المحتوى الرئيسى

المقامرة مع الغرب

04/06 09:17

عبدالعزيز السويد خلال السنوات الماضية اشتد الحث الأميركي في المنطقة لمواجهة إيران، وتابعنا توافد مسؤولين من عواصم التحالف الغربي إلى السعودية ودول الخليج العربي الأخرى من أجل دفع هذه الدول لاتخاذ موقف متشدد تجاه طموحات إيران النووية. إلا أن كل هذه الضغوط باءت بالفشل وكان الموقف السعودي والخليجي واضحاً في عدم الانجرار وراء الرغبة الأميركية. لم تقدّر طهران هذا الموقف المشهود ولا حتى إعلامياً، بل واصلت أسلوبها القديم المتهوّر في التعامل مع الدول العربية في المنطقة. ومع تطوّر الأحداث وانكشاف مؤامرات وخطط إيرانية أعلنتها كل من البحرين والكويت، نجحت إيران في ما فشلت فيه الولايات المتحدة، التأزيم الذي كان مطلوباً في السابق حضر لأسباب أخرى. والمؤامرات المعلنة بما فيها احتلال جزر مع شبكات تجسس وأحكام صدرت في حق إيرانيين وكويتي وسوري في الكويت، تدحض أصواتاً تحاول دائماً إجهاض محاولات بحث وتحليل بتهمة... نظرية المؤامرة. وهي الأصوات نفسها التي ارتفعت حين بشّرت أميركا بالمن والسلوى قبل غزوها للعراق، فتحوّل الأخير إلى محمية إيرانية، إلى درجة يذكر فيها المفكر السياسي الدكتور عبدالله النفيسي أن وزير التربية العراقي أصدر تعميماً للقطاع التربوي يلزم فيه بتغيير اسم الخليج العربي إلى الخليج الفارسي!؟ كان موقف دول الخليج أمام الضغوط الغربية موقفاً مسؤولاً وإيجابياً، يؤكد ويتطابق مع السياسات المعلنة: حسن الجوار والتعايش، لكنه لم يحقق أثراً لدى طهران سوى في مزيد من الصلف والغرور، وأول أمس كشف الزميل جهاد الخازن في هذه الصحيفة عن حديث لوزير خارجية إحدى دول مجلس التعاون أبدى فيه ازدياد قلق دول المجلس من مفاعل بوشهر النووي، بعد كارثة اليابان، لوقوعه على خط الزلازل وخطره على البيئة في الخليج العربي بما فيها مياه تتم تحليتها للشرب. كان على دول مجلس التعاون أن تعي هذا الخطر قبل كارثة اليابان... الكوارث النووية مشهودة وتقنية بوشهر الروسية لها تاريخ معروف. الآن يتضح أن دول مجلس التعاون أهملت اتخاذ موقف يحمي مصادر مياه الشرب والبيئة من كارثة خطيرة. أما التعويل على عداء متزايد من الغرب تجاه إيران فهو احتمال فيه «مقامرة»، فلم نرَ من هذا العداء «المتزايد»، سوى «صف حكي»، تصريحات واجتماعات مع تمدد إيراني، وحتى لو سلّمنا بذلك فإن في العالم العربي من أوضاع التشتت والفجوات بين الأنظمة والشعوب، وهو ما يغري بترك إيران في حالها.. أقلّها إلى حين، هناك عصافير في اليد لا عصفور واحد، وهي أكثر نضجاً من عشرة منها على الشجرة الإيرانية، والأميركان تعودوا على الوجبات الجاهزة، لن يمكنهم تفويت عصافير «متبلة» بعضها يُشوى على نار الجماهير وآخر ينتظر. نقلا عن (الحياة) اللندنية

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل