المحتوى الرئيسى

محمد فتحى البهسمونى يكتب: الشعب يريد إسقاط البلطجية بعد موقعة "الجلابية"

04/07 19:48

لا أعرف من أين أبدأ، فالقلب موجوع من "الفاجعة" التى أحزنتنا جميعاً.. ولكن دعونا نبدأ من نهاية الدقيقة الثالثة من الوقت المحتسب بدل الضائع من مباراة الزمالك والأفريقى التونسى فى إياب دور الـ32 من بطولة دورى الأبطال الأفريقى، وبالتحديد من موقعة "الجلابية" العالمية الشهيرة فى استاد القاهرة الدولى الذى طالما شهد العديد من الإنجازات الرياضية على المستوى المحلى والعربى والأفريقى والعالمى، والذى كان دائماً مصدر فخر لنا جميعاً.. إذ شاهدنا تدفق كبير من البلطجية مدججين بالأسلحة البيضاء ثم صنعوا فوضى لم نشاهدها فى ملاعبنا على مر العصور وعاد بنا إلى الوراء أكثر من ألف سنة، ولا أبالغ إذا قلت أنها أكبر سقطة رياضية فى تاريخ مصر الحديث، وبعد أن أطلق المحللون والمتابعون على هذه المعركة موقعة "الجلابية" نسبة إلى قائد المعركة صاحب أشهر جلابية فى التاريخ الحديث، والذى استحوذ على اهتمام جميع الكاميرات وصار نجماً فى جميع القنوات. لن أدخل فى مناوشات كوميدية، لأن المقام لا يستدعى ذلك، ولكن أتساءل إلى متى سيستمر الانفلات الأمنى يضرب كل شوارع مصر بصور صارخة تمثل تحدياً كبيراً لكل القواعد العامة والخاصة؟ فهناك تظاهرات فئوية فى كل مكان, وبقاء أغلب رؤوس المؤسسات الفاسدة رغم سقوط النظام.. والسؤال الذى يطرح نفسه هنا، من الذى سمح لهؤلاء البلطجية وأسلحتهم بالدخول للاستاد؟ ومن تقع عليه المسئولية؟ الرد لدى جهات التحقيق وننتظر إجابة تشفى غليل صدرونا. * رئيس الوزراء الدكتور عصام شرف جاء من رحم الثورة من قلب ميدان التحرير دون أن يحقق شيئاً ملموساً، لم نسمع منه سوى كلام عن الثورة المضادة، وفلول الحزب الوطنى، وبقايا النظام.. إجراءات بطيئة تفقد فاعليتها ومصداقيتها وسط غياب كارثى للأمن، والشاهد على كلامى موقعة "الجلابية". * الغياب الأمنى مصيبة كبرى بكل المقاييس، ونعلم جميعاً أن أكبر خطيئة ارتكبت فى حق الشعب المصرى هو انسحاب الشرطة يوم 28 يناير الماضى، وهى السبب الرئيسى لما نحن فيه، ولى مع غياب الأمن تجربة شخصية فى مكان سكنى، الذى يبعد عن مديرية أمن الجيزة بضع كيلو مترات، ويحيط بمكانى هذا ثلاثة أقسام شرطة، هى الهرم والعمرانية والجيرة، إذ نشبت مشاجرة بين سماسرة المنطقة وبعض الأهالى منذ أكثر من عشرين يوماً، وفيها تم تبادل إطلاق النار باستخدام البنادق الآلية وزجاجات المولوتوف الحارقة بشكل عشوائى ومخيف، مما أدى إلى هروب العديد من السكان بعدما استغاثوا بالشرطة والجيش أكثر من مرة، وعندما تأتى الشرطة لا تستطيع الدخول إلى المكان، حيث يطلق هؤلاء البلطجية النار تجاههم، فيعود رجال الشرطة إلى أقسامهم، ويتركون الأهالى فى هذا الرعب اليومى المخيف، وناشدنا أعلى القيادات فى الداخلية ولا حياة لمن تنادى، لذا إلى متى التراخى الأمنى الواضح فى كل شبرا من أرض مصر فى ظل غياب الشرطة وسقوط هيبتها؟.. ولماذا لا يتم نقل صور من الأحكام العسكرية فى وسائل الإعلام لتكون رادعاً إلى كل من تسول له نفسه إرهاب الآمنين؟ لابد من عودة وزارة الداخلية مرة أخرى تحت مسمى وزى جديدين، لأن اسم الشرطة سقط يوم 28 يناير ولن يعود مرة أخرى إلا بـ"نيو لوك" جديد، وبعدها يعود كل شىء إلى وضعه الطبيعى عودة الأمن تعنى عودة الحياة حتى لا تكرر موقعة "الجلابية" أو "الجمل"، وحتى لا نعطى فرصة للثورة المضادة أن تنجح، وحتى تعود مصر الأمن والأمان والحرية والعدالة الاجتماعية وتنجح ثورتنا العظيمة.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل