المحتوى الرئيسى

عالمنا

04/06 14:19

النيل ينادي هؤلاء السلفيون يصارعون ويحاربون بضراوة واستماتة, سعيا خلف تطبيق احكام الشرعية الإسلامية, ويخوضون حربا لا هوادة فيها ضد الأضرحة في عموم الجمهورية, والصوفيون يقرعون أجراس الإنذار ويستغيثون ويحذرون بأعلي صوتهم من المد السلفي, في حين تعد جماعة الإخوان المسلمين عدتها, استعدادا للانتخابات المقبلة, وتجاهد للمحافظة علي صفوفها من الانشقاقات وحركات التمرد علي ولاية وتوجيهات مكتب الإرشاد, نحن امام مشهد كارثي بكل المقاييس, جراء حروب وصراعات الجماعات الدينية, التي لاتتحملها مصر في ظرفها الراهن المضطرب, فهي معارك ضد طواحين الهواء, ولايتوقع عائد ولا فائدة من ورائها سوي الخسران المبين, وهل يعقل ان يكرس امراء وقادة الجماعات الدينية كل هذا الجهد الخارق في مسائل تشيع الفرقة والاقتتال, اكثر مما تساعد علي الوئام والوفاق بين جموع المصريين. وياحبذا لو صارحتنا الجماعات الدينية بغرضها من إشاعة مناخ الخوف بين الناس, بينما نحتاج لمن يرجع اليهم الطمأنينة والسلام, وهل نجحنا في التغلب علي ما يواجهنا من تحديات وعراقيل حتي نوجه نظرنا وسواعدنا ناحية الأضرحة, وإقامة الدولة الدينية؟ وان كان مشايخنا يعنيهم حقا وصدقا حاضر ومستقبل هذا البلد الطيب, فلما لانراهم يركزون علي ما يفيدنا في بناء وطن أفضل, ويدرأ عنا ما يهدد شريان حياتنا وهو مياه نهر النيل؟ فعوضا عن اقتتال وتناحر المشايخ والدعاة, حول الأضرحة, وتطبيق الحدود الشرعية, لما لايحشدون أنصارهم واتباعهم, دفاعا عن الماء المنتظر ان تتناقص حصتنا منه في الأعوام المقبلة, بسبب موقف دول منابع النيل من توزيع حصص الدول الواقعة علي النيل من مياهه؟ ولم لا يستغل دعاة السلفية والصوفية شهرتهم ومكانتهم الرفيعة في النفوس والعقول لتشكيل وفد يجوب بلدان منابع النيل لاقناعها بتعديل موقفها المهدد لأمننا المائي؟ ولم يتجاهلون ان سكان تلك الدول بينهم مسلمون, ويمكن محاولة استمالة جانبهم, للتدخل لتلين مواقف حكامها, وتعويض ما وقعنا فيه من أخطاء بحق القارة الإفريقية في العهد السابق. لا أظن ان هناك مهمة تستحق الجهاد في توقتنا الراهن أعظم وأكبر من ضمان تدفق مياه النيل, وثوابه سيكون كبيرا وأنفع وأبقي للعباد وللبلاد, وهذه ساحة رحبة وواسعة لمجاهدي الجماعات الدينية علي اختلاف انتماءاتهم واتجاهاتهم. نفس الساحة مفتوحة علي مصراعيها للأقباط ايضا, فالبابا شنودة, له ثقله ووزنه الذي يقدر من خلاله المساهمة, فليس خافيا ان البابا شنودة له قدره من الاحترام والمحبة في اثيوبيا, وان زارها لمناقشة ملف المياه فسوف ينصت اليه بانتباه واهتمام حينئذ سنبعد اصوات التشدد علي الجانبين المسلم والقبطي, وسنوجه الطاقات الخلاقة لما يحمي مصر وأمنها, بدلا من إهدار الوقت والجهد في الركض خلف ما يكدر أمن المصريين, ويلطخ ثوب ثورتها الأبيض ببقع سوداء يلزم سنوات من العمل المستمر لإزالتها لتترك الجماعات الدينية معارك طواحين الهواء غير المجدية وجاهدوا في ميدان الحفاظ علي مصر وثرواتها المائية, فذاك أجدي وأوقع. المزيد من أعمدة محمد إبراهيم الدسوقي

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل