في الصميمادخلوها آمنين!
لا يمكن أن تظل أبواب مصر بعد الثورة مغلقة في وجه صحفي عربي أو في وجه أي مواطن عربي مخلص لعروبته ومقاتل في سبيلها في كل الظروف. أقول ذلك بعد قراءتي لحوار »الأهرام« المنشور أمس مع الزميل عبدالباري عطوان رئيس تحرير صحيفة »القدس« التي تصدر في لندن وتحمل هموم العرب وتطلعهم للحرية والعدل والوحدة.بكلمات رقيقة تمتزج بالدموع الصادقة يعبر الزميل العزيز عن حبه لمصر التي اتهموه بمعاداتها قائلا: كيف أعادي البلد الذي علمني وأطعمني وأحسن وفادتي.. مضيفا: يعلم الله انني أحن لكل بشر في مصر وعبدالناصر التي علمتني العزة والكرامة والشموخ.أحد وجوه مأساتنا جميعا في العالم العربي ان النظم المستبدة لا تفرق بين النظام والدولة، وتعتبر أي انتقاد للحاكم إهانة للوطن، وأي معارضة للسياسة المتبعة خيانة لا تغتفر. وأحد وجوه مأساة السياسات الرسمية في مصر منذ عهد السادات وكامب ديفيد ان حكامنا لا يعرفون قيمة مصر وأهمية دورها، وأنهم لا يفهمون أو لا يريدون أن يفهموا ان مصر هي قضية داخلية في كل قطر عربي، وأن كل ما يجري فيها ينعكس علي كل شبر من الأرض العربية من المحيط إلي الخليج، وانها حين تنكسر يشعر كل عربي بالانكسار، وحين تنتصر ترتفع قامة كل عربي.في السنوات الأخيرة كان السؤال الذي يطاردنا في كل عاصمة عربية نذهب إليها هي: أين مصر؟! كان الافتقاد شديداً وكان الإحساس هائلاً بالخطر الذي يهدد الجميع في غياب مصر وتراجع دورها. وها هي الثورة ترد علي السؤال.. ومصر تستعيد نفسها وتعود لموقعها في قيادة أمتها العربية للخروج من النفق المظلم الذي وصلنا إليه. عادت مصر وانطلقت منها رياح ثورة الحرية والكرامة.. فادخلوها آمنين.
Comments