا أنّ نضوج الحزب الوطني الحاكم الذي رجح أمن مصر ومصيرها على مصالحه ومصيره ، ورفض الشباب المصري الواعي سياسيا لمنهج جماعة الإخوان ومحاولات سحبهم لأجندتها ، ووطنية الرئيس المصري السابق الذي ربما يكون دفع باتجاه بقاء الدولة المصرية هي الأساس والمعيار لا مصالحه واستمرار حكمه ، وثبوت حنكة الجيش المصري العظيم وفلسفته الوطنية القومية الذي عرف كيف يتجه بمصر إلى منفذ وشاطئ الأمان رغم اكتشافه لكثير من المؤامرات التي أحيكت ضده كمؤسسة حامية للوطن وضد مصر الأرض والدولة والشعب . الإنقسام الإجتماعي والعسكري في ليبيا : ما من شك أنّ الأكثرية من قبائل شرق ليبيا الحانقة على نظام العقيد معمر القذافي بسبب إهماله لمناطقها كما يتهمونه ، قد تلقى زعماؤها أموالا طائلة من القطريين لدفعهم وحضهم على المشاركة بالثورة ضد نظام العقيد ، ولاجبارهم على التنسيق مع المعارضين الليبيين اللذين اتخذوا من قطر غرفة عمليات خاصة ومتقدمة لهم ، ومعظمهم من أصول من الشرق الليبي ويقيمون في أوروبا ويرغيون ويخططون للعودة إلى ليبيا حكاما وليس كمحكومين ، مع أن أكثرية الشعب الليبي بمن فيهم بعض سكان بنغازي ينظرون إليهم كعملاء للغرب . ومن جهة أخرى فمما لا شك فيه أيضا أن القبائل في غرب وجنوب ليبيا هي مؤيدة بقوة للعقيد معمر القذافي ، وهي وكما ثبت مستعدة للموت في سبيله ومن أجل بقاء نظامه ، بسبب أنّ ما حققه النظام لها كان أكبر من الذي وعدتها به قطر ، عدا منطقة مصراتة التي قبل بعض تجارها المستنفذين الإنضمام لثورة بنغازي بعد إيفاد مرتزقة منها للمشاركة بالعمليات ضد النظام الليبي وأمولا طائلة لهم للقبول وللقيام بهذا الدور ، وعدا بعض قرى الجبل الغربي الأمازيغية التي لها مطالب استقلالية خاصة حتى لو أصبح الحاكم الجديد لليبيا من بنغازي ، والتي وصل إليها بعض رجال المهمات السرية الخاصة من غربيين وقطريين والمحملين بالدولارات التي أعطوها لبعض قادتها لدفعهم للمشاركة بالثورة ضد نظام العقيد . أما ما أوقع الغرب في وحل ليبيا وجعله يتحول بالكامل ضد نظام العقيد ، فهو اعتماده على التقارير الإخبارية لقناة الجزيرة والعربية والحرة وتقارير المعارضة الليبية المقيمة بين يديه ، التي مارست سياسة الترهيب والترغيب ضد الدول ، الأمر الذي لا شك أوقعه في مطبات ثلاث قد تربكه وتجعله يغوص لسنوات في وحل ليبيا الصعب الخروج منه ، إضافة للمال والتعهد القطري بتمكين الغرب من الوطن العربي ومن نفطه بأقل الأسعار ، أولها أنّ من المسلحين من ينتمون لتنظيم القاعدة وهي حقيقة مؤكدة ولا يحتاج اثنين لدلائل لإثباتها أو قرائن لنفيها ، وهؤلاء أعدادهم كبيرة جدا ضمن صفوف متمردي بنغازي ، إلا أنهم ومن أجل التخلص من نظام القذافي الذي يعتبر النظام الأقوى في شمال أفريقيا الذي يقومهم ومنع تمددهم وانتشارهم في ليبيا ، جعلهم يتبعون منهج التقية للتخفي لحين إسقاط النظام وللتمكن من ارسال أسلحة صار بمقدرورهم الحصول عليها مجانا إلى أتباعهم في دول وسط وغرب أفريقيا ، بعدها ومن وجهة نظرهم سيكون بالمقدور إظهار هويتهم والعمل على ترسيخ أيدلوجيتهم وإستراتيجيتهم التي ستلقى القبول بالتأكيد في المجتمع الليبي بسبب فطرته الدينية واستعداده لتقبل المنهج لجماعة القاعدة ، والتي سيكون انطلاقها إلى دول الساحل والصحراء أسهل بعد التمكن من ليبيا . أما الثاني فهو وجود مسلحين وخلايا كثيرة من حزب الله وحراس الثورة الإيرانيين اللذين يبحثون عن رئيس حركة أمل الشيعية السابق موسى الصدر والمفقود كما يعتقدون في ليبيا ، وهؤلاء لا يهمهم إلا إزالة النظام لتحقيق هدفهم بالإنتقام ، ولعل وعسى بعثرون على الإمام الصدر ويتمكنون من نشر المذهب الشيعي في شمال أفريقيا بعد نجاحهم بالتغلغل تحت جنح الظلام وحراب الغرب في بعض دوله التي باتت تتصف بالفوضى المدنية وبالضعف الأمني . والثالث الذي سيعتبر الخطأ الأخطر للغرب ، فهو إن قام بتمكين الشرق الليبي من رقاب اهل الغرب الليبي ، وهو الأمر والوضع اللاأخلاقي الذي سيفضي لمجازر رهيبة ولعملية انتقام متبادل منظمة ، والذي سيؤدي حتما إلى حرب أهلية قد تستمر لسنوات داخل ليبيا وربما تمتد إلى دول مجاورة ، وتؤثر حتما على استقرار دول أخرى في أفريقيا وحتى في جنوب أوروبا . أما الحل الوحيد الأّمر من غيره ولكن الأسلم بنتائجه والممكن لهذه الأزمة المدمرة رغم خطورته على الوحدة العربية المستهدفة من الغرب ومن ذات الثورات العربية المشتعلة ، لا شك سيكون بتمكين الشرق الليبي من حكم نفسه بنفسه ضمن إطار ليبيا ، وباستمرار الغرب الليبي على حاله لحين ترتيب الأوضاع السياسية والاجتماعية عن طريق الإهتمام بالشق الإقتصادي الأنجع للخلاص من ذيول المعارك والقتل المتبادل ، وذلك بضخ أموال لكلا الشقين وليس والكف عن الاهتمام بالشرق الليبي وبناءه كدولة مستقلة ومحاولة تدمير الغرب الليبي مجتمعا ودولة وتجويعه ، ومن ثم يصار لتنظيم استفتاء جماهيري في كل أنحاء ليبيا لمعرفة خيار شعبه سواء بالفدرالية أو بالكونفدرالية أو بالإنقسام والاستقلال التام ، وذلك دون تدخل أو تخويف سواء من النظام الليبي أو من ثوار بني غازي الدمويين واللذين بات أكثرهم مشاربهم واتجاهاتهم معروفة وأجنداتهم معلومة . [email protected]

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل