ماذا لو: انفجّر شاختار في وجه برشلونة؟

دبي - خاص (يوروسبورت عربية) يعتقد الكثيرون أن شاختار دونتسك الأوكراني هدية مفخخة من قُرعة الاتحاد الأوروبي لكرة القدم إلى برشلونة الإسباني، إذ أن الفارق الكبير بين الفريقين على المستوى التاريخي أو الميداني يجعل المقارنة بينهما عملية ظالمة، لكن الواقع يفرض على جوسيب غوارديولا المدير الفني للفريق الكتالوني توخي الحذر عندما يستضيف بطل أوكرانيا الأربعاء، في ذهاب دور الثمانية من دوري أبطال أوروبا. تاريخياً، لا ينعكس الفارق في المستوى والإمكانات بين الفريقين على نتائج المواجهات المباشرة التي جمعت برشلونة وشاختار، إذ تقابل الفريقان ست مرات من قبل وحقق برشلونة ثلاثة انتصارات مقابل فوزين لشاختار، وانتهت مباراة واحدة بالتعادل. ولا يملك برشلونة سجلاً رائعاً أمام أندية أوكرانيا بشكلٍ عام، حيث خسر خمس مرات في آخر عشر مباريات، من بينها الهزيمة صفر-4 على أرضه أمام دينامو كييف في دوري أبطال أوروبا موسم 1997-1998. ويبدو أن برشلونة استعد جيداً لهذه المباراة من الناحية النفسية، بعد أن وسّع فارق النقاط في صدارته لفرق الدوري الإسباني الموسم الجاري إلى ثماني نقاط أمام أقرب منافسيه ريال مدريد، وضمن بالتالي الفوز بالـ"ليغا" بنسبةٍ كبيرة، ما سمح له بالتفرغ للتفكير في دوري أبطال أوروبا، واستعادة اللقب الذي حققه الفريق ثلاث مرات، أعوام 1992 و2006 و2009. ذكريات أليمة لبرشلونة وفي المقابل، يستحضر شاختار ذكرياته مع برشلونة عام 2008، عندما تمكن من الفوز عليه في "كامب نو" بنتيجة 3-2 في دور المجموعات بدوري أبطال أوروبا، والطريف أن الـ"بلوغرانا" كان صاحب لقب البطولة في النهاية. فماذا لو كرر شاختار المفاجأة التي فجّرها في وجه برشلونة عام 2008؟ ماذا لو واصلت الفرق الأوكرانية متمثلةً في شاختار نتائجها الجيدة أمام برشلونة؟ ماذا لو سقط أفضل لاعب في العالم الأرجنتيني ليونيل ميسي ورفاقه على ملعبهم؟ اللعب في الشرق.. صعب سوف يكون برشلونة مهدداً بالخروج من دوري أبطال أوروبا إذا خسر على ملعبه الأربعاء، لأن مباراة العودة لن تكون سهلة كما هو معروف بالنسبة لفرق الغرب الأوروبي عندما تتجه لشرق القارة العجوز، حيث الأجواء مختلفة والتسجيل على ملعب "دونباس أرينا" أمراً ليس سهلاً على الإطلاق لكل الزوار. وإذا تأهل شاختار إلى نصف نهائي البطولة فسوف تكون المرة الأولى التي يُحقق بها الفريق مثل هذا الإنجاز على مستوى دوري أبطال أوروبا، والمرة الرابعة التي تصل بها فرق أوكرانية إلى دور الأربعة، بعد أن فعلها دينامو كييف أعوام 1977 و1987 و1999 (المرتين الأولى والثانية كان الفريق يلعب باسم الاتحاد السوفييتي السابق). ضياع حلم الثلاثية سقوط برشلونة في موقعة شاختار سيُضيع على الفريق تكرار الثلاثية التاريخية التي حققها عام 2009، بالفوز بالدوري والكأس المحليين ودوري أبطال أوروبا، وسيكون هذا الإنجاز متاحاً للتكرار بالنسبة لإنتر ميلان، رغم صعوبة المهمة على الـ"نيراتزوري" بعد سقوطه على ملعبه الثلاثاء بنتيجة 2-5 أمام شالكه الألماني. وإذا ودّع الـ"بارسا" السباق سيكون من المستحيل على ميسي الاحتفاظ بلقب هداف دوري أبطال أوروبا للعام الثالث على التوالي، إذ سيكون بإمكان باقي مهاجمي البطولة التسجيل خلال مباراتي نصف النهائي والمباراة النهائية. احتمالاتٌ أخرى كثيرة قد تطفو على السطح في حال نجح شاختار في مهمته الانتحارية أمام برشلونة، لكن الشيء الأكيد أن البطولة ستفقد أحد أقوى المرشحين للفوز بها، وستتعرض جماهير الفريق الكتالوني لصدمةٍ قوية، إذا ما خرج الـ"بارسا" من دور الثمانية. من مهند الشناوي