المحتوى الرئيسى

قراءة في رواية لحظات خارجة عن الزمن لمزين برقان بقلم:نسب أديب حسين

04/06 21:16

قراءة في رواية لحظات خارجة عن الزمن لمزين يعقوب برقان بقلم:نسب أديب حسين تأتينا الكاتبة مزين يعقوب برقان برواية لحظات خارجة عن الزمن بعد روايتيها كلماتٌ على رمال متحركة ويوم ولد قيس، ويلحظ القارئ بقفزة هائلة ما بين الرواية أوالحكاية الاولى التي صدرت في آيار 2009 وما بين العملين الآخرين اذ صدرت كلمات على رمال متحركةفي العام 2010، والرواية التي نحن في صددها في شباط 2011 . تأتينا الكاتبة في هذه الرواية بقصة حب جارفة تحسن صياغتها في 303 صفحات، بطل الرواية هو شاعر فلسطيني لاجئ في لبنان، انتقل حديثًا للسكن في بيروت، متزوج منذ خمس سنوات، يسود علاقته مع زوجته نوع من الفتور، وصارت مشاعره تجاهها مبنية على التعود، بعيدة عما يمكن ان يكون من مشاعر الحب الحارقة، تظهر مشاعر البطل الجارفة عند لقائه بطبيبة الأسنان التي قصد عيادتها بهدف العلاج، فنجده ينجرف في مشاعره وحبه يكبر يومًا بعد يوم، ويدفعه الى أن يكتب فيها قصائد يجمعها في ديوانٍ شعري يهديه لها، لكن ردود فعل الطبيبة تأتي محيرة للبطل وللقارئ، فلا هي تصد البطل أو تمنعه من التعبير عن مشاعره، ولا هي تضاهيه أو تعبر عن مشاعر حب تختلج في دواخلها تجاهه، فنراها تلبي دعوته للعشاء لكنها لا تتحدث عن الحب، تتلهف لصدور ديوانه الشعري ولا تسارع لقراءته بعد صدوره، وتستمر هذه العلاقة ما بين مد وجزر الى أن يحدث في النهاية شرخ يطفئ مشاعر البطل المتأججه، وقد كان هذا في اللقاء الثالث بمحبوبته خارج اطار العمل، في هذا اللقاء تستمر محبوبته بأجوبتها المقتضبة، وتقول عن الحب أنه حماقة وغباء فيما كان هو يقول عن الحب أنه شيء رائع.. ورغم رأيها هذا في الحب الا أنها توحي للبطل باستمرارية العلاقة، فتقول أنها ستتناول معه العشاء مرة أخرى عند اصدار ديوانه الثالث.. وعندما يتصل بها زوجها ترد عليه بقولها (أهلا حبيبي) هي التي كانت تتذمر منه ومن تصرفاته.. هنا ازاء هذا تظهر المفاجأة في القصة اذ تنقلب مشاعر البطل ويفرغ من حبه، بعد أن ظهرت محبوبته غير مبالية وغير مقدرة لما بذل لأجلها، بل تبدو استغلالية تود أن تسمتع بفيض مشاعره دون أن تبادله تلك المشاعر. فيما تتحدث الكاتبة عن مشاعر الحب وحرقته، وما يُعمل في النفس من تقلبات تعرج على قضايا ومسائل أخرى، كمشاعر الشوق والحنين التي تنتاب اللاجئ الفلسطيني الى أرض الوطن، كذلك تشير الى الفتور الذي يحدث في العلاقة بين الزوجين بعد مرور مدة على الزواج، وقد يبحث أحدهما عن قصة حب جديدة، وقد رأينا هذا في العلاقة ما بين البطل وزوجته ، بين طبيبة الاسنان وزوجها، بين الهام ( صديقة معجبة بالبطل) وزوجها. تستشهد الكاتبة وتستعرض عددًا من المقولات والكتابات لكبار الفلاسفة والادباء، وقد جاء هذا في معظم الاحيان مناسبًا لسياق النص غير مقحم، لكنني شعرت أنه فائض ومكثف في الفصول الأخيرة. اسلوب الرواية مشوق وممتع، يكثر فيها الوصف، وأحيانًا تظهر بعض المبالغة في ردود فعل البطل، كما حدث في ص 166 حين زار البطل صديقته الهام وزوجها ، وذكرت الهام أن زوجها يتعالج عند طبيبة الاسنان (محبوبة البطل) وامتدحتها، فيضطرب البطل ويضرب أخماسًا ب،سداس ويدخل منزله كالمذعور.. ص 169. تأتي النهاية مفاجئة الى حدٍ ما لكنها منطقية ومقنعة. *ورقة مقدمة لندوة اليوم السابع 742011 المسرح الوطني الفلسطيني ـ القدس.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل