مواقف

سكان كوكب الأرض ستة مليارات نسمة‏,‏ يتكلمون ألوف اللغات واللهجات‏,‏ ولكن أشهر اللغات وأكثرها انتشارا بهذا الترتيب‏:‏ الإنجليزية والصينية والإسبانية والبرتغالية والعربية والروسية واليابانية والملاوية والهندوسية والفرنسية‏.‏ والإنجليزية لغة عالمية, لغة العلوم والتكنولوجيا, والذي لا يعرف الإنجليزية يلقي عذابا كبيرا في دراسة العلوم الحديثة, فكل المصطلحات العلمية والفيزيائية والكيميائية والفلكية والطبية كلها إنجليزية. وأكثر الناس تعصبا للغتهم لا يستطيعون إنكار الإنجليزية أو التنكر لها. وفي كوكب الأرض ديانات كثيرة سماوية ووضعية مقدسة ووثنية, فالإسلام والمسيحية واليهودية ديانات سماوية. وهناك ديانات أرضية أو من صنع الإنسان, أي وضعية, أي وضعها الإنسان مثل البوذية والكونفوشية والبهائية والهندوسية والشنتوية والطاوية, وما لا عدد له من الديانات الوثنية. وكل الفكر الإنساني يحاول تقريب المسافات بين الناس: التفاهم والحب والصدق والسلام أساس الحياة. ولكن التاريخ يقول لنا إن الإنسان في حالة حرب دائمة وليس السلام إلا فترة نقاهة استعدادا لحرب جديدة.. وقامت الحروب لأسباب عرقية وصليبية واقتصادية. ولم يعرف الإنسان فترات السلام إلا سنوات معدودة. أما الحروب فهي التي أكلت معظم سنوات الإنسان والشعوب. ونحن في مصر عرفنا حروب48 و56و67و73 وأطول فترة سلام هي التي نعيشها الآن.. فقد عقدنا اتفاقيات السلام مع إسرائيل.. أي من31 عاما. وقد ظهرت أخيرا في تونس ومصر وغدا في اليمن وبعد غد في ليبيا وسوريا, ما يؤكد أن المنطقة تتعافي وتنتزع ثوب الذل مهما يكن الثمن. والدول العظمي لا تريد أن ترتكب حماقة أمريكا في العراق. وكل الخوف أن الديمقراطيات الجديدة لا تأتي بعبدالناصر أو الخوميني, أي تنقلنا من طغيان الفرد إلي طغيان الأغلبية, وهو خوف في محله وهذه الصحوة المتكررة مخيفة لأصحابها ولغيرهم أيضا! المزيد من أعمدة أنيس منصور