ركود فى أسواق مواد التشييد.. والنشاط يقتصر على البناء المخالف

أكد مسؤولون فى شركات الحديد والأسمنت أن حركة المبيعات لشركات المقاولات والعقارات تشهد حالة من الجمود الملحوظ، فى الوقت الذى استحوذ فيه الأفراد على غالبية مبيعات شركات مواد البناء خلال الشهرين الماضيين. وقال علاء بسيونى، سكرتير عام الشعبة العامة للاستثمار العقارى، إن شركات المقاولات تواجه أزمة حقيقية تتمثل فى عدم امتلاكها السيولة المطلوبة لتمويل مشترياتها ومشاريعها وتأخر مستحقاتها لدى الحكومة والقطاع الخاص. وأضاف بسيونى فى تصريح خاص لـ«المصرى اليوم»، أن شركات العقارات هى الأخرى تعانى سيطرة حالة من القلق على العملاء، خاصة الحاجزين وحدات فى المشروعات التابعة لشركات يخضع مسؤولون فيها للتحقيق فى قضايا فساد، مشيرا إلى وجود حالات لافتة لاسترداد قيمة الحجز فى عدد من المشروعات لشركات كبيرة. من جانبه، قال سمير نعمان، رئيس قطاع المبيعات بمجموعة عز الدخيلة، إن 90% من مبيعات الحديد كانت لأفراد، بينما كانت التسليمات لشركات المقاولات والعقارات شبه متوقفة. وقال مدحت إسطفانوس، المدير التجارى لشركة «تيتان للأسمنت»، إن مبيعات الأسمنت فى الربع الأول من العام الحالى تراجعت بنحو 15%، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضى. يأتى هذا فى الوقت الذى توقع فيه خبراء ومسؤولون فى قطاع العقارات استمرار كساد نشاط الشركات على المدى القصير، بسبب غموض الرؤية المستقبلية وعدم الاستقرار السياسى فى أعقاب الثورة. وقال هشام شكرى، رئيس شركة رؤية للاستثمار العقارى، إن الوضع الحالى «مربك» بالنسبة للشركات العقارية، مشيرا إلى أن الجميع يخشى اتخاذ قرارات أو المضى قدما فى ضخ استثمارات جديدة لحين انتهاء التحقيقات مع عدد من المسؤولين والشخصيات المرتبطة بمجموعة من المشروعات العقارية. ولفت شكرى إلى أنه اضطر لتأجيل تنفيذ مشروع «ستون تاورز» الذى كان يعتزم تدشينه فى يونيو المقبل بالتعاون مع «المعمارية العالمية زاها حديد» بضاحية القاهرة الجديدة بتكلفة استثمارية 5.5 مليار جنيه. وأكد علاء لطفى، رئيس المجلس التصديرى العقارى، أن الشكوك الاقتصادية الراهنة وما يتعلق بشرعية عقود تملك الأراضى لعدد من المساحات المخصصة للشركات الكبرى، قد تحد من تنامى الصفقات التجارية فى القطاع السكنى الفاخر على المدى القصير، غير أن تلك الفترة لن تطول. وفى هذا السياق، توقعت مجموعة «جونز لانج لاسال» العاملة فى مجال الاستثمارات العقارية،الاربعاء ، فى تقرير لها، مستقبلا إيجابيا لسوق العقارات على المدى الطويل فى مصر، متخطية التحديات الحالية. وقال أيمن سامى، مدير مكتب المجموعة بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا: «إن السوق العقارية ستشهد نموا قويا خلال السنوات المقبلة فى مصر، بما يجعلها أكثر جاذبية للأعمال على المدى الطويل مقارنة بفترة ما قبل الثورة».