جامعة الدول

ثلاثة مرشحين مصريين لمنصب جامعة الدول العربية لم يتم الإعلان عن اختيار أحدهم حتي الآن. المرشحون هم الدكتور مصطفي الفقي والدكتور مفيد شهاب وأحمد أبوالغيط. ومن المفترض أن يتم شغل منصب رئيس الجامعة في خلال ستة أسابيع. في السابق كان حسني مبارك هو الذي يرشح ممثل مصر. وعادة ما يكون الترشيح مبكرًا وتدعمه مصر. ومنذ إعلان عمرو موسي أنه لن يترشح لدورة جديدة ونحن لا نعلم من الذي سترشحه مصر لهذا المنصب الرفيع الهام. كل ما نسمعه هو أن هناك صراعا داخل أروقة صنع القرار ومحاولات من بعض الشخصيات للتأثير لمصلحة مرشح أو آخر. والتأخير في إعلان مرشح مصر يعطي الفرصة لظهور آخرين ويعطي انطباعا عاما بأن القرار يتأرجح في وقت لا يصح فيه أن تكون القرارات متأرجحة. الذي يتابع تاريخ الرئاسة في الجامعة يجد أن مصر هي تقريبا صاحبة منصب الأمين العام فيماعدا بعض السنوات. والرسالة التي بدأت في الانتشار الآن هي أن مصر ليست حريصة علي استمرار توليها للمنصب. وقامت قطر ومنذ أسابيع بإعلان ترشيح عبدالرحمن بن حمر الأمين العام السابق لمجلس التعاون الخليجي. وبدأت الاتصالات لإقناع الدول العربية بالتصويت لمرشح قطر رغم أن مصر تستطيع حسم الأمر مبكرا. وقد أبدت بعض الدول العربية رأيها في الشخصيات المصرية المطروحة الآن.. ولكن مصر مازالت تدرس، ومازالت تفكر، ولم تقرر الجهات المعنية تحديد مرشح حتي الآن.المرشحون الثلاثة من مصر لهم تاريخ عمل طويل. وان كان أقربهم إلي جميع العرب هو الدكتور مصطفي الفقي ليس لخبرته فقط ولكن أيضا للعلاقة الطيبة التي تجمعه بقيادات الدبلوماسية في العالم العربي.وربما كان أحمد أبوالغيط وزير الخارجية السابق أقل الجميع حظا أو ترحيبا في الدول العربية. في السابق كانت معايير اختيار أي مرشح لهذا المنصب غير معلنة. وكان الترشيح من سلطات الرئيس فهل يجب أن يستمر ذلك الآن!؟ بالطبع لا. مصر يجب أن ترشح شخصية مطلوبة ولا تفرض شخصية لمجرد أن لها علاقات أقوي داخل دهاليز اتخاذ القرار.ولا يصح أبدا أن يعمل أحد المرشحين ضد زملائه لشعوره بأنه لن يكون المرشح المختار! ولا يصح أيضا أن ينشر خبر أن مصر لا يهمها هذا المنصب لو لم يتم ترشيحه بسلامته. وحتي لا نخوض كثيرا في كل ما يحدث وما يقال الآن، دعونا نطالب بسرعة تحديد مرشح مصر علي معايير قبوله محليا ثم عربيا وخبرته ومدرسته التي كان ينتمي إليها ودوره المحلي سابقا وقدرته العامة. وأعتقد أننا بذلك نكون قد حددنا فعلا الشخصية التي ننتظر إعلان اسمها لتمثل مصر وتحظي بقبول محلي... وعربي.