‮ ‬فوق الشوكالحل‮ ..‬ هو الحل

لا أبالغ‮ ‬إذا قلت أن الحزب الوطني ولد علي يدّي‮.. ‬فقد كنت أجلس علي يسار فكري مكرم عبيد مباشرة عندما أعلن ميلاد الحزب في مؤتمر صحفي عقده بمكتبه بميدان طلعت حرب في صيف ‮٨٧٩١.. ‬في ذلك الوقت كان حزب مصر هو حزب الأغلبية وكان رئيسه ممدوح سالم رئيس الوزراء آنذاك‮.. ‬لكن بمجرد أن أعلن فكري مكرم عبيد عن تأسيس الحزب الوطني برئاسة الرئيس الراحل أنور السادات‮ »‬هرول‮« ‬أعضاء حزب مصر باستثناء قله للانضمام إلي الحزب الجديد‮ .. ‬لم‮ ‬يكن ذلك اقتناعا ببرنامج الحزب الوطني أو مبادئه ولكن لأن رئيسه هو رئيس الجمهورية وبالتالي سيصبح الحزب الحاكم‮.. ‬وما أدراك ما الحزب الحاكم وما يمكن أن يستفيده من ينضمون له‮ ! ‬وقع الحزب الوطني في نفس الخطأ الذي وقع فيه‮  ‬حزب مصر وهو اعتماده الكامل علي السلطة والحكومة‮.. ‬لم يحاول أن يبني قواعد جادة في كل شبر علي أرض مصر ليكون معبرا عن الأغلبية‮ »‬فعلا لا قولا‮« ‬لكنه اختار الطريق الأسهل‮ .. ‬الارتباط الكامل بالحكومة‮.. ‬وهكذا هي كل الأحزاب التي تولد من رحم السلطة تعيش بعيدة عن الشارع وتموت بمجرد زوال السلطة أو سقوط نظام الحكم‮.‬الحمد لله أنني لم أسع طوال ال ‮٣٣ ‬عاما الماضية للانضمام للحزب الوطني أو ممارسة أي نشاط في لجانه أو أماناته بعدما عشت التجربة من بدايتها ورأيت أن كل من سعوا للانضمام اليه هم الطامعون فقط في تحقيق مكاسب مادية أو معنوية‮.‬اليوم‮.. ‬الحزب الوطني في محنة مريرة بعد سقوط نظام مبارك واكتشاف الشعب فساد قياداته‮.. ‬وأمام المحاكم دعاوي عديدة لحل الحزب‮.. ‬وأمينه العام الحالي د‮. ‬محمد رجب يحاول إنقاذه بأي شكل ونصيحتي له أن يبادر هو بحل الحزب بدلا من حله بحكم قضائي‮.. ‬ويشرع في تأسيس حزب جديد‮.. ‬ويحسن اختيار أعضائه‮.‬