الشيخ عسكر: الشريعة الإسلامية تحمي سيادة القانون

الإسكندرية- محمد مدني: حذَّر الشيخ سيد عسكر، عضو كتلة نواب الإخوان في برلمان 2005م وأحد علماء الأزهر الشريف، من خطورة تشويه الشريعة الإسلامية، أو الاستناد إلى حقبة تاريخية غير معبرة عن حقيقة الإسلام، مشيرًا إلى أن الحقبة التاريخية التي نُسبت خطأً إلى الحكم الإسلامي عانى فيها المسلمون أنفسهم قبل المسيحيين أو من هم غير المسلمين، وربما كانت معاناة المسلمين أشد وأنكى.   وقال- خلال لقاء الثلاثاء بمسجد عصر الإسلام، مساء أمس-: إن التخويف من الشريعة الإسلامية أمرٌ لا مبرر له على الإطلاق؛ لأن الإسلام يحكم بالعدل بين جموع البشر، حتى إن الحق تبارك وتعالى حينما تحدَّث عن العدل في القرآن الكريم تحدَّث بصيغة "العدل بين الناس" وليس بين المسلمين فقط.   وأضاف: "يجب ألا يقول أحد إن المعاملات الإسلامية كانت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم فقط، والأوضاع تغيَّرت بعد ذلك، فالتاريخ الإسلامي حافل بالمشاهد التي تؤكد عدالة الإسلام، وبدا ذلك واضحًا في شكوى قبطي مصري إلى عمر بن الخطاب في القصة الشهيرة".   وأكد أن الشريعة الإسلامية تشدِّد على سيادة القانون، وألا يُستثنى أحد من تطبيقه مهما كان، حتى إن النبي صلى الله عليه وسلم رسَّخ هذا المعنى في الحديث الشريف، حينما قال: "إنما أهلك من قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد، وايم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطع محمد يدها".   وشدَّد على أن الشريعة ألغت التمييز بين البشر على أي أساس، سواءٌ كان في اللون أو الجنس إلا بالتقوى التي محلُّها القلب، وتعني علاقة العبد بربه.   وقال: إن الإسلام والسلام كلمتان متقاربتان، جذرهما واحد، فتطبيق الإسلام سيسود معه السلام في العالم كله، كما بشَّر النبي صلى الله عليه وسلم الصحابي خباب بن الأرت في وقت كان المسلمون فيه مستضعفين، ويعذبون.. "والله ليتمَّنَّ الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضر موت لا يخشى إلا الله والذئب على غنمه"، في إشارة محققة إلى أن الأمن سيسود.   ووجَّه رسالةً إلى أصحاب الدعوة إلى رسالة الإسلام المعتدلة وإلى الإخوان المسلمين، قائلاً: أيها الناس، بشِّروا بدينكم، وبلِّغوا الناس حقيقتنا، واستمسكوا به؛ فهو الحق والعدل والخير لكل البشر، ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا؛ لأن الله أمرنا بهذا، ونحن واثقون من تمكين الله".